بلدي نيوز
أكد رئيس الائتلاف السوري المعارض هادي البحرة، أمس الجمعة 6 تشرين الأول، أن المعارضة تسعى إلى "عودة الاهتمام الدولي بالملف السوري"، مشيرا إلى أن هدف الائتلاف هو النهوض بشمال البلاد واستكمال مشاريع البنية التحتية.
جاء ذلك في لقاء أجراه البحرة مع عدد من الصحفيين في مقر الائتلاف السوري بمدينة إسطنبول، تطرق فيه إلى أهداف القيادة الجديدة للائتلاف والتي تولت مهامها قبل نحو شهر، وفقا لوكالة الأناضول.
وأفاد البحرة في حديثه بأن "التحدي الأول لقيادة الائتلاف هو أن القضية السورية لم تعد بنفس السوية من الاهتمام دوليا، لعدة أسباب"، مضيفا أن "الأزمة السورية ليست على قائمة العشر الأوائل على الأجندة العالمية، والوضع في الدول العربية وفي أوكرانيا والتي تسمى حربا عالمية ثالثة غير معلنة، كلها أسباب تراجع الاهتمام الدولي".
وتابع "سبب ذلك عدم اهتمام الدول الرئيسية وأهمها الولايات المتحدة وروسيا بوضع سياسات فاعلة لإحراز تقدم في تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما القرار الأممي 2254".
وتبنى مجلس الأمن الدولي في 18 كانون الأول 2015، القرار رقم 2254 الذي ينص على وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، وبدء مفاوضات سياسية، وتشكيل "حكومة وحدة" في غضون عامين تليها انتخابات.
وتابع البحرة: "أوروبا تتبع سياسات أمريكا فموقفها ضعيف، وكل ملفات إعادة الإعمار مشروطة بالانتقال السياسي"، مؤكدا أن "هذا يظهر في تدني مستوى اللقاءات بين المعارضة مع بعض الدول، وبالمقابل هناك تطبيع من الدول مع النظام، وهناك تطبيع خفي من بعض الدول مع تدني مستوى لقاءات المعارضة، ما يشجع النظام على الابتعاد عن الحل السياسي وتعطي رسالة بأن الملف لم يعد بمدار الاهتمام".
وحول مهام الائتلاف في الفترة المقبلة، كشف البحرة، بأن "المهمة الأولى هي إبقاء العملية السياسية وقرارات مجلس الأمن حية وعدم موتها، وهو يعني إبقاء مطالب الشعب السوري الدستورية والقانونية حية، فنريد منع هدم المعارضة ومؤسساتها بل نسعى لتعزيز دورها، وأن نعود لوضع الملف السوري ضمن الملفات الهامة دوليا".
وأردف: "كل المعطيات تشير أن الصراع والثورة في سوريا لديها ديناميكية قائمة وستفرض تغييرات كما حصل في درعا من فشل المصالحات وفي السويداء من تظاهرات، ومن نتائج التطبيع العربي، والذي صوره النظام بأنه انتصار ولكن مطالب الشعب تجسدت في تظاهرات السويداء".
وأكمل: "علينا عبء وهو النهوض بالشمال السوري، حجم الهروب من مناطق النظام في ازدياد مستمر، فيجب التفكير به، وتقديم الدعم وإعادة بناء البنية التحتية لهذه المناطق".
وأوضح البحرة في حديثه أن "العنوان العريض للائتلاف في المرحلة المقبلة هو التشاركية، حيث سنخلق شبكات عمل وسيكون هناك تنسيق من الهيئة السياسية".
وتابع: "هدفنا الأساسي النهوض في الشمال السوري بشكل يريح أهل المنطقة ويمكن عندها التأثير بقرارات الهاربين من مناطق النظام بالبقاء بها دون الرحيل، وأن يكون ملجأ مقنعا للسوريين في أي دولة أخرى ويأتي طوعيا لها".
وفيما يتعلق باللجنة الدستورية السورية وعدم عقد جولات لها، قال "تناولنا الموضوع مع المبعوث الخاص (غير بيدرسون) والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ولاحظنا أن الأمم المتحدة منحت النظام ارتهان العملية السياسية".
وشرح ذلك بالقول "إذا جاء النظام للجولة الدستورية تُعقد، وإن وافق النظام على أي سلة تُناقش، فالنظام بات مسيطرا على العملية فهل هذا صحيح؟ يجب عدم انتظار قرار النظام لانعقاد الجولات، بل يجب إظهار مواقف النظام".
وختم البحرة بالقول: "يجب على الأمم المتحدة أن تكون مبادرة بتحديد اجتماع ونرى إن كان النظام سيأتي أم لا، فلماذا لا تحمل الأمم المتحدة النظام مسؤولية عدم تقدم العملية السياسية، وهدفنا أن نصل بالقرار 2254 ليكون ملزم التنفيذ وفق البند السابع".
وفي 2011، اندلعت الحرب السورية إثر تعامل نظام بشار الأسد بقوة مع مظاهرات شعبية سلمية خرجت ضده في 15 مارس/ آذار من العام ذاته، ما دفع ملايين الأشخاص للنزوح واللجوء إلى الدول المجاورة.