بلدي نيوز - (خاص)
تواصل إيران عبر ميليشياتها في سوريا، التمدد في مناطق سيطرة قوات النظام، ويلاحظ أنه خلال الفترة القليلة الماضية موّل "الحرس الثوري" الإيراني نشاطات هذه الميليشيات الدينية وبخاصة في منطقة البادية السورية وريف الرقة وديرالزور
وبات بناء الحسينيات أحد أبرز النشاطات لميليشيات إيران بعد أن هدأت حدة المعارك في كثير من جبهات القتال.
وكشفت مصادر إعلامية خلال الأسبوعين الأخيرين إن ميليشيا "لواء فاطميون" الأفغانية التابعة "للحرس الثوري الإيراني"، بدأت بعملية استكمال بناء "حسينية آل البيت" في مدينة تدمر شرقي حمص، في إطار المساع الإيرانية لنشر التشيع في مناطق سيطرة قوات النظام.
وميليشيا "فاطميون" هي تشكيل عسكري، أغلب أفرادها من مرتزقة شيعة من أفغانستان، وتخضع لإشراف وتدريب قوات "الحرس الثوري" الإيراني وتحديدا "فيلق القدس" المسؤول عن العمليات العسكرية خارج إيران، للمشاركة في معارك مسلحة في سوريا.
وقال موقع "عين الفرات"، إن الميليشيا تلقت دعما ماليا من "الحرس الثوري الإيراني" لاستكمال بناء الحسينية، التي توقف العمل بها منتصف الشهر الماضي بسبب عدم توفر السيولة المالية، مشيرا إلى أن الحسينة تتكون ثلاثة طوابق وهي الأكبر في المنطقة، على أن يخصص قسم كـ"حسينية لأداء الطقوس الشيعية"، وآخر للمراجع الثقافية والعقائدية، وستضم أيضا مكتبا لتسجيل عقود الزواج الخاصة بالميليشيات وعائلاتهم.
والأسبوع الماضي، قال موقع الخابور المحلي، إن ميليشيا طائفية مدعومة من "الحرس الثوري" هي ميليشيا "حركة النجباء" حولت منزلا استولت عليه في مدينة معدان بريف الرقة إلى حسينية هي الثالثة والأكبر بريف الرقة الشرقي، الخاضع لسيطرة قوات النظام.
وأسست ميليشيا "حركة النجباء"، على يد القيادي الشيعي أكرم الكعبي في عام 2013، ورغم أنها موالية لإيران، تحصل على تمويل من الحكومة العراقية دون أن تأتمر بأمرها. وإلى جانب علاقاتها بإيران ترتبط ميليشيا النجباء بعلاقات قوية مع ميليشيا حزب الله اللبناني.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت إدراج ميليشيا "حركة النجباء" العراقية وقائدها أكرم الكعبي في قائمة الإرهاب في آذار عام 2019، بهدف منع الموارد التي تستخدمها "النجباء" وقائدها في "التخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها".
وعن الموضوع قال الكاتب الصحفي فراس علاوي لبلدي نيوز، إن إيران تطمح لتأسيس وجود دائم في سوريا، لا يتأثر بأي اتفاق للحل في سوريا لاحق قد يفضي إلى أنهاء وجودها العسكري أو تقليصه، عن طريق المفاوضات أو حتى باستخدام القوة العسكرية، لذلك تريد أن تترك قاعدة اجتماعية يمكن لها أن تعتمد عليها في البلاد.
وعن تركيز نشاط إيران الديني في المنطقة الشرقية والبادية، قال "علاوي" وهو رئيس تحرير موقع الشرق نيوز (مهتم بأخبار شمال وشرق سوريا)، إن المنطقة هي البوابة التي تربط سوريا بالعراق وبالتالي هي حلقة الوصل بين إيران ولبنان، ومدينة البوكمال على سبيل المثال أهم من أي منطقة سورية آخرى، لذلك تريد تحويل هذه البوابة إلى منطقة نفوذ اقتصادي واجتماعي.
ولفت إلى أن المنطقة ذاتها غنية بثرواتها، وستكون مفيدة لإيران، في حال اشتركت إيران بمشاريع إعادة الإعمار في سوريا.
وشدد على أن محاولات إيران تشييع سكان المنطقة من خلال بناء الحسينات، يهدف لخلق منطقة جديدة موالية لإيران تشبه منطقة النجف في العراق وصعدة في اليمن والضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.