لماذا يرفض السوريون مؤتمر اللاجئين بدمشق؟ - It's Over 9000!

لماذا يرفض السوريون مؤتمر اللاجئين بدمشق؟

بلدي نيوز- (أشرف سليمان) 

تعقد روسيا ونظام الأسد مؤتمراً يستمر ليومين في دمشق بخصوص اللاجئين السوريين، في محاولة لإضفاء الشرعية على النظام ولكن اللافت أن كثيرا من الدول والمنظمات أعلنت رفضها الحضور ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا والاتحاد الأوروبي ليضاف ذلك لموقف شعبي من معظم السوريين رافضين للمؤتمر.

ونشر المستشار القانوني علي رشيد الحسن على صفحته الرسمية في فيسبوك، عدة أسباب لعدم قبول السوريين المؤتمر، حيث قال، "إن السبب الأول لعدم قبول المؤتمر مخالفة الأسد لكل القوانين المحلية والإقليمية والدولية من خلال استخدام كل الأسلحة المحرمة دوليا على الشعب السوري".

وأضاف الحسن، "يأتي السبب الآخر بمخالفة الأسد للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، عندما ارتكب المجازر بحق المدنيين السوريين العزل التي تعتبر جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وتجاوز كل القوانين والأعراف الدولية التي تشمل بعض الحقوق المعترف بها عالمياً والتي تعتبر أساسية، أي الواردة في إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان وهناك أدلة لدى لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا على ارتكاب نظام الأسد جرائم حرب في سوريا مثل جرائم "الاحتفاء القسري - القتل والتعذيب- العنف الجنسي - الموت أثناء الاحتجاز التي أصبحت سياسة دولة لنظام الأسد".

وأوضح أنه من الأسباب الداعية لرفض المؤتمر كذلك هي عدم وجود أي ضمانة دولية لا برعاية الأمم المتحدة ولا المنظمات الدولية سوى الضامن الروسي الذي قتل السوريين.

وأردف الحسن، أن الأسباب الأساسية التي أجبرت السوريين على النزوح في المقام الأول ما زالت موجودة، مثل القصف اليومي على المدنيين والاعتقالات التعسفية والتعذيب داخل السجون، والوضع الإنساني والاقتصادي المأساوي وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد اللاشرعي.

وذكر المستشار القانوني، أنه لا يمكن أن تتحقق عودة اللاجئين إلى سوريا إلا بعد تحقيق بيئة آمنة مستقرة، وذلك لن يكون قبل أنجاز التسوية السياسية بناء على القرار رقم 2254 والمرجعيات الأممية، وهذه ليست شروط السوريين وحدهم بل شروط الأطراف الدولية والإقليمية والأممية.

وختم الحسن، بإن هذا المؤتمر لعبة سياسية والتفاف روسي لإعادة إحياء نظام الأسد المتهالك العاجز عن تقديم لقمة الخبز للمدنيين الخاضعين لسيطرته، والمثبت تورطه بجرائم ضد الإنسانية ومحاولة فتح ملف إعادة الإعمار دون تسميته صراحة.

سوريون يرفضون

وسخر أغلب السوريين المعارضين من المؤتمر ورفضوا العودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام إلا برحيل الأسد، وتنوعت أساليبهم بالسخرية كما تضمنت منشوراتهم الكثير من التصريحات السابقة لبشار الأسد وقادته التي تتوعد اللاجئين.

بيانات

وأصدرت عشرات المؤسسات والهيئات والاتحادات السورية، بيانا مشتركا أمس أعربت خلاله عن رفضها لـ "مؤتمر اللاجئين" الذي دعت إليه روسيا ونظام الأسد، ليتم عقده في دمشق.

كما أصدر "مجلس محافظة حمص الثوري"، اليوم الأربعاء، بيانا أعرب من خلاله رفضه لمؤتمر اللاجئين معتبرا إن "روسيا حاولت جاهدة بث الروح بنظام الأسد المتهالك، وأنقذته من السقوط، وهجّرت وقتلت حمم طائراتها الآلاف من المدنيين العزل، وتسعى الآن لتعويمه دوليا، عبر ورقة اللاجئين، وتدعو لمؤتمر من أجل عودتهم إلى عهدة الأسد الذي كان سببا بهروبهم من وطنهم".

وعبر الائتلاف الوطني بأنه "لا يمكن تنظيم مثل هذا المؤتمر من قبل المجرم المسؤول عن الجريمة بالمقام الأول بالإشارة لروسيا، كما لا يمكن تنظيمه دون تحقيق أهم شروط عودة السوريين إلى بلدهم، وعلى رأسها انتفاء سبب التهجير بوقف القصف وإنجاز الانتقال السياسي وتأمين البيئة الآمنة للعودة الطوعية والكريمة للاجئين".

أوربا ترفض المشاركة

من جانبه أعلن رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، أن دول الاتحاد لن تشارك في مؤتمر دولي حول اللاجئين والنازحين يستضيفه النظام السوري في دمشق يومي 11 و12 تشرين الثاني الجاري.

وأكد بوريل أن وزراء خارجية عدد من دول الكتلة وهو نفسه تلقوا دعوة للمشاركة في المؤتمر المنعقد في العاصمة السورية لمناقشة موضوع عودة اللاجئين والنازحين داخليا إلى بيوتهم، وأضاف: "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لن تحضر هذا المؤتمر".

الموالون يرفضون

يذكر أن مع انعقاد مؤتمر اللاجئين بدمشق اليوم رصدت بلدي نيوز عشرات التعليقات الغاضبة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة النظام ضد المؤتمر، مؤكدين أنهم ينتظرون اللحظة المناسبة للخروج من سوريا التي تحكمها مافيات الخبز والوقود والكهرباء والغاز.

وحثوا اللاجئين في الخارج على عدم العودة إلى سوريا في ظل الأوضاع الراهنة، مؤكدين أنهم يعيشون الذل في كل تفاصيل حياتهم اليومية دون أي اكتراث من قبل حكومة النظام ومسؤوليه.

مقالات ذات صلة

"رايتس ووتش": نظام الأسد يواصل استخدام الأسلحة الحارقة في سوريا

أزمة تأمين مازوت التدفئة في دمشق تعود إلى الواجهة

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

اشتباكات بين مجموعات محلية وقوات النظام بريف درعا

سياسي أمريكي يكشف عن قرار ترامب بشأن الانسحاب من سوريا

النظام يعمم على فروعه الامنية قوائم باسماء عشرات المطلوبين من السويداء