بلدي نيوز – حماة (شحود جدوع)
بالرغم من الهدوء النسبي الذي شهدته معظم الأراضي السورية بالمقارنة مع القصف العنيف الذي كانت تتعرض له المناطق المحررة قبل سريان الهدنة، إلا أن المدنيين ما زالوا ينظرون بعين الريبة إلى التزام النظام بهذه الهدنة، وخصوصاً مع تكرار الخروقات بعد دخول اللحظات الأولى للهدنة في حيز التنفيذ، حيث تعرضت عدة نقاط في أرياف حماة الشمالية والشرقية والجنوبية لمعظم أنواع القصف الجوي والمدفعي.
ولوحظت عودة خجولة لبعض أبناء مدن الريف الشمالي إلى مدنهم لزيارة قبور شهدائهم والمعايدة على من تواجد من أقاربهم، وكان معظمهم يتجولون في شوارع مدنهم ويتفقدون بيوتهم المدمرة بمرافقة القبضات اللاسلكية التي تنذرهم عبر المراصد حال حدوث أي خطر .
فالمراصد المتواجدة بالمنطقة لازالت على رأس عملها في رصد ومراقبة إقلاع الطيران وهبوطه من المطارات العسكرية ورصد قصف الحواجز وتنبيه المدنيين إلى خطره وحثهم على أخذ الحيطة والحذر .
"محمد العبد الله" ناشط مقيم في مدينة كفرزيتا قال لبلدي نيوز: "لم يتغير علينا أي شيء سواء قبل الهدنة أو بعدها، فلا زال المقيمون في المدينة ينامون في الأقبية والكهوف المحصنة، وتحركات الأهالي اقتصرت على الذهاب لشراء الحاجيات الضرورية كالطعام والخبز، ولاحظنا عودة بعض من أهالي المدينة من المخيمات وتركيا، إلا أن تجوالهم في المدينة كان حذراً نظراً لغدر النظام الذي اعتادوه".. كما أضاف أنه تم تسجيل خرق وحيد لغارة من الطيران الحربي على أطراف كفرزيتا .
أما "زياد" وهو نازح من مدينة صوران المحررة أخيراً، قال لبلدي نيوز: "بعد دخول الهدنة الأخيرة حيز التنفيذ، تعرضت مدينتي لقصف مدفعي وغارة من الطيران الحربي، الأمر الذي جعل معظم النازحين من المدينة أخيراً يلتزمون أماكن إقامتهم المؤقتة، منوهاً إلى أنه كان ينوي دخول مدينته لإخراج متاع من منزله الذي تضرر إثر غارة جوية، إلا أن الخروقات التي حدثت والقصف الذي استمر على المدينة طيلة أيام الهدنة منعه من التوجه والدخول إلى مدينة صوران.
أما الناشط "فياض الصطوف" من أبناء مدينة اللطامنة فأفاد لبلدي نيوز بأنه تم تسجيل أربعة خروقات، منها غارات حربية وطائرات استطلاع ألقت عدة قنابل على أطراف مدينة اللطامنة، الأمر الذي جعل حركة المدنيين المتواجدين تقتصر على الضروريات وشراء حاجياتهم اليومية.
فيما لوحظ حركة خفيفة في الأسواق وحركة البيع والشراء التي كانت مقتصرة بالسابق على محلات صغيرة محصنة من القصف، ولم يقم أصحاب هذه المحال بتوسيع مجال بيعهم أو زيادة بضائعهم، كما لم يتشجع أهالي المناطق المحررة أخيراً على العودة إلى مدنهم وقراهم لأنهم رأوا أن النظام لم يلتزم بالهدنة الأخيرة ابتداء من لحظاتها الأولى وأنهم اعتادوا التحسب من غدر النظام في هدنات سابقة .
وشهد الريف الحموي ما يقارب من 66 خرقاً من قصف جوي ومدفعي، وقام الثوار بالرد على بعض من هذه الخروقات كقصف نقاط عسكرية تابعة للنظام .