بلدي نيوز – ريف حلب (مأمون السيد)
استشهد أكثر من 10 مدنيين وجرح العشرات جراء قصف طيران التحالف الدولي والطيران الروسي أحياء متفرقة في منبج، هذا القصف الذي نشر حالة من الذعر بين الأهالي وشلّ الحركة المرورية في المدينة.
ريف حلب الشرقي هو المنطقة التي يبدو أن الولايات المتحدة، قررت دفع "قوات سوريا الديموقراطية" تجاهها، بعد حملة تضليل وتشتيت استراتيجي كبيرة للتمويه، حيث دُفِعَت "قسد" بداية باتجاه شمالي الرقة لتنفيذ مجموعة عمليات محدودة لصرف الانتباه عن منبج، ترافقت تلك العملية بمجموعة تصريحات إعلامية كبيرة من طرف التحالف وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بأن معركة الرقة على وشك البدء، وأنها ستحرر المنطقة من "الارهاب" لتضيف "قسد" أنها ستضمها تلقائياً إلى الدويلة الكردية التي تعمل على تشكيلها، في محاولة لتأكيد أنها (الهدف التالي) وجذب الأنظار إليها.
تشير التقارير إلى اقتراب معركة منبج، كبرى مدن ريف حلب الشرقي ومعقل التنظيم الرئيسي بريف حلب، فيما ينشغل التنظيم بمعاركه مع الثوار بريف حلب الشمالي محاولاً التقدم باتجاه مارع، لكن الثوار تصدوا له وكبدوه خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
من جهتها، تلوح تركيا بالتدخل عسكرياً شمال حلب، لمنع أي محاولات تقدم وسيطرة لميليشيا "قسد" المدعومة أمريكياً، والتي تمثل الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً، إضافة لطرد تنظيم "الدولة" الذي يشكل خطراً على حدودها، والذي استهدف مناطق جنوب تركيا بالقذائف الصاروخية في أكثر من مرة، راح ضحيتها شهداء وجرحى.
أما ميليشيا "قسد" فتحاول بتغطية نارية من التحالف، إضافة لقوات برية أمريكية التقدم باتجاه منبج، سيما أنها فتحت معاركاً بريف المدينة من أكثر من جهة، فهي تحاول التقدم من جهة سد الشهداء "تشرين" جنوبي منبج، إضافة إلى الالتفاف شرقاً باتجاه قلعة نجم، إضافة لمحاولة تقدمها باتجاه قرية العمارنة قرب جرابلس.
ويمهد طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمعارك "قسد" مدمراً البنية التحتية للمنطقة، حيث دمر الطيران جسر قرية عون الدادات بالكامل بعد استهدافه بأكثر ستة صواريخ، فجر اليوم الأربعاء، الأمر الذي ينعكس سلباً على المدنيين في المنطقة خلال المعارك وبعدها.
ويعتبر جسر "عون الدادات" آخر الطرق البرية الواصلة بين جرابلس ومنبج، سيما بعد قصف طيران التحالف جسر قره قوزاك وجسر الشيوخ، العام الماضي.
من جهة أخرى، يتوجه اهتمام تنظيم "الدولة" إلى صد محاولات تقدم "قسد" من الجهة الجنوبية والشرقية على منبج، في الوقت الذي اندمجت فصائل ثورية -يعود بعضها إلى مناطق بريف حلب الشرقي- تحت جسم عسكري واحد بريف حلب الشمالي لرد هجوم تنظيم "الدولة" على مارع، وتوعد قائدها بقلب موازين القوى شمالي حلب، ودحر تنظيم الدولة من المناطق التي سيطر عليها مؤخرا.
الفصائل الثورية التي توحدت، تستطيع أن تستغل انشغال تنظيم "الدولة" في معاركه مع "قسد" والتقدم إلى ريفي حلب الشمالي والشرقي، في حال تلقت دعماً جوياً مثل الذي تتلقاه ميليشيات "قسد".
يذكر أن هناك توقعات بتدخل بري من تركيا أو بدعم فصائل ثورية للتقدم وإحكام السيطرة على المنطقة قبل تقدم "قسد" إليها.
وفي هذا الصدد، قال نائب رئيس الوزراء التركي والناطق باسم الحكومة، نعمان كورتولموش إن بلاده طرحت خطة عسكرية على الولايات المتحدة بهدف شلّ حركة تنظيم الدولة على طول المناطق الواقعة بين جرابلس ومارع شمالي شرقي حلب.
وأضاف كورتولموش خلال مؤتمر صحفي "إن تركيا ستقوم بما يجب من أجل شلّ حركة المنظمات الإرهابية على طول المناطق الواقعة بين جرابلس ومارع في ريف حلب، نظراً للتهديدات التي تواجهها تركيا من المنظمات الإرهابية الناشطة في المنطقة".
وجاءت تصريحات كورتولموش بعد ساعات من طرح تركيا على الولايات المتحدة الأمريكية، فكرة إجراء عملية عسكرية مشتركة تتضمن دعم المعارضة المعتدلة والتوجه بعد ذلك إلى الرقة بشرط عدم مشاركة "حزب الاتحاد الديمقراطي" فيها.
وكان وزير الخارجية التركي، قد قال في تصريحات منذ أيام، إن بلاده حذرت الولايات المتحدة من مغبة التعاون مع "ب ي د"، مضيفًا "إلا أن واشنطن وموسكو فضلتا دعم التنظيم الإرهابي".
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جون كيربي، يوم الثلاثاء، إن بلاده تتعاون بشكل وثيق مع تركيا لمكافحة تنظيم "الدولة"، إلا أنها ستستمر في دعم ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
واعتبر أن ميليشيات "سوريا الديمقراطية"، لا تتكون من الأكراد فقط، لأنها تضم داخلها الكثير من المكونات المختلفة، بما في ذلك العرب".
وجدد كيربي، تأكيده أن تركيا شريك مهم لبلاده، وحليف قوي لحلف شمال الأطلسي "ناتو" في المنطقة، مضيفاً "كما هو الحال مع جميع الدول الحليفة لنا، نحن مستمرون في التعاون مع تركيا لمكافحة تنظيم الدولة".