بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
طفت على سطح الأحداث الميدانية في الآونة الأخيرة أنباء تتحدث عن اقتراب إعلان بعض الفصائل المؤثرة في الساحة السورية اندماجها في كيان موحد، وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات تمخضت عن اتفاق يجمع المكونات الثورية رغم تباين منهجها والأسس التي قامت عليها مع توحد الهدف والغاية.
ولعل أبرز ما يدور على ألسنة العامة والناشطين اليوم هو توحد جديد يجمع "حركة أحرار الشام" و"فيلق الشام" و"حركة نور الدين زنكي" في كيان موحد، ربما يعلن عنه في الأيام المقبلة في حال تم التوافق بشكل نهائي على هذا الاندماج ولم تعترضه أي معوقات، كالتي منعت كبرى فصائل الساحة بينها "جبهة فتح الشام" من الاندماج حتى اليوم على الرغم من فك الجبهة ارتباطها بتنظيم "القاعدة"، ومد يدها للتوحد.
هذه الاندماجات وإن حصلت على هذا المستوى من الفصائل جاءت بعد مطالب شعبية كبيرة منذ عدة سنوات وحتى اليوم، لاسيما بعد تكاتف العديد من القوى لإحباط الثورة السورية، واستقدام أجناس متنوعة من الميليشيات الشيعية من إيران وباكستان ولبنان وأفغانستان وبلدان عدة وجميعها اتفقت على نصرة الأسد وإنهاء الثورة، الأمر الذي يستدعي في المقابل إيجاد كيان موحد يتمتع بقيادة عسكرية حكيمة تحسن تدبير الأمور ومواكبة التطورات في الساحة، بما يضمن استمرارية المقاومة لكل المشاريع الاستعمارية وعمليات تفكيك سوريا وتقسيمها إلى دويلات.
فايز الأحمد، الصحفي سوري المطلع على تطورات الأوضاع والمتغيرات التي تحصل على المستويين الداخلي والخارجي، نظر لهذه الأنباء بعين المتفائل بأن الساحة الشامية ستشهد توحداً واندماجات كبيرة على مستويات عالية من الفصائل الكبرى، يليها انصهار للفصائل الصغيرة في هذا الكيان الموحد، وبالتالي سيعطي آثاراً إيجابية عسكرياً وحتى سياسياً، قد تغير المعادلة على الأرض وتعطي الأفضلية للثوار.
وأضاف أن "تعدد المشاريع وتنوع المناهج والإيديولوجيات بين الفصائل إضافة لتعدد الداعمين وتحكم الداعم بقرارات الفصيل، كانت من أبرز الأسباب التي ساهمت بتراجع الساحة عسكرياً، وتشتت قوة الفصائل العسكرية، وضياع القرار السياسي الموحد، الأمر الذي انعكس سلباً على الثورة السورية ككل، وأعطى النظام قوة أكبر في التفاوض وفي التقدم العسكري بمساندة حلفائه."
وأشار الأحمد إلى أن توحد فصائل من الجيش السوري الحر في كيان موحد جاء خطوة في الطريق الصحيح، إلا أن هذه الخطوات لا تكفي لإعادة الجيش الحر لمجده السابق، وتحتاج لانصهار جميع فصائل الجيش الحر في كيان واحد، وتشكيل غرفة عمليات موحدة مع باقي الكيانات التي استحال اندماجه معها، وبالتالي توحد كل القوى في هدف وخندق واحد يصب بالدرجة الأولى في مصلحة الثورة.