بعد الانسحاب من اتفاقية روما.. روسيا تحرق حلب - It's Over 9000!

بعد الانسحاب من اتفاقية روما.. روسيا تحرق حلب

بلدي نيوز - (نور مارتيني)
يشهد القسم الشرقي من مدينة حلب حملة شعواء منذ عدّة أشهر، مترافقة مع حصار محكم قارب على الثلاثة أشهر، فيما أعلنت الأمم المتحدة عن قرب نفاد المخزون الغذائي الاحتياطي في المدينة، ما ينذر بكارثة إنسانية محققة.
حيث صرح "يان إيغلاند" مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يوم أمس الجمعة، أن السكان المحاصرين في شرق حلب يواجهون "لحظة قاتمة جدا" مع غياب أي إمدادات غذائية أو طبية واقتراب فصل الشتاء، وتوقع هجوم شرس من جانب قوات نظام الأسد وحلفائه.
ليس نفاد المخزون الغذائي هو الخطر الوحيد الذي يواجهه القسم الشرقي من مدينة حلب، بل إن المأساة الحقيقية تكمن في انهيار البنى التحتية بشكل كامل نتيجة القصف العنيف والممنهج من قبل النظام وحلفائه الروس.
حيث أعلنت "مديرية صحة حلب الحرة" في اليوم ذاته، عن خروج جميع المشافي في المدينة المحاصرة من الخدمة، جراء القصف العنيف من قبل طيران النظام وروسيا، ما حدا بـ"كريستوف جونن"، مسؤول التعاون الدولي في المنظمة، للتصريح بأن انهيار شبكة الكهرباء سيؤثر بالضرورة على إمدادات المياه، ومن ثم على نظام الصرف الصحي.
تتزامن هذه الحملة الشعواء من قبل النظام وروسيا، مع انسحاب روسيا من اتفاقية روما، التي تعتبر حجر الأساس للمحكمة الجنائية الدولية، والمخولة بمحاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء.
هذا الانسحاب الذي يتيح لها التنصل من المسؤولية القانونية تجاه ما تقوم به في حلب من ناحية، ويعيد الأمور إلى المربع الأول، حيث سيبقى مجلس الأمن هو المخول بالبت بأي قرار يتعلق بممارسات روسيا ونظام الأسد في سوريا، ليصطدم أي قرار بالفيتو الروسي، جرياً على العادة.
وبالطبع فثمة وقت مستقطع متاح ريما يتم ترتيب الأوراق في الأمم المتحدة التي توقفت عن القلق بشأن سوريا مؤخراً، بانتظار ردود فعل الأمين العام الجديد "أنطونيو غوتيريس"، وتسلم الرئيس الأمريكي المنتحب "دونالد ترامب" لمهامه، والذي أعلن أنه سيتعاون مع روسيا، ما يعني أن أي تحرك باتجاه إدانة روسيا أو نظام الأسد قد يصطدم بفيتو ثلاثي.
حول الأوضاع الإنسانية والإغاثية في القسم الشرقي من مدينة حلب، تقول السيدة "هدى مصطفى" والتي نزحت من حي الفردوس إلى العامرية بسبب الهجمة الشرسة على الحي "الوضع الإنساني في حلب المحاصرة غاية في السوء، منذ ثلاثة أشهر تقريباً ونحن محاصرون.. وعندما فك الحصار السابق لم تكن الطرقات آمنة تماماً بسبب قناصات النظام، لذلك لم نتمكن من ادخار المواد الغذائية اللازمة"، وتشير "مصطفى" إلى أن كيلو السكر قد ارتفع إلى مبلغ 7000 ليرة سورية -إن توفر- وأن الأطفال يعانون من سوء تغذية شديد بسبب نقص المواد الغذائية، والحصص الغذائية الفقيرة، إن تمكنوا من الحصول عليها.
كما أكدت السيدة "هدى مصطفى" أن "جميع مشافي حلب الشرقية قد باتت خارج الخدمة تماماً ويصعب إيجاد غرفة واحدة لم تتعرض للقصف".
وأضافت السيدة "ليس لدينا ما نقتسمه مع أهلنا سوى أشلاء أبنائنا، فالأهالي يفتشون في الأشلاء المتراكمة عن جثث ذويهم، والأطفال يستهدفون عند خزانات المياه والمخابز وفي كل مكان"، وتؤكد أن "حي الفردوس شهد اليوم حركة نزوح كبيرة، نتيجة القصف المركّز عليه مع أنه كان في الأوقات الماضية مقبول نسبياً".
وتلفت السيدة "هدى مصطفى" -التي تعمل كمدرسة- "كنت أتخيل أن أسوأ ما يمكن أن يصادفه أبنائي، عدا الموت، هو الحرمان من الدراسة حيث توقفت عن إرسالهم للمدارس خوفاً عليهم، ولكنني حين سمعت ولدي الذي يبلغ اثنا عشر عاماً يبكي من الجوع سراً، لم أعد أهتم بالدراسة مطلقاً فليمت بقذيفة، لا من الجوع!".
يبدو أن روسيا حصلت على الحصانة المطلوبة بعد الوعود التي أطلقها "ترامب" خلال حملته الانتخابية، وراحت تصب جامّ حقدها على حلب والتي تبدو مصممة حتى اللحظة أن تدفع من دماء أهلها ثمن أجندات دولية حرمت أبناءها الغذاء، لتبقي "بشار الأسد" رئيساً على أطلال بلد!

مقالات ذات صلة

مامبررات تأجيل اجتماع لجنة الاتصال العربية الخاصة بسوريا؟

روسيا تنقل شحنة أسلحة من حميميم إلى دير الزور

زعيم ميليشيا "الحشد الشعبي" العراقي يلتقي بشار الأسد في دمشق

مرتزقة روسيا من السوريين في أوكرانيا يناشدون لتخليصهم من الموت

مكاتب مزيفة تقوم بالاحتيال على المكتتبين لأداء الحج والعمرة

توثيق اكثر من 200 حالة اعتقال في سوريا خلال نيسان الماضي