بهدف تجريبها ضد "أهداف برية" روسيا ترسل غواصاتها إلى سوريا - It's Over 9000!

بهدف تجريبها ضد "أهداف برية" روسيا ترسل غواصاتها إلى سوريا

اكسبريس- (ترجمة بلدي نيوز)

في حين ينشغل العالم بالأسطول الصغير من السفن الحربية الروسية في طريقه إلى شرق البحر المتوسط، فإن غواصاتها هي التي من شأنها أن تطلق العنان لمطر من المعادن القاتلة على معاقل الثوار في سوريا، كما يحذّر خبراء.

وتأتي هذه الأنباء في حين تتزايد حدة التوترات ما بين لندن وموسكو بعد قرار بريطانيا نشر دبابات وطائرات مقاتلة وما يصل إلى 800 جندي في المناورات الحربية في البلطيق، وكانت غواصة نووية تابعة للبحرية الملكية قد تتبّعت في الليلة الماضية اثتنين من الغواصات الروسية التي كان من المتوقع لها أن تنضم إلى الحاملة الروسية الوحيدة للطائرات الأدميرال كوزنيتسوف، في يوم غد الأثنين.

إنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا أسلحة الدمار الصامتة الخاصة بها لمهاجمة الأراضي السورية، ففي ديسمبر من العام الماضي قام أسطولها البحري العسكري بأول تجربة ناجحة له مطلقاً صواريخ من غواصة -"روستوف أون دون" أربعة صواريخ يبلغ مداها 4000 كم، حيث يتوقع أن تكون حلب الهدف الحالي لأي هجوم تشنه الغواصات الروسية.

وكشفت المصادر أن اثنين من الغواصات الهجومية من طراز أكولا، تحمل كلتاها الصواريخ البرية من نظام كروز كاليبر، و"اكتشفت" من قبل غواصة البحرية الملكية من طراز ترافالغار وأبحرت عبر البحر الايرلندي، إن تلك الغواصات، التي باتت شهيرة بعد فيلم "Hunt for Red October" من بطولة شون كونري، عادة ما يوجد مقرها في سيفيرومورسك بالقرب من مورمانسك، إنها تبحر كجزء من أسطول الشمال، والمعروف سابقاً باسم أسطول "الراية الحمراء" وذلك بعد الشرف الذي منح إليه في خلال ذروة الحرب الباردة في عام 1965.
والثالثة، هي غواصة من طراز -كيلو والتي تعود للأسطول ذاته، إذ تسللت عبر القناة الإنجليزية بعد أن رصدتها طائرة نرويجية P3 أثناء قيامها بدوريات بحرية حين ظهرت الغواصة على السطح، وفي حين أنها أبطأ من نظيراتها النووية، فقد قيل بأن غواصات -كيلو الروسية هي أهدأ غواصات تعمل بالديزل والكهرباء في العالم، والتي صمّمت في المقام الأول للحرب المضادة للغواصات.

وقد تم تعقب الغواصات الثلاثة قبالة الغرب الجنوبي مقتربة من الغواصة البحرية الملكية، التي تضم فنيين ناطقين بالروسية في طاقمها كما تتبعتها في اتصال لمدة ست ساعات، ومنذ ذلك الحين فقد تمت مرافقتها من قبل غواصة أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي.

وقال مصدر في البحرية الإنجليزية "عند اقترابها من الغرب الجنوبي، كانت الغواصات الروسية واضحة في أنها تريد منا أن نعرف أنهم كانوا هناك، ومن ثم وبعد فترة من الزمن غاصت عميقاً، بينما تم رصدها مرة أخرى بدعم من شريك لنا في حلف شمال الأطلسي".

