هل يستطيع "نظام الممانعة" إسقاط الطائرات الإسرائيلية؟ - It's Over 9000!

هل يستطيع "نظام الممانعة" إسقاط الطائرات الإسرائيلية؟

بلدي نيوز - (المحرر العسكري)
نشرت وكالة سانا للأنباء صباح اليوم الثلاثاء خبراً مفاده، أن الدفاعات الجوية للنظام أسقطت طائرتين إسرائيليتين كانتا تحلقان فوق الأراضي السورية، بعد أن نفذتها غارة ضد مواقع للنظام، حيث أعلنت سانا أن الطائرتين إحداهما طائرة استطلاع، والأخرى طائرة مقاتلة، أسقطتا بصاروخين أطلقهما الدفاع الجوي للنظام .
لكن النفي الإسرائيلي جاء سريعاً على لسان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الذي نفى إسقاط أي طائرة، وأكد أن الطائرات لم تتعرض لأي أذى، وأن الصواريخ أطلقت (بعد مرور الطائرات) .

دفاع جوي
امتلك نظام الأسد في سوريا قبيل اندلاع الحرب منظومة دفاع جوي ضخمة ومعقدة، تعتمد في أساسها على بطاريات دفاع جوي ورادارات سوفيتية، أضافة لبعض الرادارات الصينية، التي نشرت بشكل قوس يمتد من حلب مروراً بالمنطقة الساحلية والوسطى والحدود من لبنان ودمشق ثم درعا والقنيطرة .
حيث شكل تكدس بطاريات الدفاع الجوي للنظام بهذا الشكل، جداراً صلباً "نظرياً " ضد هجمات الطائرات الإسرائيلية، لكن يبدوا أن النظام بهذا الترتيب، يتجاهل جميع تجاربه السابقة مع الطائرات الإسرائيلية منذ حرب 1973 وحتى حرب 1982، التي حدثت فيها "مجزرة الدفاع الجوي" حيث خسر النظام خلال ساعات 18 بطارية دفاع جوي مختلفة الأنواع في لبنان، ثم خسر المزيد منها خلال الموجة الثانية من الهجوم، والتي ترافقت بخسارته لأكثر من 100 طائرة خلال نفس المعركة .

عموماً تحتوي منظومة الدفاع الجوي للنظام على معظم أنواع البطاريات السوفيتية للدفاع الجوي، فأنواع بطاريات صواريخ سام (2 3 5 6 8 10 11 17 ( 22 19 وغيرها، بالإضافة للمنظومات المدفعية متعددة العيارات، والصواريخ المحمولة على الكتف بأنواعها .
والتي يعتبر بعضها متخلفاً وقديماً، لكن قسماً لا بأس به منها مازال يعتبر متطوراً، وقادراً على التسبب بقدر من الأذى للطائرات الإسرائيلية .
طريقة نشر وتعامل النظام مع هذه المنظومات جعلها غير فعالة، بسبب طريقة استخدامها ونشرها، التي أفقدتها جميع مميزاتها وحولتها لمجرد ديكور عسكري .


دفاع جوي "بليد"
إحدى أهم المميزات التي يجب أن تتصف بها منظومات الدفاع الجوي ككل، هي موضوع "سرعة الاستجابة" والقدرة على تحديد التهديدات والرد عليها بشكل سريع ومناسب وفعال، ما يعني الحاجة لبعض الحرية في التعامل والتنسيق مع القوى الجوية وقيادة الجيش ككل .
لكن الأسد الأب كبل الدفاع الجوي ككل، وأزال عنه أي قدرة على التعامل مع الطائرات بجعل إطلاق النار (مركزي)، أي أن إطلاق أي صاروخ على الطائرات المغيرة، يجب أن يحدث بعد الحصول على الموافقة من الأركان والتي يجب أن يوافق عليها هو، (و التي لم تأتي خلال حكمه كله) الأمر الذي استمر خلال حكم ابنه، حيث يعلم أي مطلع على الوضع وعلى سرعة تدفق الأوامر في هرم القيادة، حتى تصل إلى القمة وتعود للتنفيذ مدى بطئ العملية، بل زاد الوضع تدهوراً مع تقادم بطاريات الدفاع الجوي، ومنظومة التحكم والسيطرة وشبكة الاتصالات، والتي وصلت إلى ذروتها مع بداية الحرب ضد الشعب التي أهمل فيها الدفاع الجوي "الصاروخي"، وأخرجت العديد من بطارياته من الخدمة بسبب المعارك وسيطرة الثوار على مواقعها، أو حتى إتلافها من قبل عناصر النظام قبل الانسحاب، كما قصفت طائرات النظام غير مرة بطاريات سليمة، منعاً لاستخدامها من قبل الثوار بعد السيطرة عليها .

