بلدي نيوز
حظيت وفاة الكاتب والمعارض السوري ميشيل كيلو، بتفاعل كبير بين السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استبدل عشرات النشطاء صورهم الشخصية بصور "كيلو" فيما تداول آخرون تسجيلات مصورة من مقابلات للراحل، وتداول آخرون "وصيته" وآخر التسجيلات الصوتية عنه وهو على فراش الموت.
وتوفي "كيلو"، أمس الاثنين، متأثرا بفيروس كورونا، في فرنسا، الذي كان قد أصيب منذ أسبوعين بفيروس كورونا.
وقال الكاتب الصحفي محمد السلوم، في منشور عبر صفحته بفيسبوك، عندما تمضي نصف قرن من عمرك وأنت تقارع الاستبداد والدكتاتورية، ثم تموت في الغربة دون أن تقرّ عيناً برؤية وطنك حراً، فاعلم أن من يبكيك اليوم، إنما يبكي نفسه... وطنه... غربته.... بقايا الحلم!".
الباحث السوري ساشا العلو، كتب في منشور على فيسبوك معلقا على وفاة "كيلو" وتركه "وصية" قبل ذلك بأيام قائلا "كتابة (وصيّة لشعب) عند الشعور بدنو الأجل، تنم عن حس عالي بالمسؤولية تجاه الواقع والمأساة وحجم الكارثة، فالفرق شاسع بين من يحمل قضية ومن يتعربش على القضية".
وتابع "العلو" أن "خصلة المسؤولية أهم ما يفتقده أغلب من يتصدر للشأن العام بمختلف مجالاته، خاصة السياسية"، مضيفا "معادلة باتت بسيطة وواضحة، خاصة في السياق السوري ومأساته، الناس دائماً تحترم وتقدر صاحب الموقف والحرّ والنظيف والمسؤول، وتحتقر الملتوي والفاسد والعلاك والمأجور. فطرة الناس سليمة بالتمييز، ويعول عليها دائماً وأبداً، حتى لو كان التعبير الجمعي عنها غالباً في حالات الفقد والوفاة أكثر من الحياة، وهذا طبيعي قياساً بفلسفة الموت.رحم الله ميشيل كيلو، الذي ستحمله قضيته رمزاً في رحيله، كما حملها مخلصاً في حياته".
فيما قال الكاتب السوري حازم النهار في منشور على فيسبوك، "خسارات كبيرة ألمت بنا برحيل عدد من المناضلين والمثقفين والفنانين السوريين؛ البارحة فقدنا حبيب عيسى وتيسير الحاج حسين وغالب إبراهيم، وقبلهم حسان عباس وحاتم علي ومي سكاف وفدوى سليمان وغيرهم، واليوم فقدنا ميشيل كيلو، أحد أبرز المناضلين ضد الاستبداد، والذي كانت حياته كلها متمحورة حول تحقيق الحرية والكرامة للشعب السوري".
وأضاف "النهار" بالقول "عزاؤنا أن أجيالًا جديدة وعت وأدركت معنى الحرية والكرامة، وهي لا بدّ ستحمل الراية، وستبني تجربتها الخاصة في الثقافة والسياسة والنضال، مستندة إلى إرث كبير متخم بالإيجابيات والسلبيات معًا، وهذه هي سنة الحياة والتاريخ"، وختم منشوره بالعزاء للسوريين.
وشاركت الإعلامية السورية زينة اليازجي مقابلة سابقة أجرتها مع ميشيل كيلو، تحدث خلالها عن أحد تجاربه في سجون الأسد، وكتب عبر حسابها في تويتر (https://twitter.com/zyazigi/status/1384178000799748102)"من الصعب ألا يلمس كلامه قلبك قبل عقلك، لأنه مناضل بكل معنى الكلمة، مقاتل، شجاع، إنساني، ينيره المبدأ ان ضاع أو ضاق الطريق، شريف، عزيز النفس و الفكر، قاوم الرصاص بكلمته، و رفض شراء الذمم بوطنيته...فيروس لعين نخر جبروته".
وكان الائتلاف الوطني السوري نعى "كيلو" واعتبر أن فقدانه خسارة كبيرة، معربا عن عزائه "للشعب السوري الحر ولعائلته ولجميع محبيه"، كذلك نعى الفقيد عشرات السياسيين السوريين عبر حسابتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، منهم الرئيس السابق لهيئة التفاوض رياض حجاب، ورئيس وفد المعارضة باللجنة الدستورية هادي البحرة، وسهير الأتاسي وغيرهم.
ويعتبر كيلو من أبرز السياسيين والمعارضين السوريين، وهو من مواليد مدينة اللاذقية عام 1940، وكان عضوا بارزا في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قبل أن يغادره عام 2016.
وكتب "كيلو" قبل أيام وصيته، حيث تفاعل مع مرضه عدد كبير من النشطاء والسياسيين السوريين، ووجه نصائح للسوريين وكتب وصيته لهم من المستشفى لضمان انتصارهم وبناء الدولة التي يحلمون بها، وكتب في آخر وصيته "سامحوني على أخطائي فالبشر خطاؤون".