بلدي نيوز - (متابعات)
اعترف التحالف الدولي -الذي تقوده الولايات المتحدة- لمحاربة تنظيم "الدولة" أمس الجمعة، بمقتل أكثر من 50 مدنياً في سوريا، عقب غارة جوية على قرية التوخار التابعة لمدينة منبج شرق حلب، قبل ثلاثة أيام، موضحاً أن القصف جاء بعد حصوله على إحداثيات الموقع من ميليشيات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يدعمها ضد التنظيم.
واستشهد أكثر من 200 مدنيا، وأصيب العشرات، الثلاثاء الماضي، إثر قصف جوي لطيران التحالف على قرية التوخار، ونشر ناشطون من ريف منبج أسماء أكثر من 10 عائلات قضت بالكامل بالقصف.
وكانت استنكرت الناطقة باسم منظمة "اليونسف" التابعة للأمم المتحدة، (فرح دخل الله)، في تعليق لها على المجزرة، كل أشكال العنف، ودعت لبذل كافة الجهود لتجنّب إيقاع خسائر في أرواح المدنيين، وأكدت أن العائلات (سكان قرية التوخار) كانت تستعد للفرار من القرية، عندما تعرضت لقصف جوي.
وقال المتحدث باسم قوات "التحالف الدولي"، العقيد كريستوفر غارفر، في مؤتمر صحفي عقده في بغداد وتابعه صحفيون في واشنطن عبر دائرة تلفزيونية خاصة، إن "الغارة كانت تستهدف كلاً من المباني والمركبات التابعة لتنظيم الدولة، إلا أن تقارير وردت لاحقا من مصادر مختلفة تحدثت عن احتمال وجود مدنيين بين مسلحي التنظيم".
وأشار "غارفر"، أن الهجوم في "منبج"، تم بناء على معلومات حصل عليها "التحالف الدولي"، من ما يسمى "التحالف العربي السوري" (أحد القوات المنضوية تحت مظلة ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية".
ولفت، أن "التحالف العربي السوري" أبلغ قوات التحالف الدولي، عن وجود موكب كبير لمسلحي تنظيم الدولة يستعد لشن هجوم ضده في المنطقة.
وذكر، أن الغارة التي استهدفت موكب التنظيم، أسفرت عن مقتل أكثر من 50 مدنياً، بينما يؤكد ناشطون استشهاد أكثر من 200 مدني بينهم أطفال ونساء.
يشار إلى أن "غارفر" أكد في تصريحات لصحيفة "الغارديان" أن غارات التحالف على منبج سوف تستمر، ووصف المعارك مع تنظيم "الدولة" فيها بـ"الطاحنة"، موضحاً أنها تختلف عن القتال في المدن العراقية الصغيرة.
وكان رئيس الائتلاف الوطني المعارض، أنس العبد، طالب واشنطن بوقف غاراتها حتى يتم التحقيق في هجوم جرى بالقرب من منبج، وشدد على ضرورة المحاسبة في الغارة "القاتلة" ومراجعة قواعد العمليات بالغارات المستقبلية.
وحذر من أن استمرار هذه الغارات ربما يتسبب في استعادة تنظيم الدولة الأراضي التي تم أخذها منه بمشقة بالغة، قائلا إن مواصلة الغارات حاليا ربما تدفع السوريين لليأس وتصبح وسيلة للتجنيد لتنظيم الدولة.
ويدعم التحالف الدولي ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية التي يعد المقاتلين الأكراد المنتمين إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي عمادها الرئيسي، وتحاصر هذه القوات مدينة منبج منذ أكثر من شهر ونصف، ويعتمد التحالف الدولي عليها في الحصول على معلومات عن تحركات عناصر تنظيم "الدولة" على الأرض.