إضافة إلى أن مستوى تدريب عناصر الدفاع الجوي للنظام ينخفض تدريجياً مع الزمن، وحتى أعداد الأطقم في تناقص مستمر بسبب استنزاف العناصر والنقص في أعداد المجندين منذ بداية الحرب، والذين يرسل جلهم إلى الجبهات والقطعات البرية، أو حتى اختصاصات المدفعية المضادة للطائرات فقط، والتي حولها النظام لوسائط اسناد ناري لقواته بدل استخدامها ضد الطائرات .
ما يعني أن النظام يغرق أكثر في تحييد دفاعه الجوي ذاتياً، بتحديده وتثبيت مكوناته وجعل استجابته مركزية، ونقص العناصر وانعدام التدريب والصيانة.
إضافة للقيود الغربية المفروضة على تشغيله، حيث تستطيع الدول الكبرى إجبار النظام على إيقاف تشغيل جميع منظوماته وراداراته، والاكتفاء ببعض الرادارات في المطارات، والتي تكفي لمتابعة حركة طائراته وتسييرها أثناء عمليات القصف التي تنفذها .

هل يستطيع النظام إسقاط الطائرات الإسرائيلية؟
الجواب على هذا السؤال قد يكون معقداً، لكن يجب أن نعرف بالدرجة الأولى أن النظام ليس لديه الرغبة بإسقاط أي طائرة إسرائيلية، لأنه غير قادر على احتمال عواقب الإسقاط، سواء العسكرية أو السياسية بكل بساطة .
فالنظام يملك بعض بطاريات الدفاع الجوي المتطورة نسبياً، والتي يستطيع استخدامها لتشكيل "كمائن" وإسقاط بعض الطائرات الإسرائيلية (على الرغم من صعوبة ذلك لعدة أسباب تقنية وسياسية)، لكنه فعلياً غير قادر على الدخول في معركة فيها استخدام كثيف للطائرات ضد قواته، أو ضربات مباشرة ضد مكونات شبكة الدفاع الجوي لديه.

فهو بمجرد إسقاطه لأي طائرة سوف يعري نفسه مباشرة من المظلة الإسرائيلية، فنحن نشاهد أن إسرائيل لا تتوانى في معاقبة النظام حتى على القذائف "الطائشة " التي تسقط في المناطق التي تسيطر عليها .
فلو تطور الأمر لدرجة إسقاط طائرة، وبخاصة إذا كانت مأهولة فسيفتح النظام على نفسه بوابات الجحيم حرفياً، فأي عملية انتقامية إسرائيلية ستكون مؤلمة جداً، وقد لا يستطيع النظام احتمالها، فضلاً عن احتمالية رفع الغطاء الإسرائيلي عن النظام، وما قد يعني هذا من سقوط دراماتيكي مباشر له .
أما بالنسبة لعمليات إطلاق الصواريخ التي حدثت أكثر من مرة على الطائرات الإسرائيلية، فهي عمليات يهدف منها إلى إعطاء انطباع أن النظام "يقاوم" ويمانع ويطلق الصواريخ على الطائرات الإسرائيلية ليس أكثر، والدليل أن صواريخ اليوم أطلقت بعد مرور الطائرات (حسب أكثر من مصدر) .

مقالات ذات صلة

تحليل خيارات الموافقة والرفض للوثيقة المقدمة لحكومة لبنان وميليشيا حزب الله في ظل التوترات الإقليمية

"الأندوف" تحذر من "انتهاكات خطيرة" على خط ألفا في الجولان السوري

النظام يعتقل أحد ضباط الدفاع الجوي بتهمة التخابر وتسريب المعلومات

سلسلة غارات جوية إسرائيلية على المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان

غارات جوية تستهدف مواقع في طرطوس وجبلة على الساحل السوري

حزب الله ينعي أحد أبرز مقاتليه في لبنان شارك في معارك سوريا