بلدي نيوز – حلب (أحمد عبد الحق)
أصيبت ميليشيا قسد مع بدء عملية "درع الفرات" بصدمة كبيرة، لاسيما سرعة دخول القوات التركية والجيش الحر إلى مدينة جرابلس، وسيطرتهم على المدينة خلال ساعات قليلة، والتجهيز لمرحلة ثانية من تحرير المنطقة، وسط مطالب لميليشيا قسد بالتراجع عن المناطق الممتدة غربي نهر الفرات بشكل فوري.
هذه الصدمة سببت تخبطاً شديداً لدى قياديي ميليشيا قسد، والتي سارعت لإصدار بيانات تحاول فيها إيهام الرأي العام أن مهامها في منبج ومحيطها قد انتهت، وأنها تتحضر للتوجه إلى مدينة الرقة للسيطرة عليها، وسط مطالبات رسمية من فصائل الجيش الحر وتركيا لميليشيا قسد بالخروج من منبج، والانسحاب الفوري من جميع المناطق غربي نهر الفرات.
وبحسب مصادر عسكرية تحدثت لبلدي نيوز، أكدت فيها عدم خروج أي عنصر من قسد من مدينة منبج، أو البلدات التي سيطرت عليها شمالي وغربي المدينة، وأن كل ما روج عن ذلك يأتي في سياق الدعاية الإعلامية، متوعداً بمواجهة ميليشيا قسد، في حال فكرت في البقاء في المدينة.
وكان المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الدولي العقيد جون داريون قال "أن قسد تستعد للخروج من منبج باتجاه الرقة للسيطرة عليها"، في حين جاء في بيان لميليشيا الوحدات الكردية، أنها ستنسحب من المدينة وتسلمها للقيادة العسكرية المتمثلة بـ"مجلس منبج العسكري" التابع في الواقع لميليشيا لقسد.
وأكدت مصادر محلية في مدينة منبج لبلدي نيوز، أن ميليشيا قسد لم تنسحب من المدينة حتى اللحظة، ولكن شوهدت بعض الآليات تتحرك باتجاه "قره قوزاق"، في حين قامت بعض الحواجز باستبدال شعار ورايات "قسد" بأعلام ميليشيا الوحدات الكردية، وكتابة شعارات YPG على المحلات وجدران المنازل والحواجز، التي تضم عناصر أكراد بشكل أساسي.
وفي المقابل تواجه ميليشيا قسد إصراراً تركياً على إخلائها لجميع المناطق الواقعة غربي نهر الفرات بما فيها منبج، في الوقت الذي طالبت فيه الولايات المتحدة في وقت سابق بتنفيذ وعودها بخروج قسد من المدينة، بعد خروج عناصر تنظيم "الدولة" منها، وبالتالي سيطرة فصائل الجيش الحر والقوات التركية المساندة على المنطقة، ثم التوسع غرباً باتجاه الباب والراعي، لتكون منطقة آمنة على طول الحدود من جرابلس حتى إعزاز، والتي يتوقع أن تجبر قسد على الخروج منها قريباً جداً بعدة أساليب، ليس آخرها العمل العسكري مثل ما حدث في جرابلس.
وفي هذا الصدد، أكد قيادي في فيلق الشام أن الثوار أمهلوا ميليشيات قسد ثلاثة أيام للانسحاب من كامل المناطق التي سيطرت عليها غربي نهر الفرات، مشددا في حديث لبلدي نيوز علی أن الثوار سيبدأون عملا عسكريا لإخراج هذه الميليشيات في حال لم تنسحب خلال الأيام الثلاثة القادمة.