كيف كان من الممكن إيقاف التدخل الروسي في سوريا منذ 20 عاماً؟ - It's Over 9000!

كيف كان من الممكن إيقاف التدخل الروسي في سوريا منذ 20 عاماً؟

الغارديان – (ترجمة بلدي نيوز)
من الممكن أن لا تصدمك الحرب وسفك الدماء عندما تكون قد اطّلعت عليها لآلاف المرات من قبل على شاشات التلفزة، في الأفلام، وفي الصحف... وهذا هو للأسف السبب في أن ردّ الفعل الروسي العام على حملة القصف العنيفة على مدينة حلب السورية كان مكتوماً ومخدراً تماماً، إذ لم يكن هنالك أي احتجاج شعبي على اللقطات الإخبارية التي تُظهِرُ النساء والأطفال وكبار السن الذين يعيشون في ما تبقى من أنقاض المدينة، في حين لم يكترث أحد منهم لصور القتلى والمشوهين في حصيلة ذلك القصف الدموي لقوات بلادهم.
إن هذا يرجع إلى كونهم قد شهدوا سابقاً مثل هذا من قبل، في مكان أقرب بكثير إلى بلادهم، لقد كان اسمها غروزني، منذ اثنين وعشرين عاماً مضت، حيث قُتِلَ الآلاف في صراع وحشي ما بين المقاتلين الانفصاليين الشيشان والقوات الحكومية الروسية التي كانت قد بدأت حربها عليهم في عام 1994 في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي.
تلك الحرب التي دامت لما يقرب العامين، والتي لم تميّز ما بين الانفصاليين والأطفال أو المجندين الشباب، أعداد القتلى فيها غير معروفة حتى الآن، في حين أن التقديرات تتراوح ما بين 30،000 إلى 100،000، مع ما يقرب من نصف مليون نازح، في حين أضحت الجمهورية في حالة مزرية من الخراب والدمار.
ولكن على الرغم من وحشية الصراع وقربه الجغرافي إلى أوروبا والصدمة الواضحة في أوساط المواطنين الروس، لم يكن هناك أي سخط دولي يذكر حينها!
في ذلك الوقت لم يقترح الرئيس الفرنسي بأن روسيا يجب أن تواجه اتهامات بارتكابها لجرائم حرب إثر قصفها الدموي، كما فعل فرانسوا هولاند إزاء القصف الروسي على حلب في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول، وفي ذلك الوقت لم يقم وزيرة الخارجية الأمريكية بالتهديد بفتح تحقيق دولي، كما فعل جون كيري، كما أن وزير الخارجية البريطاني لم يصرّح حينها بأن "العار يجب يصبح سلاح سلام ضد روسيا"، لا شيء مطلقاً من هذا القبيل.
عوضاً عن ذلك، فقد كان الرئيس الروسي حينها بوريس يلتسين يعتبر صديقاً مقرباً للغرب حيث أشيد بقيادته لروسيا في مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي نحو الديمقراطية، و لم يهتم أحد حينها بأن العام الذي سبق الحرب الشيشانية الأولى، كان يلتسين بنفسه قد وصل للحكم عن طريق انقلاب أنشأ عملياً في أعقابه حكم رجل واحد.
إن الحصانة التي سمحت لروسيا حينها بالتصرف كانت مقصودة، حيث وبحلول الوقت الذي اندلعت فيه الحرب الشيشانية الثانية في عام 1999، حين قامت غروزني لمرة أخرى قبل أن تغمر بنيران المدفعية والدم، لم يقم أحد في المجتمع الدولي بصب الكثير من الاحتجاج على روسيا !
وفي تلك الأثناء، كان يلتسين قد قرر منح كرسي الرئاسة إلى شخص يافع من القوات الخاصة المخضرمة و يدعى: فلاديمير بوتين، في ذلك الوقت كانت روسيا لا تزال صديقة للغرب، فقد كانت عضواً في مجموعة الدول الثماني، حيث لم يذكر حينها أي زعيم عالمي من الذين جلسوا مع بوتين في قمة عام 2000 في ناجو- اليابان، أي شيء بشأن الوسائل التي وصل بها بوتين إلى السلطة بكونها غير مقبولة أو شرعية بالنسبة للعالم الديمقراطي.
ولسنوات عديدة، كان بوتين تماماً شريكاً مقبولاً لدى الغرب كما كان يلتسين، ولكن الحرب في شرق أوكرانيا، وضمه لشبه جزيرة القرم غيّر من ذلك، كما أن حلب الآن حوّلت حقاً من الرأي العام: حتى إن الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق -بان كي مون، قام بوصف تصرفات روسيا في سوريا ب "المذابح".
ولكن ما غاب عن ذهن المجتمع الدولي هو أن هذا النهج من السياسة الخارجية العدوانية لم يبدأ في سوريا، أو حتى في أوكرانيا، إذ إن هذه السياسة تعود لأكثر من 20 عاماً، حيث انبثقت من غبار ودمار غروزني، على الأقل في السنوات الأولى من اندلاعها!
لو كان هنالك "لا" حقيقية من الغرب، كان يمكن حينها إيقاف روسيا، إذ أن الحرب الروسية في الشيشان كانت قد وضعت الأسس الأولية لسياسة الكرملين الخارجية العدوانية، في ذلك الوقت الذي كان فيه قادة الغرب صامتون تماماً.
لسبب ما لم يرغب أي أحد حينها بقول "لا" في ذلك الوقت، ولسبب ما كان من المريح للجميع وقتها التفكير في روسيا كدولة ديمقراطية، بينما وصف زعماء غربيون بوتين كشريك، وحتى صديق، في حين يفضّلون الآن عدم تذكر ذلك إطلاقاً.
- أليغ كاشين: صحفي روسي بارز

مقالات ذات صلة

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

//