أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) انتهاء عمليات البحث في سجن صيدنايا العسكري سيء السمعة، حيث تم فحص جميع الأقسام والمرافق بما في ذلك الأقبية والسراديب. وقد شاركت في البحث خمس فرق مختصة، بما في ذلك فرق الكلاب البوليسية، ورغم استمرار الشائعات عن وجود زنازين سرية، لم تجد الفرق أي دليل على وجود أماكن غير مكتشفة. وأكدت المؤسسة أنها لم تعثر على أي أدلة جديدة تخص المفقودين.
وفي هذا السياق، عبّرت المؤسسة عن خيبة أملها بسبب استمرار اختفاء آلاف المعتقلين، مؤكدة تضامنها مع ذوي الضحايا ومشيرة إلى ضرورة الحذر من المعلومات المضللة التي تنتشر عبر الإنترنت. كما طالبت بتجنب الحفر في السجون لتجنب تدمير الأدلة الفيزيائية التي قد تساهم في كشف الحقائق.
من جانب آخر، كشف "فضل عبد الغني"، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن غالبية المعتقلين في سجون النظام السوري قد تم تصفيتهم، وذلك استناداً إلى وثائق حصلت عليها الشبكة من دوائر النفوس. وأوضح أن معظم المعتقلين الذين اختفوا قسرياً، ومن بينهم أطفال ونساء، قد توفوا أو تم تصفيتهم في فترات متفرقة.
وتزامن مع هذه التصريحات نشر نشطاء مقاطع فيديو تُظهر عشرات الجثث المكدسة في "مشفى حرستا العسكري" بريف دمشق، تعود لمعتقلين تم تصفيتهم حديثاً في سجون النظام. وتشير المصادر الحقوقية إلى أن الأشهر القادمة قد تكشف عن آلاف الجرائم المرتكبة بحق المعتقلين، بما في ذلك تصفيات وإعدامات ميدانية.
وفي سياق متصل، أعلنت "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" أن جميع المعتقلين قد تم تحريرهم من السجن، نافية وجود أي معتقلين في زنازين سرية تحت الأرض كما تردد في بعض التقارير. وأكدت الرابطة أن الفريق الموجود في السجن قد أنهى مهامه ولم يعثر على أي معتقلين، مطالبة أهالي المعتقلين بعدم التوجه إلى السجن لتجنب التأثير على عمليات البحث.
الجدير بالذكر أن سجن صيدنايا، المعروف بـ "المسلخ البشري"، ظل لسنوات طويلة رمزاً لقسوة نظام الأسد، حيث تعرض فيه آلاف السوريين للتعذيب والقتل. ومع تحرير السجن، يعرب العديد من السوريين عن أملهم في معرفة مصير ذويهم المعتقلين في هذا السجن وغيره من السجون السرية.
وتُظهر توثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن أكثر من 113 ألف شخص، بينهم أطفال ونساء، لا يزالون في عداد المفقودين على يد أطراف النزاع في سوريا، حيث تم اختفاء العديد منهم منذ عام 2011 على يد قوات النظام السوري.
وفيما يتعلق بالبحث عن المعتقلين والمفقودين، دعت الرابطة إلى دعم جهود المجتمع المدني السوري من قبل المؤسسات الدولية والمحلية للكشف عن مصير المفقودين، مؤكدة أن الدفاع المدني السوري سيواصل تقديم إمكانياته في الكشف عن المقابر الجماعية وتحديد هوية الجثث لإعادتها إلى ذويها.