بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
تناولت إحدى وكالات الأنباء الروسية، أمس الأول، تقريراً نشره موقع "بلدي نيوز"، تناول فيه فكرة بسيطة عن صناعة بالونات حرارية يمكن استخدامها كمضادات للطيران في المناطق المحررة.
وكالة "سبوتينيك" الروسية والناطقة بعدة لغات منها العربية، أوردت رداً على التقرير بشكل مختصر، محاولة السخرية بطريقة مبتذلة، لتقع ضحية لتناولها "غير المنطقي"، من خلال مقارنة تأثير هذه البالونات بين الطيران المدني والعسكري، بحسب مختصين عسكريين.
وبعد أن سردت الخبر، قالت الوكالة: "حظيت هذه التصريحات (أي التقرير) بردود فعل ساخرة من معلقين شككوا في تصديق هذه القصة، واعتبر البعض أن ما رواه (أبو البراء) مخالف للعلم، حيث أن الطائرات المدنية هي التي تسحب الهواء للداخل، أما الطائرات الحربية الحديثة فمحركها يقع في مؤخرة الطائرة وهو محرك نفاث يدفع بالهواء للخارج وليس الداخل"!
ويبدو أن الإعلام الروسي قد انتهج نهج حليفه "الأسدي" المعروف بغبائه اللامتناهي، بعرض محتواه "الإعلامي" بعيداً عن المنطق والعلم، ومن خلال إيراد أمثلة يمكن للإنسان البسيط تحليلها واستخلاص النتائج المنطقية، وهو ما وقعت به الوكالة الروسية من خلال عرضها لفوارق غير موجودة بين محركات الطائرات سواء المدنية أو العسكرية.
بلدي نيوز عرض ما نقلته الوكالة على الخبير العسكري "راني جابر"، والذي قال بدوره إن "الحجة التي استخدمت للقول إن محرك الطائرة لن يبتلع البالون غير منطقية، وهي عبارة عن محاولة استغباء للمتابعين"، مشيراً إلى أن "أي شخص مدرك لأساسيات ومبادئ علم المحركات النفاثة يعلم أن الطائرات الحربية لا تختلف محركاتها بالتصميم العام عن محركات الطائرات المدنية، فهي تسحب الهواء من المقدمة، وتضغطه لتحقنه بالوقود وصولاً إلى اشتعاله وتوليد الدفع بحكم اندفاع الغازات من مخرج المحرك، ما يعني منطقياً إمكانية أن تبتلع الطائرة هذه البالونات، وتدخل إلى محركاتها، ثم يختلف الضرر الذي يمكن لهذا البالون إحداثه بحسب ما يرافقه من إضافات، سواء قطع معدنية أو كميات من المتفجرات، فهو بالحد الأدنى سوف يجبر الطيار على إيقاف طلعته والعودة إلى المطار الذي أقلع منه، تحسبا لتضرر المحرك بشكل أكبر أو تعطله، خصوصاً أن طائرات النظام تعاني من نقص حقيقي في قطع الغيار وتحديدا المحركات، الأمر الذي يسبب ضغطا حقيقيا على سلاح جو النظام إذا استخدم بشكل منظم".
ويؤكد الجابر أن "استخدام هذه البالونات بأعداد كبيرة، وبفضل استخدام قطع معدنية مثل البراغي أو مسامير الفولاذ، ودراسة اتجاه الرياح، والزمن اللازم للبالونات للارتفاع إلى المستوى المتوقع للطائرة، يمكن أن يؤدي الغرض منها، حيث يجب إطلاق المئات من البالونات دفعة واحدة أو بشكل متسلسل لتأمين أكبر إزعاج ممكن للطائرات في المنطقة المراد حمايتها".
ويرى مراقبون، أن الإعلام الروسي والذي من المفترض أن يكون إعلام قطب دولي كروسيا، يتفاخر بصناعته العسكرية، قد وقع ضحية تناوله الأعمى لأبسط الحقائق العلمية والمنطقية، وانتهاجها كذب إعلام الأسد، من خلال توظيف زمرة من أبواقه لا يمتون للإعلام وقواعده والمنطق بصلة.