مواقع محلية تسلط الضوء على مشروع لتعليم الأطفال السوريين المتضررين من الزلزال اللغة العربية في شانلي أورفا - It's Over 9000!
austin_tice

مواقع محلية تسلط الضوء على مشروع لتعليم الأطفال السوريين المتضررين من الزلزال اللغة العربية في شانلي أورفا

بعد تعرض ولاية شانلي أورفا جنوبي تركيا لكارثتين طبيعيتين متتاليتين، زلزال 6 من شباط 2023 وما تلاه من  فيضان مدمر في المواقع نفسها التي ضربها الزلزال، برزت فكرة مشروع تعليمي يهدف إلى تقديم الدعم للأطفال السوريين المتضررين من الكارثتين.
مشروع تطوعي

حي السليمانية في مدينة شانلي أورفا الذي يضم عدداً كبيراً من السوريين، كان من أكثر الأحياء تضرراً من الكارثتين الطبيعيتين، اللتين خلفتا تحديات هائلة أمام الأسر السورية المقيمة فيه، خاصة فيما يتعلق بتعليم الأطفال.

جاءت فكرة المشروع بفضل مجموعة من المتطوعين السوريين الذين شعروا بضرورة التدخل لمساعدة الأطفال السوريين على تجاوز هذه المحنة، والمحافظة على حقهم في التعليم. حيث تعاونوا على وضع خطة لإقامة معهد تعليمي يهدف إلى تعليم الأطفال القراءة والكتابة باللغة العربية.

لم تكن الطريق سهلة، إذ واجه المشروع تحديات كبيرة بدءاً من الحصول على التراخيص والموافقات الرسمية، وصولاً إلى العثور على المكان المناسب الذي يراعي الجوار ويحتوي على التجهيزات اللازمة. واستغرق الأمر نحو ثلاثة أشهر من الجهد المستمر، بتمويل يعتمد بشكل رئيسي على التبرعات، حتى تمكن الفريق من افتتاح المعهد في 15 آب 2023 وأسموه معهد "العلا".
أطفال لا يعرفون اللغة العربية

تقول جهان خلف، مديرة المعهد لموقع تلفزيون سوريا: "مبادرتنا هي بعنوان إعادة الهوية العربية للطفل السوري في البداية استقبل المعهد نحو 48 طالبًا وطالبة، ثم ارتفع العدد تدريجيًا إلى 80 طالبًا، بينهم أيتام وأطفال يحملون الكمليك لكن وثائقهم الرسمية معلقة بسبب عدم وجود عنوان عقب الزلزال الذي دمر منازلهم وبالتالي يصنفون فاقدي عنوان ولا تستقبلهم المدارس الرسمية التركية. ومع بدء العام الدراسي وافتتاح المدارس التركية الحكومية، انخفض العدد نظرًا لصعوبة إلزام الأهالي لأبنائهم بالدوام في مدرستين".

وأضافت: "تم تقسيم الطلاب إلى ثلاث فئات بناءً على مستوى معرفتهم بالأحرف العربية، وليس بحسب العمر. لكل فئة يتم تدريس منهج خاص تحت إشراف مدرس لغة عربية. تشمل المناهج المطبقة 'لغتي الجميلة' للحلقة الأولى، ومنهج الحكومة السورية المؤقتة للحلقة الثانية، ومنهج 'قطر' للحلقة الثالثة. كانت النتائج مشجعة، حيث تقدم الأطفال إلى المرحلة الثانية وأصبحوا قادرين على القراءة والكتابة، مما حفز الفريق على الاستمرار في المشروع".

وتابعت الخلف حديثها قائلة: "في هذا الموسم، بدأ المعهد مرحلة جديدة باستقبال الأطفال من عمر 5 إلى 8 سنوات. ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، أبرزها عدم وجود رواتب للمعلمين وضعف الإمكانيات، مما يجعل من الصعب تغطية تكاليف القرطاسية والاحتياجات الأساسية لكل الطلاب".

وأكد الأستاذ إبراهيم العلاوي مدرس مادة اللغة العربية في المعهد، على أهمية اللغة العربية وتحديات وضعها في تركيا بالنسبة للمهجرين، مشيرًا إلى أن الأطفال يتقنون اللغة التركية بينما يفتقرون إلى معرفة أساسية باللغة العربية، حيث قال: "ليس لديهم معرفة بحرف الألف من حرف الباء في اللغة العربية." وأكد ضرورة العمل من أجل تعزيز المهارات اللغوية لدى الأطفال، معتبرًا اللغة العربية لغة القرآن ولغتهم الأم، مشددًا على أهمية تشجيعهم على تعلمها.

وأضاف الأستاذ العلاوي أنه يجب على أسرهم أن تولي اهتمامًا خاصًا بتعليم اللغة العربية لهم، إلا أنه أبدى قلقه من نقص الاهتمام الذي يظهر من بعض أولياء أمورهم، حيث قال: "المهتمون بتعليم اللغة العربية لأطفالهم قليلون جدًا، وفي النهاية سيكون الطفل هو الضحية". وحذر من خطر أن ينشأ جيل جديد يجهل لغته الأم، معتبرًا ذلك كارثة لا يمكن تجاهلها.


ويقول الأستاذ جاسم الويس، الدكتور في أصول الفقه الإسلامي، يعمل كمتطوع في المعهد منذ ثمانية أشهر: "انضممنا إلى هذا المعهد لتلبية حاجة الأطفال لتعلم القراءة والكتابة، حيث ركزنا على مبادئ "الرشيدي" بالإضافة إلى الإملاء والنحو وتصحيح مخارج الحروف في قراءة القرآن الكريم، خاصة جزء "عم”. بفضل الله، رأينا ثمار جهودنا، ونسعى الآن لتطوير التعليم معهم إلى مناهج أوسع وأشمل".

الأستاذ مزيد مهنا، مسؤول الأنشطة في المعهد، أكد أن هدفهم هو تعليم الأطفال من خلال الأنشطة المتنوعة. وأضاف أنهم قاموا بتنظيم زيارات إلى الملاعب والمتاحف والحدائق، بالإضافة إلى الأنشطة الداخلية في المعهد. وأوضح أن الطلاب بحاجة إلى دعم نفسي نتيجة للضغوطات التي تعرضوا لها، وأنهم تعلموا وحفظوا من خلال الألعاب.

وأشار الأستاذ مزيد إلى أنهم مستمرون في تحقيق هدفهم مع الأطفال، رغم التحديات العديدة التي يواجهونها. وأعرب عن أمله في أن تعمم فكرة تعليم اللغة العربية في كل مكان، مؤكدًا أن الأطفال أمانة في أعناق الجميع.

مقالات ذات صلة

أوربا تمدد الإعفاءات الإنسانية من العقوبات المفروضة على نظام الأسد

ماذا قالت..بيان لمفوضية اللاجئين الأممية بشأن سوريا

منسقو استجابة سوريا: انخفاض نسبة المساعدات بنسبة 90 بالمئة في سوريا

سويسرا تمدد إعفاء النظام من بعض العقوبات

بالآلاف.. الأمم المتحدة تكشف عدد شاحناتها التي دخلت شمال غرب سوريا منذ زلزال شباط

مشروع هلال حارم "هذا اليوم من أجلكم، بعد عام من شتات الزلزال"