بلدي نيوز – درعا (مهند الحوراني)
عمدت قوات النظام المتركزة بالقرب من جبهة النعيمة بالريف الشرقي المحرر من درعا في الآونة الأخيرة، إلى تفجير عدد من المنازل التي تعيق الرؤية أمام مواقع تمركز قواتها في درعا، لاسيما أنها تعطي أفضلية قتالية للثوار في حال شنوا أي هجوم على هذه المواقع.
بلدي نيوز تحدثت إلى السيد رائد الراضي، نائب قائد فرقة "فلوجة حوران" حول الأمر والذي قال: "قامت قوات النظام على مدخل درعا الشرقي بتفجير بعض المنازل التي تبعد عن نقاط النظام ما يقارب 100 متر خوفا من تسلل الجيش الحر من خلال هذه المنازل للسيطرة على تلة الحبوب التي تعتبر النقطة الاستراتيجية لمدخل درعا الشرقي، وقد حاولت قوات النظام تدشيم وتحصين معظم نقاطهم، لكن تم تكبيدهم خسائر حيث تم استهداف آليات ثقيلة وتدميرها".
وأكد الراضي أن فصائل الجيش الحر على أهبة الاستعداد لأي محاولة للنظام لشن هجوم على مواقع الثوار في بلدة النعيمة قائلاً: "بالنسبة لأي محاولة يمكن أن يفكر النظام بشن هجوم معاكس على نقاط الحر في بلدة النعيمة للسيطرة عليها، نحن سنكون مستعدين له ولن نسمح بخرق جبهة نعيمه مهما كلف الثمن".
من جهته قال شعاع الفلوجة عضو مؤسسة "يقين" الإعلامية، لبلدي نيوز: "من المرجح أن يكون الهدف من تفجير البيوت تأمين مساحة واسعة لكشف تحركات الجيش الحر من مواقع النظام المطلة على هذه المنطقة التي تشكل خطرا كبيرا على مواقع تمركزه، وعدم اتخاذها مرة أخرى من الجيش الحر منطلقا لشن أي هجوم على مواقع قوات النظام المتمركزة على الجبهة الجنوبية الغربية لمدينة درعا".
ولفت شعاع إلى أن هذه المنطقة أو البقعة الصغيرة التي يتم بها تفجير تلك المنازل استراتيجية، كونها ساهمت في حسم معركة سجن غرز والصوامع، حين اتخذ الجيش الحر من تلك المنازل مكانا لتمركزه وقطع طرق الإمداد عن سجن غرز آنذاك، وكانت عائقا لوصول أي إمدادات بعد أن تحصن الجيش الحر في تلك المنازل، كما اتخذ منها منطلقاً لهجماته في معركة عاصفة الجنوب، وشكلت خطرا كبيرا على مواقع النظام، وربما النظام يعمل من خلال هذا المخطط على مبدأ المثل الذي يقول (الباب الذي يأتي منه ريح سدو وأستريح)".
يرافق هذه التطورات رصد ومتابعة من فصائل الثوار المرابطة على جبهة بلدة النعيمة بحسب شعاع الذي أكد أن "الأخذ بالحسبان لأي احتمالات مخطط هجومي للنظام، ووضعه على الطاولة، حيث رصدت فرقة فلوجة حوران الذي يتركز وجودها في بلدة النعيمة أعمال تدشيم وتحصين لقوات النظام لتعزير خطوط دفاعها عن مركز المدينة، كون بلدة النعيمة تعتبر مصدر رعب للمربع الأمني في مدينة درعا".
تجدر الإشارة إلى أن جبهات محافظة درعا مع قوات النظام تشهد هدوءاً نسبياً بسبب انشغال الفصائل بقتال تنظيم "الدولة" غرب درعا، وترتيب البيت الداخلي، ومع ذلك فإن الفصائل استطاعت المحافظة على الرقعة المحررة التي تسطير عليها، وخصوصا النعيمة وجبهتها الحساسة والهامة مع مدينة درعا، والتي فشل النظام عشرات المرات في التقدم شبرا واحد على أرضها.