قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في تقرير لها، إن التصعيد العسكري من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي والمليشيات الموالية لهما استمر لليوم السادس على التوالي، حيث استهدفت الغارات الجوية والمقذوفات المدفعية والصاروخية مدن إدلب وحلب وأريافهما، مخلفة العديد من الضحايا المدنيين. وأوضح التقرير أن الهجمات شملت استهداف المرافق الحيوية مثل المدارس والمنشآت الطبية والمخيمات، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف الأعيان المدنية.
حصيلة الضحايا يوم 2 كانون الأول 2024
وفقًا للمؤسسة، أسفرت الهجمات التي شنتها طائرات النظام وحليفه الروسي في يوم الاثنين 2 كانون الأول، عن مقتل 25 مدنيًا، بينهم 14 طفلًا و4 نساء، بالإضافة إلى إصابة 66 آخرين بينهم 22 طفلًا و17 امرأة، جراء استهداف الأحياء السكنية والمنشآت الطبية.
مجزرتان في إدلب
شهدت مدينة إدلب وريفها مجزرتين مروعتين، حيث استهدفت طائرات النظام وحليفه الروسي مخيمات للمهجرين وأحياء سكنية ومراكز صحية، ما أسفر عن مقتل 25 مدنيًا بينهم 14 طفلًا و4 نساء. وأوضح التقرير أن 8 مدنيين من عائلة واحدة، بينهم 7 أطفال وامرأة، لقوا حتفهم جراء قصف طائرات النظام على مخيم وادي خالد (تلحديا) شمالي إدلب، بينما أسفرت غارة أخرى على حي الثورة في مدينة إدلب عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 30 آخرين، بينهم 11 طفلًا و9 نساء.
كما أشار التقرير إلى أن الطائرات الروسية استهدفت تجمعًا لمراكز صحية في مدينة إدلب، مما أدى إلى مقتل 3 مدنيين، بينهم اثنان لقيا حتفهما بسبب توقف أجهزة التنفس في وحدة العناية المركزة بمشفى إدلب الجامعي.
استمرار الهجمات في حلب وريفها
في حلب وريفها، استمر التصعيد العسكري حيث تعرضت المدينة وريفها لغارات جوية مكثفة من قبل طائرات النظام وحليفه الروسي، بالإضافة إلى قصف مدفعي وصاروخي استهدف الريف الشرقي. وأدى ذلك إلى إصابة 12 مدنيًا، بينهم 4 أطفال و5 نساء.
وقد استهدفت طائرات النظام وروسيا حي محطة بغداد ومساكن السكك الحديدية في مدينة حلب، بينما تعرضت مدينة السفيرة في ريف حلب الجنوبي الشرقي لقصف جوي أسفر عن إصابة 4 مدنيين. كما استهدف قصف صاروخي ومدفعي من مناطق سيطرة النظام و"قسد" قرية السكرية في ريف بزاعة شرقي حلب، مما أسفر عن إصابة 8 مدنيين بينهم 3 أطفال و3 نساء.
حصيلة التصعيد منذ 27 تشرين الثاني
منذ بداية التصعيد العسكري في 27 تشرين الثاني وحتى 2 كانون الأول، ارتفعت حصيلة الضحايا في إدلب وريفها وريف حلب إلى 81 قتيلاً، بينهم 34 طفلاً، 12 امرأة، و35 رجلاً. كما أسفر القصف عن إصابة 304 مدنيين، بينهم 120 طفلًا، 78 امرأة، و106 رجال. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصائية لا تشمل ضحايا مدينة حلب، التي سيتم إصدار إحصائية خاصة بها في وقت لاحق.
الانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي الإنساني
أوضح الدفاع المدني السوري أن الهجمات التي استهدفت المرافق الصحية والمخيمات تعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يضمن حماية الأعيان المدنية، بما في ذلك المشافي. كما اعتبرت المؤسسة أن هذه الجرائم ترقى إلى جريمة حرب، تهدف إلى حرمان المدنيين من الرعاية الصحية الأساسية، وتدمير مقومات الحياة في المناطق المستهدفة. وأكد الدفاع المدني أن هذه الجرائم لن تكون ممكنة إذا كان هناك محاسبة لنظام الأسد وروسيا على استهدافهما المستمر للمشافي والكوادر الطبية.
في ختام تقريرها، شددت المؤسسة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على هذه الجرائم والانتهاكات المستمرة بحق المدنيين السوريين. وأضافت أن هذه الجرائم تمثل تحديًا صارخًا للإنسانية وللقانون الدولي، داعية إلى الوقوف بحزم أمام هذه الممارسات اللاإنسانية الممنهجة.