بلدي نيوز – (منى علي)
"ديمستورا حين يعلن أن حلب ستسقط نهاية العام.. هل هذا وسيط أم محلل أم موظف في خارجية الأسد، يبشره.. لكن العتب على معارضة لا توقف كل أشكال الحوار معه".
بهذه التغريدة على توتير، انتقد الإعلامي السوري المعارض أحمد موفق زيدان، تصريحات الوسيط الأممي ستافان دي مستورا، التي أشار فيها مؤخراً إلى أن "سقوط حلب" بات حتمياً مع نهاية العام الحالي.
حيث صرح دي مستورا أن شرق حلب الخاضع لسلطة الثوار سيسقط في يد نظام الأسد خلال أسابيع، وقال إنه يأمل بالتوصل إلى "صيغة ما" لتجنب "معركة رهيبة". ويأتي تصريح دي مستورا متوافقا تماما مع ما تروج له آلة الأسد الإعلامية وحلفاؤها، حيث استخدموا جميعا تعبير "أسابيع قليلة" لسقوط حلب، كما أن أطرافا أوربية تورطت في الترويج لمذبحة الأسد بحلب.
إلى ذلك كشفت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أن الاتحاد الأوروبي اقترح تقديم دعم مالي لسوريا في محاولة جديدة لحل "الأزمة التي دامت أكثر من 5 سنوات في البلاد".
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن المطالب الغربية السابقة بتنحي الأسد باتت "غير واقعية"، مضيفين أن هناك شعورا متزايدا بأن أمريكا تم تهميشها كشريك في المفاوضات الغربية.
وأتت هذه التصريحات في وقت قال فيه المبعوث الدولي دي مستورا، إن "تقاسم السلطة" هو الحل الوحيد الممكن لإنقاذ ما تبقى من سوريا.
أما الحوافز المالية التي عرضها أو سيعرضها الاتحاد الأوربي على نظام الأسد، وكذلك على المعارضة السياسية، فهي بمثابة "رشوة" للقبول بحل "تقاسم السلطة"، كل هذا كي يتخلص الاتحاد الأوروبي من كابوس اللجوء الذي صار يتهدد وجوده وعلاقاته البينية ومع دول الجوار.
الصحفي السوري المقيم بفرنسا، علي حمرة، رأى أن "المرحلة المقبلة هي مرحلة جديدة من مراحل الثورة السورية، والمرحلة الأولى كانت مرحلة أهم ما مر فيها - رغم العذابات الهائلة للسوريين- أنها حددت وشخصت واقع سوريا والسوريين وكشفت الجميع".
وعن المرحلة الجديدة قال موضحاً: "المرحلة الجديدة والمقبلة مع التطورات السياسية العالمية والتي تشير إلى تقدم اليمين المتطرف بأوروبا أو بأمريكا قد يتم دعم الأسد لتثبيته كأمر واقع وقد يكون الحل على مبدأ الطائف اللبناني، بإرادة دولية واضحة، وبالتالي حتى تقاسم السلطة لا أثق بأنه سيكون تقاسماً حقيقياً".
واضاف الصحفي حمرة: "سيكون على السوريين الاعتماد على أنفسهم والاعتبار من أخطاء المرحلة الأولى من الثورة، فالمرحلة المقبلة أفترض أنها ينبغي أن تكون مرحلة ثورة الوعي والعقل للوصول إلى أهداف الثورة، وهي الكرامة والحرية بالمعنى الحقيقي لهذه الأهداف".
كتاب وسياسيون غربيون أكدوا – رداً على دي مستورا ونظام الأسد وروسيا- أن "سقوط حلب" لن يكون نهاية الحرب، وأن المقاومة ستتصاعد، فنظام قتل 600 ألف بريء لا يمكن أن يستمر في الحكم، وفق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، وكذلك نظيره التركي جاويش أوغلو، وآخرين من كبار ساسة العالم، إلا أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض وتصريحاته الاستباقية بالتخلي عن الثورة والمعارضة السورية كي لا يحتك مع روسيا، جعلت البعض يستعجل محاولة إبرام صفقات استسلام بالوكالة، صفقات لم ولن يوقع عليها الثوار، وفق ما أكدوا بالقول والفعل المقاوم، في حلب، وعلى امتداد ساحة المعارك السياسية والعسكرية.