بلدي نيوز - (خاص)
تتعاون قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مع القوات الروسية في منطقة شرق الفرات وأجزاء أخرى مع شمال سوريا، مع ذلك تعتبر "قسد" حليفة بشكل أساسي للولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ بداية العام الحالي، أرسلت الولايات المتحدة نحو 14 قافلة عسكرية إلى مناطق سيطرة "قسد" شمال وشرق سوريا، وبالتزامن مع ذلك أرسلت روسيا تعزيزات إلى المناطق ذاتها للمحافظة على "خفض التصعيد" في المنطقة مستغلة التوتر بين النظام و"قسد" والأخيرة والقوات التركية.
وكشف موقع إخباري كردي، عن تفاقم الأزمة بين "قسد" والقوات الروسية في شمال وشرق سوريا.
ونقل موقع "باسنيوز" عن مصدر كردي لم يسمه، أنه "بعد انسحاب القوات الروسية من نقاط المراقبة في بلدتي عين عيسى وتل تمر، جرى اجتماع بين ضباط روس وعسكريين من "قسد" حول الأزمة الأخيرة بين الجانبين".
وأضاف المصدر، أن الضباط الروس طلبوا من "قسد" خلال الاجتماع، عدم شن هجمات على الجيش التركي وفصائل المعارضة من مواقع قريبة من نقاط المراقبة الروسية، لأن ذلك يعرض جنودهم للخطر في عين عيسى وتل تمر.
وتابع أن "القوات الروسية طلبت من "قسد" تسليم بعض القرى المحيطة بنقاط المراقبة الروسية في مناطق التماس مع الجيش التركي، إلى قوات النظام السوري، والانسحاب إلى جنوبي الطريق الدولي M4، لتهدئة مناطق التماس مع تركيا".
وشدد على أن "قسد" لن ترضخ للابتزاز والإملاءات الروسية بتسليم مناطق التماس مع الجانب التركي، ومنها بلدة عين عيسى وقراها، إلى النظام والانسحاب إلى جنوبي الطريق الدولي M4.
وأضاف أن "قسد" رفضت المطلب الروسي ببناء قواعد عسكرية لها في المناطق الحدودية مع تركيا وخاصة في محيط المثلث الحدودي، شرقي مدينة القامشلي بين إقليم كوردستان العراق وتركيا وسوريا.
الباحث في مركز الشرق للدراسات، سعد الشارع، قال إن العلاقة التي تجمع قوات "قسد" والقوات الروسية هي علاقة ميدانية، موضحا في حديثه لبلدي نيوز، أنه عندما شن الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني السوري عملية "نبع السلام" ضد "قسد" حصل ذلك بتفاهم تركي أمريكي، وهذا ما دفع "قسد" إلى الاستعانة بالنظام وروسيا التي سارعت إلى الدخول إلى المنطقة ونشر قوات في محيط مناطق التماس بين الطرفين شرق الفرات، ونقلت جزء من مطار القامشلي وبدأت تهيئ المطار ليكون قاعدة عسكرية، وهذا ما يعني بدأ حدوث علاقة ميدانية بين الطرفين، بديلة للعلاقة السياسية التي كانت تجمعها والمتمثلة في محاولة روسيا لعب دور وساطة مع النظام فقط.
وأضاف الباحث السوري، أن العلاقة التي تجمع الولايات المتحدة و"قسد" مبينة على محاربة الإرهاب، ويؤكد ذلك التصريحات الأخيرة التي أعلنت فيها واشنطن التزامها في محاربة "داعش" وعدم مسؤوليتها عن حماية النفط الواقع تحت سيطرة "قسد".
وتابع أن "قسد" تحاول تقسيم منطقة شرق الفرات بين القوتين، ونلاحظ أن القوات الأمريكية تركز قواعدها شرق الحسكة والقامشلي وصولا إلى نهر الفرات في ديرالزور، بينما تنشر القوات الروسية بما بمواجهة نقاط التماس مع منطقة العمليات التركية "نبع السلام"، مشيرا إلى منطقة شرق الفرات تختزل الصراع في سوريا، حيث تتواجد معظم الدول المتدخلة في الشأن السوري في المنطقة التي هي صغيرة على امتدادها لكل هذه القوة المتمثلة في أمريكا وروسيا وتركيا وفرنسا.
ويرى رئيس تحرير موقع الخابور المهتم بأخبار منطقة شمال شرق سوريا، إبراهيم الحبش، إن العلاقة التي تجمع "قسد" و روسيا تمتد إلى ما هو أبعد من شرق الفرات، حيث تحمي روسيا مناطق سيطرة "قسد" شمال حلب، وتحافظ على قناة تواصل لها مع النظام تبقى الأحياء التي تحت سيطرة "قسد" في حلب بأمان.
ويتابع "الحبش" أن ساهمت في وقف عملية "نبع السلام" شمال سوريا ضد "قسد"، وهي تقوم بتسيير دوريات في المنطقة لضمان انهيار اتفاق تعليق "نبع السلام" عبر تهدئة المخاوف التركية، لذلك فقوات "قسد" حريصة على استمرار التعاون معهم، خاصة أن الولايات المتحدة تشدد في أكثر من مناسبة أن دعمها مرتبط بالحرب على "داعش"، ما يثير مخاوف "قسد" منها ويبقى متوجسة من رمي كل "البيض" بالسلة الأمريكية، معتبرا أن علاقة جيدة أو حتى عادية مع روسيا يعني أن "قسد" تمسك بطريق العودة إلى حضن النظام الذي دعمها وممولها قبل حتى ظهور "داعش" وتشكل التحالف الدولي، ضد فصائل الجيش الحر.