بلدي نيوز
استضافت "الجالية السورية في قبرص" ندوة سياسية تحت عنوان "الواقع السياسي ومآلاته"، اليوم الجمعة 8 مارس/آذار 20224، في النادي السوري بالعاصمة القبرصية نيقوسيا.
وحضر الاجتماع عن الجالية السورية المستضيفة رئيسها الأستاذ ثابت عبارة إضافة لعدد من السياسيين السوريين من أحزاب متعددة، منهم سنحاريب ميرو عضو المكتب السياسي في "الحزب الدستوري السوري" (حدْس)، وياسين طربوش من حزب "الاتحاد الديمقراطي"، إضافة لعدد من السوريين المهتمين بالشأن السوري من الجالية.
وبدأ الاجتماع بكلمة ترحيب من الأستاذ ثابت عبارة ثم وصف الواقع السوري القائم من حيث الوضع السوري، ومن حيث توزع النفوذ على الأرض السورية.
وجاء في كلمة عبارة، " نجتمع اليوم لمناقشة الواقع السوري ومآلاته، وقد دخلت بلادنا الحبيبة في نفق مظلم لا يشير إلى نهاية قريبة، ما يعكس حالة من التعقيد والانقسام والتحديات الهائلة، رغم ذلك، لا نزال نحمل في قلوبنا الأمل والإصرار على رؤية شمس الحرية تشرق على سوريا".
وأضاف، لقد أدى تعنت النظام وحلفائه من جهة وإصرارهم على نظرية "كل شيء او لا شيء"، ومن جهة أخرى عدم أهليّة قوى المعارضة التي تصدرت المشهد، للإمساك بالسلطة في حال سقوط نظام الأسد ومنع الفوضى، إضافة إلى المصالح المتعارضة للفاعلين الخارجيين، إلى دخول القضية السورية مرحلة الاستعصاء، وهو الاستعصاء الذي جعل مستقبل سوريا برمّته غامضًا.
وأشار عبار إلى أن سوريا اليوم مقسّمة لثلاثة كانتونات أو مناطق سيطرة، تقوم في كل منها حكومة غير منتخبة بشكل ديمقراطي، وتسيطر عليها قوى الأمر الواقع، وهي:
1. منطقة سيطرة النظام: وتحظى بدعم روسيا وإيران وتسيطر على نحو 63 بالمئة من الأرض السورية ويقيم بها نحو 10 مليون نسمة.
2. منطقة سيطرة "الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا": وهي مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية وتسيطر على نحو 25 بالمئة من الأرض السورية ويقيم بها نحو 2.5 مليون نسمة.
3. منطقة سيطرة فصائل المعارضة: وهي مدعومة من تركيا وتسيطر على نحو 9 بالمئة من الأرض السورية ويقيم بها نحو 6 مليون نسمة. مع العلم أنّ هذا الكانتون منقسم بدوره إلى كانتونين، بوجود هيئة تحرير الشام التي تسيطر على 3 بالمئة من مناطق سيطرة الفصائل، ويقيم بها حوالي نصف من يقيم في شمال غرب سوريا، أي 3 مليون تقريباً.
وختام حديثه بالقول، "بالنظر إلى حجم التدخلات والتعقيدات الداخلية والخارجية، تصبح محددات أي سيناريو ممكن في سوريا أمرًا في غاية التعقيد، خاصة مع التوترات السائدة وما خلّفته حرب روسيا على أوكرانيا، من عودة أجواء الحرب الباردة لتخيم على العالم بأسره".
كما تخلل الندوة تعريف بالحزب الدستوري السوري "حدس" قدمها عضو الحزب الأستاذ عدي أتاسي>
وتناول سنحاريب ميرو تجربة "حدس" بوصفها جزءاً من التيار العلماني الديمقراطي السوري، وأن الحزب بمبادئه الخمسة (العلمانية، الديمقراطية، المواطنة، التنمية، السلام)، يمثّل فئات واسعة من السوريات والسوريين، الذين ينشدون دولة وطنية ديمقراطية حديثة.
وأحاط بشكل مكثف بجملة الوقائع والمعطيات الإقليمية والدولية، التي تعيق عملية الانتقال السياسي في سوريا، واعتبر أن أي خلاف فكري أو سياسي مع أي جهة في المعارضة، هو أمر طبيعي، نظراً لحالة التنوّع الإيديولوجي السوري، سواءً في التاريخ القريب أو في الوقت الراهن.
يأتي ذلك في ظل عمل الجالية السورية في قبرص لتفعيل دور الحوار بين أطياف الشعب السوري السياسية وغيرها.