بلدي نيوز – (عبد العزيز خليفة)
عمد السوريون إلى إنشاء صفحات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتوتير، لنقل صورة ما يجري في سوريا من أحداث والسخرية من نظام الأسد، وبقت مثل هذه الصفحات في ذاكرة السوريين على الرغم من توقف بعضهما مثل صفحة (الثورة الصينية، ومغسل ومشحم حمص الدولي للدبابات، معاليق الثورة السورية)، إضافة إلى تميز بعض المدن بالسخرية مثل كفرنبل، والتي تميزت باللافتات الساخرة، سواء حول التعاطي الدولي مع الثورة السورية، أو رموز النظام وتصريحاتهم.
إضافة إلى الصفحات العامة، أنشأ ناشطو الثورة السورية، حسابات شخصية على موقع فيسبوك باسم بشار الأسد، وأخرى بأسماء بعض قادة العالم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وجميعها كان الغرض منها السخرية ونقل معاناة السوريين.
مؤخراً وبعد أن ذاع صيت ، الفنان الشعبي (عمر سليمان) في الدول الغربية، والذي وصل لمرحلة "الظاهرة"، حيث يمثل هذا المطرب حالة غير مسبوقة في أكثر من مجال، أولها أنه ربما المطرب الشعبي الوحيد من المنطقة الذي وصل لهذا المستوى من الشهرة و"العالمية" التي عجز عنها الكثيرون.
فبسبب غرابة أغاني (سليمان)، التي تخلط بين الأغاني العربية والكردية بالسريانية، وارتداء سليمان لزي عربي تقليدي من فلكور الجزيرة مع نظارات شمسية (يعتبر غريباً حتى على الكثير من السوريين)، يضاف إليها غرابة الأغاني المصورة (الكليبات) والتقنيات المستخدمة فيها، والتي لا تمت بصلة للمتداول من الفيديوهات للأغاني العربية وحتى الأجنبية، والتي تتماهى مع لباسه ومظهره وكلمات أغانيه.
"ولدي ماهر"
استغل أحد الناشطين الغرابة والتفرد لشخصية هذا المطرب والشهرة الكبيرة التي حققها، لأنشاء صفحة (ولدي ماهر الصحفية الرسمية)، والتي حظيت بمتابعة كبيرة من السوريين، حيث يتابعها أكثر من 47 ألف شخص.
(ولدي ماهر) يتحدث لبلدي نيوز
أجرى بلدي نيوز حوارا خاصا مع مدير صفحة "ولدي ماهر بن الكيصر(الفنان الشعبي السوري عمر سليمان)"، حيث رفض بداية إجراء الحوار بحجة أنه "مستزعل" مضيفاً "آني ما حتشيت مع أحد مابو لكايات صحفية"، إلا أنه وافق في النهاية.
ورداً على سؤال لمشرف صفحة "ولدي ماهر" عن السبب الذي دعاه لأنشاء الصفحة وكيف بدأت الفكرة، قال " من الوالد الكيصر يوم كان يغني بمكصف السعادة بالركة، كلت لزوم العالم يعرفه"، مؤكداً أن السبب هو "بشار الأسد".
وحول رأيه ببعض الشخصيات التي تتناولها الصفحة، ومنها بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس، يجاوب المشرف "الدكتور بشار حبيبي، وزوجته أسماء من أروع النساوين يلي يعرفهم الوالد الكيصر، أنصحك تتعرف عليها آني أجيبلك ركم تلفونها".
أما بالنسبة لرأيه بصالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فيقول " صالح المسلم كان دكتور، ويوم افتكر نفسه أفظل من الدكتور بشار رديناه لحجمه كممرظ فكط لا غير".
ورفض (ولدي ماهر) إبداء رأيه في تنظيم (الدولة) قائلاً "تنظيم الدولة الدواعش ما أعرفهم، الوالد يكول ما تحتشي عنهم ولا تدخل بيهم"، أما معارضة موسكو فيقول أنه "ما أعرفهم ولا سمعان بيهم".
مواليد التسعينيات جاهلون بالسياسة
يقول مدير الصفحة إنه لا يحب مواليد التسعينات، ويوضح سبب ذلك في أنهم لا يعرفون شيء بالسياسية، ولا يعرفون "الدكتور حافظ الأسد، ورفعت الأسد، وابنه باسل"، قائلاً "آني أحتشي مع كل أحد وتاريخه بالحياة، شلون تريدني احتشي عن الدكتور باسل ويتدخلون مواليد التسعين، يلي كان أكبر واحد بيهم بالحفاظة وما يتذكره".
وكالة إعلامية
يمكن تصنيف صفحة (ولدي ماهر) كإحدى الصفحات المتابعة للحدث السوري والمواكبة له بكل تفاصيله، ففضلاً عن المنشورات المدعومة بالصور لأي حدث جديد له علاقة بسوريا، والتي تدعم بالصور الساخرة المطروحة بشكل بسيط وبمستوى تقنى بسيط، يضفي الكثير من السخرية والتهكم، بحيث يمكن اعتباره شكلاً جديداً من أشكال التعليقات على الاحداث التي تعرضها الصفحة.
فالصفحة تحتوي ألبوم صور باسم (الشرح المبسط)، يوضح فيه المدير حجم سرقات وفساد نظام الأسد ورموز حكمه، على أساس حصة كل واحد منهم من قطيع "البقر الذي يستثمره".
يقول الناشط (قصى رضوان) وهو أحد المتابعين للصفحة، إنها "صفحة كوميدية سوداء"، تحاكي الواقع السوري بطريقة ساخرة، مشيراً إلى أن المدير "وظف حالة المأساة التي تعيشها سوريا بشكل كوميدي ساخر، للتعبير عنها بأسلوب مضحك دون الإساءة إلى أحد".
ويلفت (رضوان) النظر إلى أن نموذج السخرية في محتوى الصفحة ليس من فراغ، بل هو تعبير ساخر عن مستوى عالي للإدراك العميق للأحداث في سوريا، منوها إلى أن الصفحة لم تتحول بعد شهرتها لمنبر شخصي، بل استمرت في الابداع بنفس الاتجاه الذي بدأت منه.