بلدي نيوز - (خاص)
قصفت الطائرات الحربية الروسية، صباح الثلاثاء 31 آب/أغسطس، بعدة غارات جوية محيط قرية "إسكان" في ريف مدينة عفرين الجنوبي، شمالي حلب.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي في فصيل "الجبهة الوطنية للتحرير"، إن الطائرات الروسية قصفت بخمسة صواريخ فراغية منطقة "إسكان" بريف عفرين.
وأضاف، في تصريح لبلدي نيوز، أن القصف استهدف الحرش الواقع بجانب معسكر للجبهة الوطنية دون وقوع إصابات بشرية.
وكان آخر قصف روسي استهدف عفرين الواقعة تحت سيطرة القوات التركية وفصائل "الجيش الوطني السوري" عام 2018.
وفي تعليقه على الغارة الروسية، قال الباحث في مركز جسور للدراسات، عبد الوهاب عاصي، إن القصف هو عبارة رسالة احتجاج من روسيا على عدم تنسيق تركيا لعملياتها شرق الفرات التي تستهدف منذ فترة مواقع قوات سورية الديمقراطية لاسيما في تل تمر وعين عيسى، أو بالأحرى الاحتجاج على عدم اعتماد القنوات الدبلوماسية والأمنية والعسكرية لتسوية الخلافات أو لتنفيذ الهجمات، على اعتبار أنّ مذكرة سوتشي (2019) هي إطار لذلك.
وأضاف العاصي، في حديثه لبلدي نيوز، "طبعاً روسيا سبق وعبّرت عن مثل هذا الموقف في آذار الماضي عندما شنّت فصائل الجيش الوطني السوري هجوماً على قريتي المعلق وصيدا قرب عين عيسى، حيث قامت بالرد بإتاحة المجال أمام قوّات سوريا الديمقراطية لقصف مدينة كيليس، وكذلك استئناف الطلعات الجوية على منطقة خفض التصعيد".
وأضاف "قبل فترة تم استهداف مشفى عفرين بقذائف كراسنبول ذات المصدر الروسي، والذي كان تعبيراً عن الاستياء من تباطؤ تركيا المستمر في تنفيذ التزاماتها تجاه إدلب مقابل خرق التفاهمات المشتركة عين عيسى شرق الفرات".
وتشهد مناطق التماس بين "الجيش الوطني السوري" المدعوم من القوات التركية، وقوات "قسد" في شرق الفرات وغربه، اشتباكات وتبادلا في عمليات القصف المدفعي، إضافة لنشاط طائرات مسيرة تركية نفذت عدة عمليات مستهدفة قادة في "قسد" خلال الفترة القليلة الماضية، ورغم أن التصعيد غير مسبوق إلا أن خارطة السيطرة ما زالت محافظة على وضعها السابق.
وقال مصدر من "الجيش الوطني" لبلدي نيوز، إن اجتماعا عقد في محطة مياه علوك بين الروس والأتراك، لبحث التهدئة في مناطق التماس بين "قسد" ومنطقة "نبع السلام" وإعادة تفعيل تشغيل محطة علوك بعد إيصال الكهرباء إلى المنطقة من مناطق "قسد".
وأضاف المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إن روسيا بالتأكيد ليست راضية عن عملياتنا ضد "قسد" رغم أن العمليات هي للرد على اعتداءات "قسد"، فإن روسيا تفضل توقف القتال خاصة أنها تبحث عن تعزيز دورها بشرق الفرات عن طريق كسب ثقة "قسد" المتخوفة من انسحاب أمريكي أسوة بأفغانستان.
ولم يستعبد أن يكون القصف الروسي على أحد أكثر الفصائل قربا من تركيا (فيلق الشام)، للضغط عليها للقبول بوقف العمليات العسكرية، وخاصة القصف من الطائرات المسيرة الذي يستهدف قادة في "قسد".