بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
اعتبرت مؤسسة الدفاع المدني السوري، في تقرير لها، أمس الاثنين 5 أيلول/ سبتمبر، أن الأطفال هم الضحية الأكبر لمخلفات الحرب، حيث وثقت مقتل 10 أطفال وإصابة 15 طفلاً آخرين منذ بداية عام 2022 الحالي.
وقالت المؤسسة، إن أربعة أطفال أشقاء، قتلوا يوم أمس، بانفجار لغم من مخلفات الحرب ضمن منزل غير مسكون، في نفس البناء الذي تقطن فيه عائلتهم، في مدينة بنش شرقي إدلب.
وبينت ان الانفجار يأتي بعد أقل من يومين من حادث مشابه، إذ قتل طفل وأصيب طفل آخر، أول أمس السبت 3 أيلول بانفجار مقذوف ناري كان داخل تجمع نفايات في حفرة أشعل بها النار لحرق النفايات بجانب مسكنهم المؤقت في بلدة الكفير شمال إدلب.
ومنذ بداية العام الحالي وحتى قبل أمس الأحد 4 أيلول، وثّقت المؤسسة مقتل 19 شخصاً بينهم 6 أطفال وإصابة 24 آخرين بينهم 15 طفلاً، وامرأة في 22 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا.
وأشارت إلى أن فئة الأطفال تشكل الفئة الأكثر عرضةً لخطر مخلفات الحرب، لقلة وعيهم، وأشكالها الغريبة المُلفتة لهم وانتشارها الواسع، إذ أن النطاق الكامل للتلوث بمخلفات الحرب والذخائر العنقودية غير معروف، ولكنه بالتأكيد واسع الانتشار مع الاستخدام المتكرر للذخائر العنقودية بسبب الحرب المستمرة منذ 11 عاماً.
وصدر في شهر آب الماضي تقرير مرصد الذخائر العنقودية التابع للتحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)، الذي يقدم معلومات مفصلة عن مسح وإزالة الذخائر العنقودية وكذلك عن الضحايا ومساعدة الضحايا حول العالم.
وأكد التقرير أنه في عام 2021، سجلت سوريا أكبر عدد من الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية المسجلة في أي بلد بالعالم، حيث بلغ عدد ضحايا الذخائر العنقودية 37 ضحية، بانخفاض عن عام 2020 البالغ عدد الضحايا فيه 147 من مخلفات الذخائر العنقودية، وهو أدنى عدد ضحايا بمخلفات الذخائر العنقودية تم تسجيله منذ عام 2012، وشكّل الأطفال ثلثي ضحايا الذخائر العنقودية في عام 2021.
وذكّرت المؤسسة، أنها شاركت في هذا التقرير عبر تقديم الإحصاءات والبيانات المتعلقة بشمال غربي سوريا، حيث يقوم بعمليات الإزالة والتخلص من الذخائر بما فيها الذخائر العنقودية.
وأكدت أن أعدادا كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام لا تزال موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمة عن قصف ممنهج للنظام وروسيا استمر على مدى سنوات ومايزال حتى الآن، وستبقى قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة، ومع وجود تلك الذخائر وانتشارها في جميع أنحاء سوريا، كما ستستمر الخسائر لفترة طويلة حتى في حال انتهاء الحرب.
وذكرت أن جهود متطوعيها تتركز على التعامل مع هذا الواقع المؤلم والحفاظ على أرواح المدنيين، عبر إزالة تلك الذخائر وتوعوية المدنيين لتنبيههم من خطر هذه الذخائر، وتركز على خطر الذخائر المتفجرة وضرورة الابتعاد عن الأجسام الغريبة، وأهمية إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري المختصة عنها فوراً.
ومنذ بداية العام الحالي وحتى منتصف شهر آب، أجرت فرق (UXO) أكثر من 780 عملية مسح غير تقني في أكثر من 260 منطقة ملوثّة بالذخائر، وأزالت 524 ذخيرة متنوعة في 449 عملية إزالة، وقدمت الفرق 1080 جلسة توعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب استفاد منها 20 ألف مدني من بينهم أطفال ومزارعون.