بلدي نيوز – إدلب (صالح العبدالله)
شهدت مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي حملة قصف وُصفت بالأعنف من قبل الطيران الروسي وطيران النظام استهدفت عدداً من المرافق الحيوية في المدينة، ما اعتبره نشطاء المدينة رد فعل انتقامي على خلفية تقدم المقاومة السورية في حلب.
وقال رئيس منظمة الدفاع المدني في سوريا رائد الصالح لبلدي نيوز، "تشن الطائرات الروسية حملة قصف غير مسبوقة على المدينة أبداً تم استخدام فيها كل القذائف المحرمة دولياً كالقنابل العنقودية والعنقودية الذكية التي تلقى بالمظلات وتنفجر حسب الصورة، كما استخدم غاز الكلور وتم توثيق 33 حالة إصابة، وجمع الدفاع المدني أكثر من 1500 قنبلة عنقودية خلال اليومين الماضيين".
وأضاف الصالح، "سجلنا أمس الجمعة خلال ساعة فقط أكثر من 30 غارة جوية نتج عنها شهيدة وعدة إصابات، كما تم تحذير الأهالي من الغارات الجوية".
الغارات الجوية على مدينة سراقب من الطيران الروسي متوقعة وغير مستغرب حدوثها للانتقام من المدنيين، وهي سياسة يتبعها النظام منذ 2011 والتي تعلمها النظام من المدراس الروسية ألا وهي العقاب الجماعي للمناطق الخارجة عن سيطرته لتحقيق عدة أهداف، لذلك جاء الانتقام بعد تقدم الثوار في حلب، وفق ما قال الصالح.
وعزا أسامة باريش مدير الدفاع المدني في مدينة سراقب في حديث لبلدي نيوز، أن سبب الغارات هو انتقام روسيا من مدينة سراقب التي سقطت بريفها الشرقي المروحية الروسية ومقتل طاقمها بالكامل، حيث ظن الروس أن جثث طياريهم في المنطقة الأقرب وهي مدينة سراقب.
وبلغ عدد الغارات الجوية خلال أقل من 24 ساعة أكثر من 46 غارة جوية استهدفت مراكز حيوية هامة كالمدارس والمراكز الطبية ومراكز توزيع الإغاثة والأسواق ومنازل المدنيين، ومن بينها مكتب اتحاد السوريين في المهجر الذي يتولى حملة إغاثية هي الأكبر من نوعها.
وفي هذا الصدد، أدان المكتب الإداري في اتحاد السوريين في المهجر بأشد العبارات القصف من الطيران الروسي الذي استهدف مكتبهم الإغاثي في مدينة سراقب، وتدميره بالكامل، إضافة لتدمير السيارات الخاصة بالمكتب، واعتبر أن هذا الفعل نوع من جرائم الحرب إذ أن مهمة المكتب إنسانية بحتة تتمثل بتوزيع السلات الغذائية في أربعة محافظات بالشمال السوري، وخاصة أن المكتب الإغاثي الذي تم تدميره يقود أكبر حملة إغاثية في الشمال السوري منذ أكثر من سبعة أشهر بمعدل 5000 سلة غذائية أسبوعياً في ظل تراجع الدعم الإغاثي في الشمال السوري".
يذكر أن المدينة شهدت خلال الساعات موجة نزوح كبيرة جداً إلى المناطق المجاورة، بعد أن قضت معظم العائلات ليلتها في الأراضي الزراعية نظراً لشدة القصف.