بلدي نيوز- حلب (عبدالعزيز الخليفة)
أطبقت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" -المكونة أساساً من ميليشيا الوحدات الكردية- الحصار على مدينة منبج شرق حلب، بقطعها الطريق بين منبج وغرب حلب، عبر فصل الأخيرة عن مدينة الباب، بعدما حاصرت المدينة في وقت سابق من ثلاث جهات.
إلا أن مهاجمة المدنية من قبل "قسد" ذات الغالبية الكردية وحصارها، أثار مخاوف كبيرة حول مصير أكثر من 200 ألف مدني محاصرين داخل منبج، إضافة إلى الخوف على مصير المدينة نفسها، التي أطلق سياسيون محسوبون على حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي اسم "مابوك" عليها، زاعمين أنها كردية و ناسفين تاريخها كله، بعد تأليف تاريخ جديد للمدينة.
في الصدد، أصدر مجلس محافظة حلب الحر بياناً، اليوم السبت، وعن البيان، قال عضو مكتب العلاقات العامة في المجلس، عبدالغني شوبك، "إن مدينة منبج محاصرة من قبل ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية، بينما يحاصر التنظيم المدنيين من الداخل، والوضع ذاهب إلى الأسوأ مع اقتراب الاشتباكات إلى داخل المدينة، لذلك طالبنا المجتمع الدولي بضرورة حماية المدنيين".
وأوضح في حديثه لبلدي نيوز، أنه يجب على المجتمع الدولي تأمين ممر إنساني للمدنيين، وما يلزم لحمايتهم ولتجنيبهم المجازر، التي يخشى من وقوعها داخل المدينة نتيجة حصارها من قبل "قسد" وقصفها، ما يهدد بقيام التنظيم باستخدامهم كدروع بشرية.
وشدد "شوبك" على ضرورة الحفاظ على هوية المدينة العربية، في وجه سياسة حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الذي تعد ميليشيات الوحدات الكردية العمود الفقري في عملية السيطرة على منبج- التي وصفها بـ"الانفصالية".
من جانبهم، حمل ناشطو حلب وسوريا عامة التحالف الدولي المسؤولية عن سلامة المدنيين المحاصرين داخل المدنية، وتداولوا هاشتاج على موقعي فيسبوك وتويتر باسم #منبج_تحت_الحصار.
وقال الإعلامي "عبد المنعم العبد" رئيس الهيئة الإعلامية في مجلس أمناء الثورة بمدينة منبج وريفها "أن قوات "قسد" تحاصر الآن أكثر من 200 ألف مدني داخل المدنية"، موضحاً أنه خرج من المدينة فقط نحو 20 آلف شخص باتجاه ريف حلب الغربي، قبل قطع الطريق بين مدينتي الباب ومنبج.
وأوضح العبد في حديثه لبلدي نيوز، أن المدنيين رفضوا الخروج من المدينة حرصاً على هويتها العربية، التي لا يشكل الأكراد إلا 5% من سكانها، إضافة لخوفهم من عمليات نهب "قسد" لأملاك المدنيين، كما حدث في تل أبيض وغيرها من مدن شمال سوريا التي سيطرت عليها.
وأكد العبد، أن القوات التي تحاول السيطرة على منبج هي قوات كردية، تتبع إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ولا يوجد فيها إلا أقل من 200 عنصر عربي، يرغبون في العودة إلى منبج فوق أي دبابة كانت أمريكية أو روسية.
وحمّل نشطاء المدينة "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المسؤولية حول مصير أكثر من 200 ألف مدني يعيشون حاليا تحت حصار ميليشيات "قسد" من جهة، وتنظيم "الدولة" من جهة ثانية، موضحين أن المرصد نشر أخبارا وصوفوها بـ"الكاذبة" حول أعداد المدنيين الموجودين داخل المدينة المحاصرة، حيث ادعى المرصد أن عدد المدنيين في منبج حاليا هو 20 ألف مدني.
يشار إلى أن ميليشيات سوريا الديمقراطية بدأت قبل نحو أسبوعين هجوماً للسيطرة على منبج، بدعم من طيران التحالف الدولي وتقدمت بشكل سريع لتحاصر المدينة، الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة" منذ أكثر من عامين، وقد شهدت المدينة مظاهرات وإضراباً احتجاجاً على ممارسات التنظيم.