بلدي نيوز – (خالد وليد)
شهدت مدينة القصير السورية المحتلة من قبل ميليشيا "حزب الله" اللبناني عرضاً عسكرياً لتلك الميليشيا، بمناسبة ما تطلق عليه "يوم الشهيد"، الذي تحتفل به هذه الميليشيا سنويا.
شهد هذا العرض الكثير من المظاهر العسكرية، التي أراد الحزب عبرها إظهار نفسه كالحاكم الأول للمنطقة والمسيطر الكامل عليها، بدون أي اهتمام بنظام الأسد ورموزه، فلم يكن لهم أي وجود حقيقي خلال هذا العرض، الذي يعد الأول من نوعه بهذه الضخامة ينظمه الحزب في سوريا، حيث لم يسبق له تنظيم أي استعراض بهذا الحجم.
ظهرت في العرض العديد من العربات العسكرية والدبابات التي لم يمتلكها الحزب سابقاً، والتي من المؤكد أنها من مستودعات جيش النظام، وخصوصاً دبابات T72 وT55 وعربات BMP، إضافة لعربات مدفعية مضادة للطائرات 57 ملم، وعربات مدرعة مختلفة إضافة لمنصات إطلاق صواريخ سام 6 معدلة لتحمل مدفعية ميدانية، والعديد من العربات المدرعة التي من المؤكد أنها من جيش النظام و(ربما يكون بعضها من الجيش اللبناني) وليست من إيران.
ما يعني أن الحرب في سوريا كانت فرصة لهذه الميليشيا للحصول على أسلحة وخبرات وتدريب على يد الروس والإيرانيين، وهي تستعرض الآن نتائج الدعم الروسي الإيراني الأمريكي لها.
إضافة إلى المئات من عناصر ميليشيا حزب الله، حيث يحدث هذا العرض بعد عدة أيام فقط من التوافق الرئاسي في لبنان ووصول حليف الأسد "ميشيل عون" إلى كرسي الرئاسة في لبنان، ما يعتبر نصراً لميليشيا حزب الله وإيران في لبنان.
فعلى الرغم من أن لبنان يقول أنه يطبق سياسة "النأي بالنفس" عما يجري في سوريا، لكن أحد مكونات حكومته الأساسية تعتبر طرفاً رئيسياً في الحرب السورية، ولها نصيب معتبر من المجازر، وتحتل العديد من المدن في المنطقة الحدودية مع لبنان، ما قد يعتبر بمثابة إحراج للحكومة اللبنانية ورئاسة الحكومة اللبنانية التي وصلت للحريري الذي أوصل عون للرئاسة، ما يعني أن هذا العرض قد يحتوي رسالة للحريري نفسه أنه غير قادر على المواجهة، وأنه ليس نداً "لقوة" ميليشيا حزب الله.
لماذا القصير؟
ميليشيا حزب الله تعتبر القصير أحد أهم المواقع الاستراتيجية لها في سوريا، فهي تتحكم في الطريق نحو لبنان من جهة سوريا، وتعتبر عمقاً استراتيجياً مهما لتلك الميليشيا، التي تسعى للسيطرة على المنطقة المحاذية للبنان وتعتبرها عمقها الجغرافي والأمني، وتتشارك مع النظام في عمليات التطهير الطائفي فيها، حيث كانت القصير أحد أوائل الضحايا في عمليات التطهير الطائفي المعتمد على المجازر الذي مارسته تلك الميليشيات، خصوصاً خلال سيطرتها على المدينة عام 2013، بعد العديد من المجازر بحق أهل المنطقة، خلال مشاركتها جيش النظام في معارك السيطرة على المدينة.