بلدي نيوز – (التقرير اليومي)
استشهد 10 مدنيين، وجرح العشرات، يوم السبت، بقصف طيران النظام وروسيا على عدة أحياء في مدينة حلب المحررة وهي "الشعار والزبدية والسكري والصالحين"، كما تعرضت أحياء المدينة المحررة لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام منذ صباح اليوم، في الوقت الذي أعلنت فيه فصائل المقاومة السورية رسمياً، مساء اليوم، استكمال السيطرة على الكلية الفنية الجوية التي تعتبر آخر معاقل قوات النظام في كلية المدفعية في الراموسة جنوبي مدينة حلب، مشيرة إلى أنها سيطرت على أكثر من 20 موقعا للنظام في مدينة حلب منذ بدء المعارك قبل نحو أسبوع.
وكانت فصائل المقاومة السورية بدأت يوم الجمعة، المرحلة الثالثة من معركة فك الحصار عن مدينة حلب، بهجوم على أكبر الثكنات العسكرية للنظام في حلب والمتمثلة بكلية المدفعية في الراموسة، حيث تكلل اليوم الأول بالسيطرة على كلية التسليح وكلية البيانات ومبنى الضباط وأول مستودعات الذخيرة، والتقدم بشكل كبير في كلية المدفعية الرئيسية والسيطرة على عدة مباني بداخلها، لتعاود اليوم الفصائل استكمال ما حققته بالأمس ضمن المرحلة الثالثة، حيث تمكنت صباحاً من السيطرة الكاملة على كلية المدفيعة وبدأت بهجوم واسع على آخر معاقل النظام فيها والمتمركز في الفنية الجوية، لتحسم المعركة خلال ساعات قليلة وتعلن السيطرة الكاملة عليها.
والتقت فصائل جيش الفتح بفصائل غرفة عمليات فتح حلب، بعد السيطرة على حي الراموسة ودحر قوات النظام والميليشيات المساندة لها من كلية المدفعية وتجمع الثكنات العسكرية المحيطة بها، لتعلن المقاومة السورية فك الحصار عن أحياء المدينة الشرقية، ضمن المرحلة الثالثة من معركة حلب الكبرى التي بدأتها يوم الأحد الماضي، وحررت خلالها أكثر مواقع النظام والميليشيات الإيرانية تحصينا في حلب.
وأفاد مراسل بلدي نيوز أن حالة من الابتهاج والفرح عمت كافة أحياء حلب المحررة، بعد إعلان فك الحصار عن قرابة 400 ألف مدني.
وأشار المراسل إلى أن خروج مظاهرات عمت كافة أحياء حلب المحررة ابتهاجا بفك الحصار، تهتف لفصائل الثوار الذين عملوا على مدار أيام متواصلة لفك الحصار عن المدينة.
وأعلن جيش الفتح عن مقتل أكثر من 500 عنصرا من قوات النظام بينهم إيرانيون وعناصر من ميليشيا حزب الله خلال الايام الخمسة الماضية.
بدوره، أعلن المتحدث باسم حركة أحرار الشام، عن بدء المرحلة الرابعة من معركة حلب الكبرى التي تهدف السيطرة على مناطق جديدة بحلب، واشار المتحدث إلى أن النظام السوري خسر اليوم قلعته الاستراتيجية في حلب.
وقال المتحدث باسم أحرار الشام أن المرحلة الرابعة تهدف للسيطرة على منطقة 3000 شقة ومنطقة الحمدانية.
وفي السياق، أعلنت غرفتا عمليات "جيش الفتح" و"فتح حلب" اليوم السبت، كلا من "حي الحمدانية، ومشروع 3000 شقة، وحي صلاح الدين" مناطق عسكرية اعتبارا من الساعة الثامنة والنصف من مساء السبت، وذلك بعد ساعات قليلة من تمكن المقاومة السورية من فك الحصار عن الأحياء المحرر ة في مدينة حلب.
جاء الإعلان بالتزامن مع استمرار الاشتباكات على عدة محاور أبرزها الكلية الفنية الجوية التي مازالت تتحصن فيها قوات النظام وميليشيا حزب الله، والتي يسعى جيش الفتح للسيطرة عليها، وسط حالة من الخوف تسود الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام لاسيما حي الحمدانية وصلاح الدين.
وأفادت مصادر مطلعة من مناطق سيطرة النظام أن حركة نزوح واسعة للمدنيين بدأت من أحياء الحمدانية وصلاح الدين باتجاه مناطق سيطرة النظام وسط حلب.
بدورها، أصدرت غرفة فتح عمليات فتح حلب، بياناً، إلى المدنيين في الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، تعهدت فيه بحمايتهم وقتال قوات النظام وتحرير المدينة بالكامل من سيطرة النظام وميليشياته.
وقال البيان "إن مقاتلينا مستمرون في حملتهم العسكرية لتحرير حلب (ملحمة حلب الكبرى)، جحافلهم متراصة الصفوف، وسعيهم متواصل، قلوبهم معلقة بالله".
