بلدي نيوز- (خاص)
أصدر نظام الأسد عبر وزارة دفاعه إعلاناً يتضمن تشكيل ما أسماه "الفيلق الخامس"، والذي أعلن أن مهمته ستكون إنهاء الحرب الدائرة في سوريا بحسب نظام الأسد، حيث جاء في نص الإعلان: "استجابةً للتطورات المتسارعة للأحداث وتعزيزاً لنجاحات القوات المسلحة الباسلة وتلبيةً لرغبة جماهير شعبنا الأبي في وضع حدٍ نهائي للأعمال الإرهابية على أراضي الجمهورية العربية السورية تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن تشكيل الفيلق الخامس اقتحام (من الطوعيين) بمهمة القضاء على الإرهاب إلى جانب باقي تشكيلات قواتنا المسلحة البطلة والقوات الرديفة والحليفة لإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل أراضي الجمهورية العربية السورية".
حيث توسلت قيادة جيش النظام للمؤيدين للتطوع في هذه القوة فوعدتهم بالكثير من المزايا ووضعت لهم الكثير من التسهيلات، مثل تجاوز شرط العمر، والحفاظ على الراتب الذي يتلقاه من وظيفته في حال كان المتطوع يعمل في الدولة، إضافة لمعرفة العناصر الجدد أنهم سوف يحصلون على المال عبر الموبقات التي سوف يسمح لهم بفعلها.
رواتب ضخمة!
صفحة دمشق الآن الموالية قالت: "الفيلق الخامس الذي تم الإعلان عنه قبل قليل، تم تجهيزه بدعم وتدريب كامل من الأصدقاء، وستكون رواتبه من خزينة الأصدقاء وستتراوح رواتب المتطوعين بالفيلق من 200 دولار إلى 350 دولاراً بين مجند وصف ضابط وضابط"، الأمر الذي سيثير مطامع أي عنصر في جيش النظام الذين لا تتجاوز رواتبهم 100 دولار بالحد الأعلى.
ما يعني أن روسيا وإيران سوف يحكمون هذا الفيلق، -في حال استطاع النظام تشكيله-.
الغريب في الإعلان هو الانفصام بينه وبين الواقع، حيث سمح الإعلان للأشخاص غير المكلفين بالخدمة بالتطوع، وسمح للذكور مهما بلغت أعمارهم بالتطوع أيضا، كما ناقض الإعلان نفسه، بأنه أعلن أن الأشخاص الذين أنهوا الخدمة سوف تقبل طلباتهم، علما أن معظم الأشخاص ممن أنهوا الخدمة هم مطلوبون للاحتياط.
فيلق خامس
أكثر ما يثير السخرية في الإعلان، هو أنه يسعى لتشكيل "فيلق خامس" لجيش النظام، الذي لا يمكن القول إن أياً من فرقه بقيت على حالها أو لا تزال محافظة بشكل حقيقي على هيكليتها من ناحية جاهزية العتاد أو تعداد الأفراد، فجيش النظام الذي انكمش وحصل تسرب لعناصره إلى العديد من الميليشيات الأخرى سواء الشيعية أو المحلية، والتي ساهمت في تمزيقه أكثر وأكثر بحكم عدم تبعيتها بشكل كامل للنظام، يحاول اليوم أن يشكل "الفيلق الخامس".
فحتى قبل الحرب لم يكن الفيلق الرابع جاهزاً لدى النظام، الذي بذل جهده لتشكيله بهدف ترفيع الديكتاتور إلى رتبة "مشير"، لكنه عجز عن ذلك وداهمته الحرب، ليبدأ جيشه بالتفكك، لدرجة لم يعد يبدو كجيش إطلاقاً، بل مجموعة من الميليشيات التي تديرها مجموعة من الشخصيات المرتبطة بالأسد.
مائة ألف جندي!
الفيلق (أحيانا يسمى الجيش) يتكون على الأقل من أربع فرق، تتكون كل واحدة من ما لا يقل عن 20 إلى 30 ألف عنصر، الأمر الذي يجعل تشكيل فيلق بالنسبة للنظام أمراً شبه مستحيل، إلا إذا كان القصد منه إعادة دمج الميليشيات السورية الموالية للنظام وتحويلها لكتلة واحدة من جديد بحيث يستطيع النظام التخلص منها، وإعادة سيطرته على الجيش والقوى العسكرية الموالية له، وقد تكون هذه فكرة روسية بهدف التخلص من الميليشيات الأخرى الإيرانية والأفغانية والعمل على تكون قوة واحدة منضبطة تستطيع السيطرة عليها وقيادتها.