بلدي نيوز – حلب (زياد الحلبي)
أصدرت "غرفة عمليات مارع"، اليوم الأحد، بياناً ذكرت فيه الأحداث الأخيرة التي جرت في بلدة مارع والقرى المحيطة بها خلال اليومين الماضيين، إثر المعارك مع تنظيم "الدولة" وسيطرة الأخير على قرى عديدة شمال مارع وفصلها عن مدينة اعزاز الحدودية أكبر معاقل الثوار شمالي حلب.
وجاء في البيان "بعد هجوم التنظيم على قرى كالجبرين وكفر كلبين والسيطرة عليهما بعد معارك عنيفة مع الثوار، راسلت سوريا الديمقراطية الثوار لفتح طريق آمن وعبور للمدنيين باتجاه إعزاز شمال مارع عن طريق تل رفعت، لكن الأخير نقض الاتفاق واحتجز المدنيين ونقلهم إلى قرية أبين ثم أرسل وفداً ممن يسمى نفسه بـ"جيش الثوار" ليفاوض الثوار بمارع على المدنيين المحتجزين، في الوقت الذي كان يحضر تنظيم الدولة للهجوم على مارع".
وقال القيادي في الجيش الحر، مروان الكردي لبلدي نيوز "يحاول تنظيم الدولة منذ أكثر من عامين بسط سيطرته على المدينة محاولاً اقتحامها من أكثر من جهة، مستخدماً عشرات المفخخات للسيطرة على المدينة دون جدوى".
وأضاف "يهدف التنظيم من هجومه على مارع إلى بسط سيطرته على ثاني أكبر معقل للثوار في ريف حلب الشمالي، وثاني مركز من حيث الأهمية بعد إعزاز الحدودية، ولاحتوائها على أشرس المقاتلين من الجيش الحر، فالسيطرة على مارع والقضاء على الجيش الحر فيها يسهل للتنظيم السيطرة على بقية القرى والبلدات الأخرى تلقائياً".
وتابع "اضطر الثوار في اليومين الأخيرين إلى القبول بمفاوضات مع سوريا الديمقراطية بخصوص تسليم قرية الشيخ عيسى مقابل تأمين طريق آمن لمن يريد الخروج من مارع باتجاه إعزاز، وكان القبول تحت الضغط الكبير الذي مارسته الميليشيا على الثوار".
وأشار إلى أن "الثوار يعتبرون سوريا الديمقراطية عدو يجب قتاله كقتال تنظيم الدولة وقوات النظام وما حدث من مفاوضات كان تحت الضغط الكبير بهدف الحفاظ على أرواح المدنيين وتأمين خروجهم بطريقة سليمة".
في المقابل، يحاول تنظيم "الدولة" القضاء على وجود الثوار وبسط سيطرته على بلدة مارع ليتفرغ لقتال من تبقى منهم في مدينة إعزاز، والهدف الأول والأخير هو القضاء على وجود الثوار في ريف حلب الشمالي والوصول لمعبر باب السلامة الذي بات حلما للجميع.
ويرى مراقبون أن هناك تنسيقا واضحا بين ميليشيا سوريا الديمقراطية وتنظيم "الدولة" بخصوص إنهاء وجود الثوار في ريف حلب الشمالي، فمرة تهاجم ميليشيا سوريا الدمقراطية مواقع الثوار من جهة الغرب، ومرة أخرى يهاجم التنظيم من جهة الشرق، دون وجود اشتباكات بينهم على خطوط التماس مع بعضهم رغم العداوة المعلنة بينهم حتى وصل بهم الأمر وبحجة المصلحة العامة إلى افتتاح طريق تجاري "طريق أحرص" في الفترة الأخيرة، مما يدل على عدم التفكير بموضوع القتال فيما بينهما.
يذكر أن مدينة مارع تعد رمزاً ثوريا لثوار حلب وريفها كونها بلدة الشهيد عبدالقادر الصالح القيادي في الجيش الحر، وتعد من أكثر المدن السورية التي قصفتها قوات النظام وتنظيم داعش والأحزاب الكردية في الشمال السوري وحاولت كل الأطراف المعادية للثورة السيطرة عليها.