بلدي نيوز- (خالد وليد)
نشر 229 طبيباً سورياً بياناً للرأي العام، قالوا فيه: "نحن أطباء سوريون بعضنا يعمل في سوريا ضمن ظروف إنسانية وطبية في غاية السوء، وبعيدة عن كل المقاييس، وبعضنا الآخر اضطر إلى النزوح، وبعضنا غادر الوطن منذ زمن ولم يستطع العودة، كل ذلك بسبب الأزمة الطاحنة التي تعصف بالوطن"، والتي ردها الأطباء إلى رفض النظام للمطالب الشعبية بقولهم: "وبدأت الأزمة بالمطالبة بتغيير ديموقراطي حقيقي في سوريا، لم يستجب لها النظام بل مارس كل الأساليب لمواجهتها، مستثنياً السياسية منها"، عنف النظام مع المدنيين أدى حسب بيانهم إلى تحول الثورة إلى صراع دموي :"وانتهت إلى صراع مسلح لا يحترم دماً ولا يبقي حجراً".
يتابع الأطباء بتوصيف تبعات تصرفات النظام ووحشيته التي استجلبت العديد من القوى الخارجية والميليشيات الطائفية إلى سوريا لا تخدم مصلحة السوريين: "تحول الثورة إلى صراع دموي فاتحاً أبواب سوريا على تنظيمات طائفية تريد أن تفرض رؤيتها على الآخرين، وعلى تدخلات أجنبية، تسعى كل منها إلى الحفاظ على مصالحها، بعيدة عن مصلحة أبناء البلد نفسهم".
بناء على ذلك أعلن الأطباء مطالبهم بالتغيير السياسي وحقن دماء المدنيين، وموقفهم من تدخل روسيا وأمريكا الذي اعتبروه فضيحة بالقول: "ومع حرصنا على أية هدنة تخفف من آلام السوريين بكافة أطيافهم واتجاهاتهم، فإن اقتصار مقاربة الدولتين المتدخلتين في سوريا، لشأننا السوري كقضية إرهاب هو فضيحة أخلاقية وسياسية".
وأدان الأطباء تجاهل القوتين العظميين في العالم إبادة السوريين وتركيزهم على (مكافحة الإرهاب)، وقالوا "فبعد استخدام الأسلحة الكيماوية، وبعد أن مرَّ استخدام البراميل المتفجرة في قصف الأحياء السكنية والمستشفيات والمراكز الطبية، دون أن يرف لهما جفن، يتفق الروس والأميركيون على تجميد الوضع الحالي، كي تستأنف القوتان حرباً لا تنتهي ضد (الإرهاب)".
كما استغرب الأطباء صمتهما حول قضايا الحصار والمعتقلين بالقول "هذا مع إغفال مصير عدد غير محدود من المعتقلين في شروط وحشية، ومن دون دعوة إلى فك الحصار عن المناطق المحاصرة، ودون ذكر ميليشيا حزب الله وميليشيات طائفية أخرى، ولا ربط ذلك بتصور سورية جديدة ديمقراطية".
الأطباء شخصوا علة الاتفاقات الأمريكية الروسية، بالقول "وإذا كان ثمّة ما هو مفقود في هذا الاتفاق بين الدولتين الأقوى في عالم اليوم فهو احترام حقوق وكرامة السوريين، وحس العدل وجوهر القوانين الدولية".
وتطرق بيان الأطباء كذلك لموضوع اللاجئين والطفرة غير المسبوقة في أعدادهم ورغبة السوريين بالعودة إلى بلدهم، وقالوا"وفي الوقت الذي تشكو الدول المجاورة لسورية من ازدياد عدد اللاجئين ويشكو الغرب من ارتفاع أعداد المهاجرين إلى أرقام غير مسبوقة، يرغب السوريون – ونحن الأطباء من ضمنهم - في العودة إلى بلد يهمه حياة أبنائه ويحترم تنوعهم وخياراتهم السياسية والمذهبية والفكرية دون تسلط من أحد ".
يعلل الأطباء رغبتهم بالعودة إلى سوريا (الحرة) برغبتهم بخدمة السوريين بالقول: "نود أن نعود لمساعدة شعبنا بما يمليه علينا قسَمنا الطبي إلى بلد تحكمه مؤسسات ديموقراطية حقيقية، بعيداً عن الاستبداد والفكر الإقصائي، ينتخبها أناس أحرار يتمتعون بحد أدنى من الشعور بالكرامة والمسؤولية".
وأنهوا بيانهم بمناشدة "كل الهيئات والمؤسسات ذات الصلة عدم التوقف عند تجميد الوضع الحالي، وعلى مساعدة الشعب السوري على إيجاد الحل السياسي الذي يضمن استبعاد النظام الذي أنتج كل الآليات والأسباب التي تولد التعصب والتطرف والطائفية وحتى الإرهاب، حل سياسي يتيح لكل السوريين العيش في بلد طبيعي".