مسعف يتفاجأ بأطفاله بين المصابين.. ثلاثة استشهدوا بين يديه - It's Over 9000!

مسعف يتفاجأ بأطفاله بين المصابين.. ثلاثة استشهدوا بين يديه

بلدي نيوز – (أحمد العلي)  

منذ اندلاع الثورة السورية لا يمر يوم من الأيام دون حدوث مأساة وفاجعة لعائلة سورية، ليس فقط أولئك المتمسكون بأرضهم وتراب بلدهم لكن أيضا اللاجئون الذين شردتهم آلة القتل والدمار في كل بقاع الأرض رغما عنهم.
المسعف "مازن كاشور" من أبناء ريف إدلب، أحد الذين مروا بواحدة من أقسى التجارب الإنسانية، فأحيانا شكل الموت يحدد قساوته، ويجعل منها شيئا فوق الاحتمال.

بلدي نيوز تحدثت مع المسعف "مازن كاشور" الذي روى قصته بالقول: " ذهبت مسرعا لإنقاذ الأطفال والشهداء الذين أصيبوا بسبب قصف الطيران الحربي الروسي للسوق الشعبي في مدينة معرة مصرين دون أن أعلم أن أطفالي من بين الشهداء".
ويتابع:" صرخت بأعلى صوتي وناديت ابني (عبدو) بعد أن وجدت أن من أسرعت لإسعافه هو طفلي الذي استشهد دون أن أقوم بأي من الإسعافات الأولية لإنقاذه، وبالرغم من ذلك استمريت في إسعاف الجرحى وإجراء الإسعافات الأولية لهم حتى ناداني أحد الممرضين والذي طلب مني أن أفتح وريد أحد الأطفال الذين قاموا بإسعافهم".
ويستطرد: "أسرعت لفتح وريد الطفلة لأتفاجأ بأنها ابنتي التي باءت جميع محاولاتي بالفشل وما مرت لحظات إلا وجدتها جثة هامدة بين يدي لتلحق بأخيها إلى جنان الخلد بإذن الله".
لم تنته صدمة المسعف "كاشور" عند هذا الحد، ولا يمكن وصف المأساة التي مر بها المسعف السوري، فالفاجعة لم تنته هنا، يواصل "كاشور" حديثه: "لقد تفاجأت بوجود جثة طفلي الثالث بين الشهداء"، ويتابع والدموع تغالبه: "كنت أرى في جمال عيونهم أحلى ما في الدنيا ومن ضحكاتهم أستمد الأمل في الحياة، كنت أحلم بهم بكل شيء.. أن أعلمهم وأن يصبحوا شبابا ومهندسين".. ليعبر أخيراً عن رضاه بقضاء الله، حيث قال "قدر الله وما شاء فعل هذا ما أراده الله وكله خير من عنده".
كما وجه والد الشهداء الأطفال الثلاثة كلمة خاطب بها حكام العرب: "الله ينتقم من بشار وروسيا والصين وإيران وكل من تخاذل عن نصرة الشعب السوري الجريح، وأوجه رسالة لكل الحكام العرب أن الدور عليكم بعدنا، وبإذن الله نحن منصورون لأن الله معنا، لكن أوجه الرسالة لهم لأن الرسول صلى الله وعليه وسلم قال: وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصرة".
هذه القصة هي صورة من مئات الصور التي تمر على شاشاتنا دون أن يلتفت لها أحد أحيانا، وفصل من فصول القتل اليومي للأطفال والمدنيين جراء القذائف والغارات الجوية من قبل النظام السوري والطيران الروسي، ربما الكثير منها ضاع ودُفن دون أن يصل صداه للعالم الذي لم يعد يعبأ كثيراً بمشاهد موتنا اليومي".

مقالات ذات صلة

منصتا موسكو والقاهرة تتفقان على رؤية مشتركة للحل السياسي في سوريا

"رايتس ووتش": نظام الأسد يواصل استخدام الأسلحة الحارقة في سوريا

أزمة تأمين مازوت التدفئة في دمشق تعود إلى الواجهة

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

اشتباكات بين مجموعات محلية وقوات النظام بريف درعا

سياسي أمريكي يكشف عن قرار ترامب بشأن الانسحاب من سوريا