إندبندنت – (ترجمة بلدي نيوز)
في مبادرة لتكريم ذكراها وما كانت تؤمن به، سيتم تكريم النائبة عن حزب العمال الراحلة "جو كوكس" ومتطوّعي الإنقاذ السوريين المعروفين باسم الخوذ البيضاء، بجائزة سلام مشتركة حيث سيقام حفل في الأسبوع المقبل في كوفنتري في منتدى السلام العالمي، والذي أُطلِقَ العام الماضي من قبل رئيس الأساقفة "ديزموند توتو"، في الذكرى السنوية لبدء هجوم كوفنتري، تلك الليلة التي شهدت قصفاً عنيفاً من سلاح الجو الألماني المدمّر خلال الحرب العالمية الثانية.
وقد كانت هناك موجة من الحداد الوطني في بريطانيا تَبِعت اغتيال النائبة كوكس في يونيو/حزيران الماضي، والتي كانت تعرف بكونها مدافعة صريحة عن مختلف القضايا الإنسانية، بما في ذلك جهود منظمة الخوذ البيضاء في سوريا، وقال زوج السيدة كوكس "بريندان" بأنها ستكون مسرورة جداً لو رأت تكريم المنظمة، مضيفاً: "إن جو كانت مناصرة شديدة لذوي الخوذ البيضاء، لأنهم جسّدوا بعضاً من أفضل قيم الإنسانية في أسوأ الظروف، إذ كانوا هم أول من يهرع نحو الخطر عندما كان الآخرون يركضون بعيداً عنه".
قبل أن يضبف قائلاً: "لقد أنقذوا حياة أكثر من 70،000 شخص وساعدوا الكثيرين، وبالنسبة لجو فقد كانوا رمزاً للإنسانية.. وكيف حتى في عمق الحرب والوحشية تظل الرحمة موجودة، إن هذا الالتزام وهذه الخدمة هي في صميم قلوبهم".
وفي سؤاله عن زوجته أجاب السيد كوكس: "لقد عملت جو بجهد بشأن سوريا ولسنوات عديدة، فقد ركّزت عليها لأنها كانت المحنة الأكثر وضوحاً في العالم حيث كان المدنيون في خطر محدق، في حين أن المجتمع الدولي تجاهل محنتهم، إن الأمر ليس فقط بشأن سوريا، بل إنه بشأن الدفاع عن الصواب والحق، وماهيّة قيمنا في وجه التهديدات، تلك التهديدات التي قد تأتي بأشكال مختلفة".
وقبل وقت قصير من مقتلها، كانت السيدة كوكس قد كتبت للجنة جائزة نوبل للسلام لترشيح مجموعة المتطوعين السوريين، ومع ذلك فقد تمّ منح الجائزة للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن جهوده لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
وقال السيد كوكس: "في إحدى خطابات جو الأخيرة قالت بأن كل ما هو مطلوب للشر أن ينتصر، هو عدم قيام الأشخاص الجيدين بأي شيء، في حين أن هذا الأمر بات حقيقةً اليوم".
لقد كانت عاملة الإغاثة السابقة السيدة كوكس الرئيس المشارك لمجموعة أصدقاء سوريا البرلمانية التي تضم كافة الأحزاب مع النائب أندرو ميتشل، حيث كافَحا من أجل تأمين حماية أكبر للسكان المدنيين في سوريا.
السيد ميتشل، والذي سيتحدث في المؤتمر، أشاد بجهود زميلته الراحلة قائلاً: "إنني أشعر بالسعادة لقرار منحها مع منظمة الخوذ البيضاء جائزة السلام العالمية، آمل أن يساعد هذا في الحفاظ على ذكراها حية للأجيال القادمة، ليتعلموا من هذه المرأة الموهوبة".
يأتي هذا في الوقت الذي تبدأ فيه محاكمة توماس ماير، الرجل المتهم بقتلها بالرصاص وطعنها، حيث قتلت النائبة أمام مجموعة من أنصارها في بيرستال، غرب يوركشاير، في يوم 16 من يونيو/حزيران.