خفايا معارك القلمون.. هل سُلم الطيار الأسير للنظام بلا ثمن؟ - It's Over 9000!

خفايا معارك القلمون.. هل سُلم الطيار الأسير للنظام بلا ثمن؟

بلدي نيوز – دمشق (محمد أنس)
أسابيع طويلة مرت على معارك القلمون بين كتائب الثوار وتنظيم "الدولة"، معارك اتسمت بعدم الحسم لأي منهما، فيما لا تزال النتائج حتى الساعة "لا غالب ولا مغلوب" بين الطرفين، معارك توصف بحالات من الكر والفر بين المتقاتلين.
فيما شهدت المنطقة حالة من التوتر عقب قيام فصائل من الثوار بتسليم نظام الأسد طيارأ حربياً أسقط التنظيم "بحسب روايته" طائرته في القلمون، تسليم الطيار للأسد ووجه بانتقاد لاذع من الفصائل، فيما تحدثت مصادر عديدة أن عملية التسليم جاءت عقب توافق كافة الفصائل على قرار التسليم، بغية تجنيب بلدات القلمون والمدنيين صواريخ الأسد وحصاره.

تنظيم "الدولة" عبر وكالة "أعماق" التابعة له كان قد تحدث، في الحادي والعشرين من شهر أيلول – سبتمبر المنصرم، عن أن فصائل من الثوار في القلمون أقدمت على تسليم قائد طائرة حربية تابعة للنظام السوري أسقطها التنظيم في القلمون الشرقي بريف دمشق.
"أعماق"، نوهت في بيانها آنذاك، "فصائل المعارضة السورية سلمت قائد الطائرة الحربية التي أسقطها مقاتلو الدولة الإسلامية صباح اليوم الأربعاء لقوات النظام السوري، وذلك بعد أن هبط بمظلته في منطقة الصرة قرب جبل الإشارة التي تخضع لسيطرة الفصائل في القلمون الشرقي شمال شرقي دمشق".
وأضاف الوكالة في بيانها "تسليم الطيار لجيش النظام السوري جاء بعد تعهد الأخير بتلبية طلبات قدمتها فصائل المعارضة في وقت سابق، عبر وسطاء من المصالحة الوطنية، لتزويدها بالسلاح والذخائر، لتعويض الخسائر التي منيت بها إثر هجمات قوات الدولة الإسلامية بالقلمون الشرقي خلال الأيام الماضية".

بلدي نيوز التقت "فراس اللحام" وهو مصدر ميداني في القلمون للوقوف على ما آلت إليه معارك القلمون ضد تنظيم "الدولة"، ولمعرفة دوافع تسليم الطيار للنظام السوري، فقال "اللحام": "في ظل الأحداث التي تجري في القلمون مع هجوم تنظيم الدولة على مناطق "الجبل والبترا" أكبر معاقل الجيش الحر في القلمون وبعد سيطرة التنظيم على مناطق "بير قصب، دكوة والمحسا" التي كانت معاقل للجيش الحر سابقاً وبعد الضغط الكبير الذي واجهه التنظيم من التحالف في الموصل والرقة وغيرهما، أصبحت منطقة القلمون والحماد الملاذ الآمن لعناصر التنظيم".
واستطرد "اللحام": "عقب ذلك أقدم التنظيم على فتح معركة ضد الثوار في القلمون سماها التنظيم معركة "أكون أو لا أكون"، واستطاع التنظيم خلال هذه المعركة السيطرة على عدة نقاط منها "جبل الأفاعي، النقب، وسلسلة الجبال الشرقية"، والاقتراب أكثر من الجبل والبترا وحاولوا التسلل أكثر من مرة واقتحامه إلا أن قوات المعارضة المتمثلة في قوات الشهيد أحمد العبدو وأحرار الشام وجيش الإسلام وجبهة فتح الشام كان لهم رأي آخر، فاستطاعوا دحرهم وطردهم، وقتل الكثير منهم وما زالت المعارك مستمرة بين الطرفين إلى الآن، ولم يستطع كلا الطرفين إنهاء الصراع".
ونوه المصدر، بأن نظام الأسد يقوم بطلعات جوية ضد تنظيم "الدولة"، إلا أن الأخير استطاع أن يسقط طائرة للنظام في منطقة القلمون الشرقي، واستطاعت قوات الشهيد أحمد العبدو إلقاء القبض على الطيار ووضعه في السجن.
وبعد اجتماعات مكثفة بوجود جميع قادة فصائل المعارضة ودراسة الظروف المحيطة في الجبل، وحيث النظام لا يقوم بمهاجمة الجبل والبترا بل يوجه نيرانه إلى التنظيم، بالإضافة إلى تدخل لجنة الأهالي في الرحيبة التي ضغطت بشدة وخافت أن يحدث فيها كما حدث في جيرود بعد قيام "جبهة النصرة" آنذاك بقتل الطيار ليقوم النظام بقصف جيرود لتحدث مجزرة كبيرة، فقرروا تسليم الطيار إلى لجنة الأهالي التي بدورها قامت بتسليمه للنظام وأخذ ضمانات بعدم قصف الجبل والبترا.
اللحام، قال إن كتائب الثوار لم تتخذ قرار تسليم الطيار لنظام الأسد، إلا نتيجة الظروف الصعبة التي يمر فيها الجبل والبترا بعد هجوم تنظيم "الدولة"، واقترابه كثيراً من الجبل.
اللحام قال: "نحن نعتذر أشد الاعتذار لأهلنا في سوريا أجمع، فنحن نعلم يقيناً أن هذا الطيار مجرم ويستحق القتل"، ولكن الواقع صعب جداً ومؤلم فحرصنا على الجبل والبترا بعد هجوم التنظيم جعلنا نأخذ هذا القرار الذي أبكى الكثير من الثوار الأبطال بتسليم الطيار.
ولكن، لو سقط الجبل والبترا بيد تنظيم الدولة، سيكون الثمن غالياً وغالياً جداً، فالتنظيم سوف يصل إلى مدن القلمون وستصبح المنطقة عرضة للتحالف والنظام سويةً، كما نعلم يقيناً هذه المخطط وتلك المؤامرة لذلك ونتيجة قطع طرق الإمداد لا يمكن أن نشعل جبهتين معاً في آن واحد، لذلك كان حرياً الحفاظ على إشعال جبهة واحدة فقط، وجعل الثانية هادئة فالإمكانات لا تسمح بذلك وحرصاً منا للحفاظ على مدن القلمون خالية من فكر التنظيم"، بحسب ما قاله "اللحام".

مقالات ذات صلة

وسائل إعلام النظام: نحو 20 قتيلا من قوات النظام في البادية السورية

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

قوات النظام تجري حملة تمشيط في البادية ضد "التنظيم"

مظلوم عبدي: نتعرض لهجوم من ثلاث جهات

صحيفة تتساءل.. لماذا يخشى الغرب من تفكيك مخيم الهول بالحسكة

لردع التنظيم.. "قسد" تدعو لدعم قواتها شرق سوريا