بلدي نيوز – (أحمد عبدالحق)
شغلت مواقع التواصل الاجتماعي على مدار اليومين الماضيين، بتصريحات بعض قادة الفصائل الثورية في حلب، فيما يتعلق باقتراب انطلاق ملحمة حلب الكبرى التي تهدف لفك الحصار من جديد عن الأحياء الشرقية المحررة، والتي لاقت ردود فعل كبيرة في الأوساط الشعبية في عموم حلب وسوريا، وعلى مستويات كبيرة قيادية وجهات إعلامية عالمية وفعاليات ثورية عدة.
بدأت التغريدات على لسان القائد العام لحركة نور الدين زنكي "الشيخ توفيق شهاب الدين" الذي توعد بمعركة كبرى لفك الحصار عن مدينة حلب، مطمئناً الأهالي في الأحياء المحررة بقوله "عما قليل ستنطلق ملحمة حلب، فيا أهلنا أبشروا بالفرج، ويا أمتنا الإسلامية آزرونا بسهام الليل، لعل الله يفتح على أيدينا"، وتابع متوعداً جنود النظام والميليشيات الشيعية "أبشروا بالخزي والعار، وانتظروا ما يسوءكم، سنطرق أبواب الحرية بجماجمكم، انجوا برقابكم قبل أن يغرِّد الغراد وتزغرد المدافع".
وشكّلت هذه التغريدات بداية انطلاق موجة كبيرة من التحليلات بين مؤيد لفكرة الإعلان المسبق قبل بدء المعركة الفعلية يهدف من وراء ذلك حسب " فايز إبراهيم" الصحفي السوري لخلق حالة من الرعب والخوف والإرباك في صفوف عناصر قوات الأسد والميليشيات المساندة لها، وهي تعلم ما ينتظرها من مفخخات ومعارك ضارية كسابقتها في الكليات الحربية في الراموسة وحندرات وغيرها.
وأضاف إيراهيم في حديث لبلدي نيوز أن الحرب الإعلامية ركن أساسي في المعركة، وقد تغيّر الموازين، فوقع الكلمة أشد من الرصاص إن جاءت في مكانها، ومعركة حلب قادمة لا محالة، والنظام تجهز وأعد العدة منذ سيطرته على الكليات، لأنه يعي جيداً أن الثوار لن يناموا على ضيم وسيعيدون الكرة لفك الحصار، وبالتالي لن يؤثر الإعلان عن المعركة من الناحية العسكرية، ولكن من المؤكد أن لها وقعا كبيرا في نفوس العناصر والمؤيدين من الناحية النفسية التي تلعب دورا كبيرا في المعركة.
وفي الطرف المقابل، انتقد مغردون عبر مواقع التواصل إعلان الشيخ توفيق بدء المعركة، وبادروا لنفي إطلاق أي معركة، وأن الأمر يجب أن يكون سراً لحين إعلان ساعة الصفر حسب قولهم، فغرد أبو اليزيد من كوادر المكتب العسكري لأحرار الشام بالقول "لن تنطلق معركة حلب بتغريدات لكسب المتابعين، فمن استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه، لا تكونوا عونا لعدوكم على إخوانكم المجاهدين من حيث لاتدرون".
بينما غرد أبو عمر فيلق أحد كوادر المكتب الإعلامي في فيلق الشام بالقول "هل 1000 متابع و500 إعجاب و300 إعادة تغريد، ستحرر حلب؟ أم أنها آلاعيب أطفال بمصير أمة وشعب وملحمة تحسم أمر ثورة، لو التهى كل شخص بعمله لنجونا".
هذه التغريدات التي تعكس جانباً من رؤية الطرفين بين مؤيد للإعلان على صعيد الحرب الإعلامية والنفسية وبين رافض له لحين البدء بالعمل العسكري المرتقب، تطرح تساؤلات كبيرة عن مدى جاهزية الثوار وإعدادهم للدخول في ملحمة كبرى ستضرب جميع المخططات الروسية والغربية لكسر حلب وتغيير المعادلة العسكرية على الأرض في حال نجاحها، ومدى مقدرة النظام وحلفائه على امتصاص الضربة الأولى وصد الهجوم وبالتالي خسارة حلب في حال فشلت المعركة، الأمر الذي سيكون كارثياً على الثوار والثورة في آن واحد.