بلدي نيوز - (علاء نور الدين)
أكدت مصادر محلية من داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية في ريف الحسكة والرقة، أن هذه الميليشيات بصدد التجهيز لإحصاء سكان المنطقة، ضاربة بعرض الحائط من هجرتهم قسراً من مناطقهم، والنازحين بسبب الحرب والحصار والتجنيد الإجباري الذي تفرضه هذه الميليشيات.
وقالت حملة "الرقة تذبح بصمت" إن "ميليشيات وحدات الحماية الكردية تقوم بتجهيزات للقيام بإحصاء في مدينة تل أبيض وريفها في ظل عمليات التهجير التي تقوم بها ومنع المدنيين من العودة إلى منازلهم".
من جانبهم، نقل ناشطو مدينة الحسكة وريفها على شبكات التواصل الاجتماعي أنباء "تم تسريبها"، تؤكد أن مليشيا الوحدات الكردية متمثلة بـ"الآسايش" أي "أفرع الأمن" ستفرض حظراً للتجوال، يوم غد الاثنين 2016 / 9 / 19، في كافة المناطق الخاضعة لسيطرتها لـ"إجراء عملية الإحصاء السكاني للفدرالية التي ستُعلن بشكل رسمي في أوائل الشهر القادم".
وأشار الناشطون إلى أن "الإدارة الذاتية المؤقتة، أصدرت تعليمات تطالب فيها المواطنين الاستعداد ليوم الإحصاء (الاثنين 19-9-2016)، وذلك بتأمين كافة اللوازم والاحتياجات المعيشية الضرورية من (ماء، خبز، مؤن كافية، دواء، مراجعة طبيب)، قبل يوم الإحصاء، الذي سيكون بمثابة (تعطيل لحركة السوق والآليات بالكامل) في كل من مدن وبلدات (المالكية - معبدة - رميلان - الجوادية - اليعربية - تل حميس) ليتم تعبئة الاستمارة المرفقة بالمعلومات من قبل لجان الإحصاء".
اجتزاء الأرض!
مهند خليل، ناشط إعلامي من ابناء المنطقة، وأحد الفارين من التجنيد الإجباري في صفوف هذه الميليشيات، قال إن "هذا الإحصاء ما هو إلا محاولة يائسة من محاولات هذه الميليشيا لتقديم نفسها ككيان متكامل فيما تنشده من استقلال في حكمها لما تحتله من الشمال السوري"، مضيفاً أن هذا الإحصاء هو طريقة مشابهة لتجزئة الأراضي السورية، بقضم قسم من الشعب وتقديمه للعالم كحاضنة شعبية موالية ومحكومة من "الإدارة الذاتية"، ظناً من هذه الأخيرة أنها خطوة رئيسية باتجاه دولتها المنشودة.
ويؤكد الخليل، بحديثه لبلدي نيوز أن هذه الخطوة لا تستثن مكونا دون أخر، هذا إن قلنا أنه حقيقي وموضوعي، فالهجرة شملت كل مكونات الشمال السوري من عرب وكرد وتركمان وسريان وغيرهم، وهذا يعني إلغاء كل من هو خارج حدود سيطرة هذه الميليشيا بغض النظر انتماءه لأي من المكونات الشعبية في المنطقة.
ويتساءل الخليل بقوله: "كيف يمكن لهذه الميليشيا المتشدقة بالديمقراطية وأخوة الشعوب أن تخطو أولى خطواتها باتجاه هذه الديموقراطية والتعددية باجتزاء شعب من شعب وأفراد من العائلة الواحدة؟".
إقصاء الهوية
من جانبه، يرى علي خضر، وهو محام وأحد المهجرين من ريف الرقة على يد الوحدات الكردية، إنه في الوقت الذي تسعى فيه الميليشيات الكردية لاجتزاء الأرض بتقديم كل ما هو متاح للدول الغربية، وعلى وجه الخصوص أمريكا، بهدف حمايتها وكيانها المقام على النفي والتهجير والإقصاء لكل من يعارضها، فإن هذه الخطوة والمتمثلة بالإحصاء ما هو إلا خطة ثانية في تجسيد الانقسام وتفكيك سوريا أرضاً وشعباً.
ويشير الخضر بحديثه لبلدي نيوز إلى أن هذا الإحصاء "خطوة خبيثة"، وهذه الميليشيات تدرك "مآلاتها المستقبلية وخطورتها" جيداً، والتي يمكن القول عنها إقصاء وتهجير من نوع آخر، إذ أنه يمثل اقصاء لكل مهجر وسلبه انتماءه وممتلكاته وهويته أيضاً.
جدير بالذكر أن تقارير حقوقية وإعلامية منها تقرير هيومن رايتس ووتش، اتهمت الميليشيات الكردية بعمليات تهجير قسري وممنهج في المناطق التي سيطرت عليها بدعم من التحالف الدولي، بحجة "محاربة داعش".