بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
تباكى موقع "روسيا اليوم"، على الطفل عمران الذي تصدرت صورته وسائل الإعلام العالمية، ومارست كعادتها التضليل الإعلامي لتزيل التهم عن الطيران الروسي الذي تسبب بمأساة عمران، وغيره من أطفال سوريا.
بعد تصدر صورة الطفل عمران للصفحات الأولى في أهم الصحف العالمية، والذي أذهل العالم بصمته بعيد انتشاله من تحت الركام، الذي خلّفه قصف الطائرات الروسية، وقد ضرجته الدماء في سيارة الإسعاف بحي القاطرجي في مدينة حلب، حاول "موقع روسيا اليوم" أن يتدارك الموقف، وأن يأخذ موقفاً من الجريمة بحق الطفولة التي ارتكبتها روسيا، ما يطبق المثل العامي "يقتل القتيل ويمشي بجنازته".
وأغفل الموقع الجهة المتسببة بالجريمة فلم يأتِ على ذكر نوع القصف أو مصدره، بل صرف النظر عن ذلك بسيل من الكلمات العاطفية المبتذلة، متباكياً على مأساة أطفال سوريا، فذكّر الموقع بإيلان الكردي الذي قضى غرقاً على السواحل التركية أثناء محاولته العبور إلى أوربا مع عائلته.
ومن السقطات التي وقع بها "روسيا اليوم" تذكيره بطفل آخر لم يعرف ما هو اسمه، فقال بأنه الطفل "معاذ الخطيب"، ويقصد به حمزة الخطيب الذي قضى تحت التعذيب في أحد المعتقلات، ونسي الموقع أن يذكر أنّ من عذبه وقتله هو نظام الأسد الذي تدعمه روسيا وتسعى لبقائه.
وكي لا يغرّد خارج السرب، فقد استشهد الموقع بما انتشر من تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، لصحفيين وفنانين تأثروا بالحادثة ليرسم صورة المأساة الكبيرة التي تحدث لأطفال سورية، دون إدانة للفاعل أو حتى ذكره إن صح التعبير.
وحاول "روسيا اليوم" أن يكون أذكى من إعلام "الممانعة"، والذي سخر من صورة الطفل عمران بشكل مباشر كما فعل الإعلامي "الممانع" حسين مرتضى مراسل قناة العالم الإيرانية في تغريدة له على موقع تويتر، وقال "من جاء بالطفل عمران كأنه يصور فيلم سينمائي تركه على الكرسي وابتعد وبدأت الكاميرات تعمل ليش ما اخده دغري ع العناية او المعالجة"، حيث شكك إعلام "الممانعة" بالصور والفيديو، زاعماً أن الصور مفبركة وغير حقيقية!.
وتتعرض محافظتي حلب وإدلب لحملة همجية من الطيران الروسي وطيران النظام خلال الأيام العشرة الماضية، بحجة قصف مواقع الإرهابيين، إلا ان الصور والتسجيلات المصورة تثبت أن كل الضحايا من المدنيين، حيث استشهد وأصيب المئات جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ.