بلدي نيوز – منبج (نزار حميدي)
تمكنت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) والتي يشكل مقاتلو (الوحدات الكردية) عمادها، من التقدم في أحياء منبج الجنوبية والغربية، إثر اشتباكات مع تنظيم "الدولة" مستمرة منذ 7 تموز الحالي، ويأتي هذا التقدم بفضل الدعم الجوي المقدم من طيران التحالف، منذ بدأ الحملة العسكرية التي اطلقتها "قسد" في 31 أيار/مايو الماضي لانتزاع مدينة منبج في ريف حلب الشرقي من قبضة التنظيم .
ميدانياً
تحدثت مصادر محلية لبلدي نيوز إن أعنف الاشتباكات الدائرة بين "قسد" و"التنظيم" تتركز في الجهة الغربية من مدينة منبج، في المنطقة الممتدة من دوار السفينة حتى دوار السبع بحرات مروراً بدوار البراعم ومحيط المشفى الوطني ومحيط مبنى النفوس الجديد وسط عشرات الغارات لطيران التحالف على تلك المناطق، والذي دمر المدرسة الشرعية ومدرسة البيرم بشكل كامل، كما خلّف القصف دمارا واسعا في الأبنية السكنية.
وأضافت المصادر "يعد حي الحزاونة ومحيط الفرن الآلي حتى دوار المطاحن في الجهة الجنوبية، منطقة اشتباكات مشتعلة، يغلب عليها طابع الكر والفر دون السيطرة الكاملة لأي طرف، وتشهد هي الأخرى قصفا جويا من طيران التحالف".
وفي سياق متصل، أطلقت الرابطة السورية لحقوق الإنسان بالتنسيق مع الهيئة السياسية لمدينة منبج وريفها مبادرة إنسانية طالبت فيها جميع الأطراف بإعلان هدنة لمدة 72 ساعة ليتسنى للمدنيين دفن قتلاهم، وفتح ممرات آمنة لإخراج الجرحى خارج المدينة لانعدام أي مركز طبي فيها.
أحد القادة في "مجلس منبج العسكري" التابع لـ"قسد" (فضل عدم الكشف عن اسمه)، قال في تصريح لبلدي نيوز "لا يمكن تطبيق هدنة إنسانية توقف العمليات العسكرية، لعدم وجود جهة محايدة ضامنة لها".
وأضاف، "لا اعتقد بوجود إمكانية لعقد صفقة مع "التنظيم"، وفتح ممر آمن لخروجه من المدينة، لأن خطة هذه الحملة بشكل عام وخطة السيطرة على المدينة بشكل خاص وضعت مسبقاً".
وأكد أنه لا يوجد برنامج زمني أو مهلة محددة للسيطرة على المدينة؛ فهي خاضعة لطبيعة المعركة، فالعمليات العسكرية مستمرة طالما وجدت مقاومة من قبل "التنظيم"، فيما عزا اشتداد وتيرة المعارك في الأيام الأخيرة لقرار التحالف الإسراع في حسم المعركة وذلك بسبب الضغط الإعلامي الموجه ضدها.
بدوره، قال إسماعيل أبو حمزة، وهو أحد قادة الجيش الحر شمال حلب، إن طبيعة الاشتباكات التي تدور بين ميليشيات "قسد" وتنظيم "الدولة" داخل أحياء منبج غابت عنها سمة حرب الشوارع بالمفهوم التقليدي، فحرب الشوارع تستخدم فيها الأسلحة الخفيفة، وفي بعض الأحيان المتوسطة والهاون على نطاق محدود، بينما هذه الاشتباكات استخدمت فيها القوة التدميرية لسلاح على نطاق واسع ولدرجة كبيرة، فالتقدمات التي حصلت عليها "قسد" جاءت بعد إعطاء إحداثيات لطيران التحالف لأي مصدر نيران (سواء منشآت حكومية أو أبنية خاصة) تأتي منه مقاومة أو يعتقد أنه يشكل خطر ليتم قصفه وتدميره لتتقدم هذه القوات.
وأضاف "أبو حمزة" لبلدي نيوز إن إطباق الحصار على المدينة بهذا الشكل جعل عناصر "التنظيم" يخوضون معركتهم حتى النهاية، ولطالما استمرت "قسد" والتحالف الدولي الداعم لها باتباع هذا الاسلوب التدميري فإن سيطرتها على ركام المدينة هو مسألة وقت.
ويرى الإعلامي "محمد الخطيب" إن حرب الإبادة التي يشنها النظام على داريا في غوطة دمشق وحصاره لمدينة حلب جاءت بضوء أخضر ومباركة من واشنطن للفت أنظار الإعلام عما تقوم به هي من جرائم بحق المدنيين في مدينة منبج في حربها ضد التنظيم"، وفق قوله.