بلدي نيوز – (سما مسعود)
اعتصم عشرات المدنيين وسط مدينة منبج المحاصرة للمطالبة بفك الحصار عن المدينة ومطالبة طرفي الصراع "تنظيم الدولة وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية" بفتح ممرات آمنة لخروجهم.
بدورها، منحت ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أمس الخمس، عناصر تنظيم "الدولة" المحاصرين في مدينة منبج مهلة 48 ساعة لمغادرة المدينة بأسلحتهم الفردية إلى جهة يتم اختيارها، مشيرة إلى أن هذه المهلة هي الوحيدة والأخيرة أمام عناصر التنظيم للخروج من المدينة.
ولم ترد أية معلومات عن خروج مدنيين من داخل المدينة المحاصرة أو موافقة التنظيم على الخروج خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث حاولت "قسد" اليوم الجمعة التقدم في الأحياء الجنوبية والغربية من مدينة منبج بالتزامن مع شن طيران التحالف أكثر من 20 غارة جوية على مواقع التنظيم في المدينة وأطرافها.
وفي هذا الخصوص، توقعّ أحد أعضاء اللجنة السياسية في منبج عبد المنعم عليان، أن يلقى المدنيون في المدينة معاملة سيئة في حال خروجهم من قبل ميليشيات "قسد"، وأوضح أن ذلك يمكن استنتاجه "من خلال الخبرة التراكمية التي تكونت لدى أهالي القرى العربية بسبب ممارسات الوحدات الكردية التي تشكل الجزء الأكبر في قسد إبان تقدمها بمناطق عربية بريف الرقة وريف حلب الشرقي".
وقارن "عليان" بين معركتي عين العرب (كوباني) ومنبج على اعتبار أن المعركتين مدعومتين من التحالف الدولي، مشيراً إلى أن المدنيين في عين العرب لجأوا إلى تركيا وبقيت الحرب في المدينة بين الطرفين العسكريين، أما في مدينة منبج يوجد فيها آلاف المدنيين وبالتالي، لابد من تأمين طريق آمن لهم، قبل التعامل مع التنظيم بالقصف الجوي، خاصة وأن عدد عناصر التنظيم قليل جدا ولا يتجاوز 200 مقاتل، وفق العليان.
وتابع أن الاشتباكات بين التنظيم وقسد لم تتوقف في المحاور الجنوبية والغربية والشمالية، بالتزامن مع قصف جوي للتحالف الدولي.
وعن الوضع الإنساني، قال "عليان" إن المحاصرين في منبج لا يستطيعون دفن جثامين شهدائهم، بسبب القصف الجوي والمدفعي العشوائي، ما يهدد بحصول كارثة صحية بسبب انتشار الجثث المتفسخة في المدينة.
وأكد "عليان" حصول مجازر في ريف منبج بسبب القصف الجوي، موضحاً أن افتقار المنطقة للكوادر الطبية والمشافي إضافة لصعوبة إسعاف الجرحى، عادة ما تؤدي إلى وفاة عدد من المصابين بجروح خطرة.
واستنكرت الناطقة باسم منظمة "اليونسف" التابعة للأمم المتحدة، (فرح دخل الله)، أمس الخميس، كل أشكال العنف، داعية لبذل كافة الجهود لتجنّب إيقاع خسائر في أرواح المدنيين، في معرض تعليقها على استشهاد 20 طفلاً بقصف للتحالف على قرية التوخار، التابعة لمدينة منبج بريف حلب.
ووفقا للأمم المتحدة، فقد كانت العائلات (سكان قرية التوخار) تستعد للفرار من القرية، عندما تعرضت لقصف جوي، بينما تقول ميليشيات سوريا الديمقراطية (قسد) والتي تتشكل بشكل أساسي من مقاتلين يتبعون "الإدارة الذاتية الكردية"، أن القصف استهدف عناصر تنظيم "الدولة"، ولم يؤدِ إلى قتل مدنيين ولا أطفال.
بالمقابل، يقول ناشطون من ريف حلب، أن ميليشيا "قسد" هي المسؤولة عن قتل أكثر 200 مدني، بينهم أطفال ونساء، لأن مقاتليها على الأرض هم من يزودن طيران التحالف بإحداثيات المناطق التي تقصف، دون أن ينفوا مسؤولية التحالف الدولي.