وعن مصير الأهالي المدنيين القاطنين في الأحياء الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، أوضح البيان أنه سيتم التعامل معهم وفق تعاليم الإسلام "وأسوة بالنبي القائد الأول نؤكد لأهل الشهباء أن من دخل بيته فهو آمن، ومن دخل مسجداً فهو آمن، ومن دخل كنيسة فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن" كما جاء في البيان.
وأضاف "ومن آثر الفرار فليفر، ومن أبى إلا القتال والمواجهة فليكن على قدر قراره؛ فإن جحافل أبطالنا قادمة، وإن حلب الحرة موعودة بالنصر".
وبيّن البيان أن الفصائل المقاتلة هم دعاة حرية لا هواة قتل، وقال "إن الثوار الأبطال هم طلاب حرية لا هواة قتل، ودعاة رحمة لا دعاة جور، فمن استجاب دعوتنا وأعاننا على حقن دماء الشعب السوري بسائر أطيافه ومكوناته فشكره علينا حق".
وأكد البيان أن هدف معركة (ملحمة حلب الكبرى) تحرير المدنيين من إجرام الأسد وحلفائه، ومن كل طغيان واستبداد يتعرض لحريات المدنيين، ولتحقيق أهداف الثورة في الحرية والكرامة.
وخلص البيان إلى أن الحفاظ على حياة كل سوري مهما كان انتماؤه مهمة الثوار، "وعليه فإننا في غرفة عمليات فتح حلب نؤكد أن كل من قصد مناطق الثوار فهو آمن، وسنقوم بحمايته وتأمينه بشكل كامل، وسنكون حريصين على حياة كل سوري بغض النظر عن انتمائه وخلفياته".
وأشار البيان إلى أن تحرير حلب خطوة في طريق تحرير سوريا كاملة :"ونشير إلى أن فتح الطريق نحو الأحياء المحاصرة في حلب ما هو إلا خطوة نحو تحرير تراب حلب خصوصاً وسوريا عموماً من كل مستبد ومحتل ونعاهد السوريين على استمرار النضال حتى استعادة كامل التراب السوري من أيدي الطغاة".
وفي إدلب، استشهد 10 مدنيين، وجرح آخرون، إثر قصف الطيران الروسي مشفى قرية ملس بريف إدلب الغربي.
وفي التفاصيل، شن الطيران الروسي استهدف المشفى بأربعة صواريخ، ما أدى لاستشهاد عشرة مدنيين بينهم عدد من حراس المشفى، إضافة لعدد كبير من الجرحى، كما أحدث القصف دماراً كبيراً في بناء المشفى، خرج على إثره عن الخدمة.
وفي السياق، أعلن الكادر الطبي في مدينة سرمين شرق مدينة إدلب، عن خروج المشفى الميداني في المدينة عن الخدمة، بعد تعرضه صباح اليوم للقصف بصاروخ بالستي، ما أدى إلى سقوط ثلاث مدنيين جرحى ، ودمار أجزاء واسعة من المشفى .
وفي معرة النعمان، أصيب خمسة مدنيين ، بينهم شاب بحالة حرجة، إثر قصف طيران النظام الحربي بثلاث غارات جوية، الحي الشرقي في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، فيما أصيب 13 مدني بجروح، جراء غارات جوية مكثفة استهدفت مدينة سراقب، بريف إدلب الشرقي، وشن الطيران الحربي غارة جوية على بلدة خان السبل، دون ورود أنباء عن اصابات.
وفي اللاذقية غرباً، قصفت الطائرات الحربية لقوات النظام محيط قرية كنسبا و قلعة شلف ومحيط الاتستراد، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي عنيف استهدف المنطقة، حيث تحاول قوات النظام التقدم إلى قرية كنسبا وقلعة شلف.
جنوباً في دمشق وريفها، جرح عدة مدنيين، بقصف جوي على مناطق متفرقة من الغوطة الشرقية، فيما قتل أكثر من 15 عنصرا لقوات النظام باشتباكات مع الثوار على جبهة حوش الفارة بريف دمشق.
و في التفاصيل، جرح عدة مدنيين بينهم نساء وأطفال، في بلدات أوتايا وحوش الضواهرة و حوش نصري في الغوطة الشرقية، جراء عدة غارات جوية من الطيران الحربي، خلفت دمارا كبيرا في الأبنية السكنية وحرائق في الأراضي الزراعية، فيما شن الطيران الحربي عدة غارات جوية على المنطقة الواصلة بين مدينة دوما وبلدة الشيفونية دون تسجيل أي إصابات.
واستمرت الاشتباكات بين الثوار وقوات النظام في جبهة حوش الفارة، في محاولة من قبل الأخيرة التقدم في المنطقة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 15 عنصرا من قوات النظام بينهم ضابط، وسط حالة تخبط في صفوفهم.
وفي ريف دمشق الغربي، شن الطيران الحربي غارتين جويتين من على كل من بلدة بيت جن ومزرعة بيت جن في جبل الشيخ، فيما قصف الطيران المروحي مدينة داريا بعدة براميل متفجرة، بالتزامن مع اشتباكات بين الثوار وقوات النظام على الجبهة الغربية من المدينة، في محاولة من الأخيرة إحكام الحصار والسيطرة على مساحات واسعة من مدينة داريا.