ويعتقد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إرسال بيان واضح بشأن "قوته الاستراتيجية" عندما أمر حاملة طائراته بالإبحار من خلال القناة الإنجليزية، ولكن خروج ذلك الأسطول إلى السطح قد يكون تشتيتاً محتملاً.
"إن الغواصات الهجومية -أكولا هي قوة ضاربة فعلية، في حين أن غواصات كيلو يمكنها أن تعمل في المياه الضحلة للبحر الأسود" كذلك أضاف المصدر في الليلة الماضية مضيفاً: "لقد تم تجهيزها بصواريخ كروز كاليبر الجديدة، في حين أن الأدميرال كوزنيتسوف ستكون محور الاهتمام الرئيسي، إذ أن غواصاتها من شأنها أن توفر القدرة الحقيقية على توجيه الضربات".
إن الغواصات هي "جواهر تاج" البحرية الروسية، و تمّ استبدال المجندين الإلزاميّين بطواقم مهنية محترفة، جميعهم من المتطوعين الذين يتمتعون برواتب عالية في حين يجري خفض الميزانيات العسكرية الأخرى.
وأفادت منظمة حلف شمال الأطلسي بأن نشاط الغواصات الروسية في شمال المحيط الأطلسي قد وصل تقريباً إلى مستويات الحرب الباردة، وذلك بعد أن ضاعفت روسيا من عدد دورياتها البحرية هناك.

إن الأسطول الشمالي الروسي يملك ثلاث غواصات من طراز أكولا النشطة، K-154 تيغر، K-335 غيبارد، وK-317 بانتيرا، وجميعها تحمل الآن صواريخ كروز كاليبر.
وعلّق في الليلة الماضية القائد السابق في الناتو -الأدميرال البحري كريس بيري على الحادث قائلاً: "إن الأمر يتعلق برغبة روسيا بترك بصمة في شرق البحر الأبيض المتوسط"، مضيفاً: "إن أحد أسباب تلك الرغبة يعود لعملياتها في سوريا، في حين أن الآخر يتمثل في رغبتها بإظهار إمكانيتها على السيطرة على البحر الأسود".
إن الأكولا والكيلو تحملان عدداً غير قليل أبداً من صواريخ الكروز، إنها توفر الحماية للقوة السطحية، ولكنها أيضاً منشأة بإمكانها شنّ ضربات قوية بحد ذاتها، وفي حين أن الغواصات المطلقة لصواريخ كروز يمكن أن ينظر إليها باعتبارها غواصة -رجل فقير- محملة بصواريخ بالستية، فإن ميزتها بكونها لا تحمل رأساً حربياً نووياً تجعل منها أكثر قابلية للاستخدام.
كما نوّه الأدميرال البحري كريس بيري قائلاً: "عندما قمنا بضرب النظام الليبييّ، فإن الغواصة الأمريكية يو إس إس فلوريدا قامت بإطلاق 162 صاروخ كروز على أهداف برية".
كما أشار خبير البحرية الروسية ماغنوس نوردنمان من المجلس الأطلسي الفكري: "لقد كان إطلاق ديسمبر الناجح لروسيا أمراً مهماً جداً، فإذا ما استطاعت غواصة روسية إطلاق النار على سوريا، فيمكنها أن تطلق النار على أي هدف أرضي، قبل ذلك كانت فقط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تمتاز بهذه القدرة"، مضيفاً: "إن ما يختبرونه الآن هو كيفية وضع قواتهم معاً، إنه لبرهان على أن الروس باتوا يتقنون بشكل متزايد نشر قواتهم العسكرية".
إذا ما كانت التقارير صحيحة، فإن ذلك يعني بأن روسيا قامت بنشر اثنين من ثلاث غواصات أكولا متاحة لديها، وعلى الولايات المتحدة أن تنظر إلى الأمر على أنه تحرك قوي ، إذ أن الأمر يتطلب الكثير الانتشار لتحقيق ذلك.
كذلك حذّر الخبراء من أن وزارات الدفاع الأوروبية لا تقوم بشكل كاف بدعم تمويل قواتها البحرية في وقت باتت فيه القوة البحرية أكثر أهمية، بينما كانت الأولوية تعطى لعمليات البرية، سواء في عمليات غير متكافئة أو تهديدات برية تقليدية في دول البلطيق.
لقد تخلّصت المملكة المتحدة من دوريات طائراتها البحرية وهذا هو السبب في أنها تعتمد الآن على النرويج، ولكن الكثير من الصراع المستجدّ يحدث الآن في البحر، إن هذه التحرك لا يقتصر فقط على روسيا ، فيجب أن تلقوا نظرة على بحر الصين الجنوبي.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//