بلدي نيوز – حلب (زياد الحلبي)
تعرضت مدينة حلب الصناعية ومنذ انطلاقة الثورة لقصف النظام الهمجي, الذي أتى على البنى التحتية للمدينة من معامل ومشافي ومدارس وجسور ومراكز حيوية أخرى للمدينة.
معامل حلب كان لها نصيب كبير من القصف الجوي والمدفعي, فقد قامت قوات النظام بقصف أهم المناطق الحيوية لمعامل حلب مثل "منطقة الشيخ نجار: سيطرت عليها قوات النظام بعد معارك طاحنة مع الثوار عام 2013 المعارك أدت لتدمير أجزاء واسعة من المعامل ومنها ما خرج عن الخدمة, وأجزاء سرقتها قوات النظام لأن أصحابه لم تحضر لتستلمه، وقسم باشر العمل وفرضت عليه ضرائب باهظة من قبل شبيحة النظام وميليشياته واضطر للإغلاق فيما بعد.المنطقة الصناعية في حي الكلاسة: الواقعة في مناطق سيطرة الثوار وكان لها النصيب الأكبر من القصف ودمرت معظم آلاتها الحديثة".
قصف النظام للمعامل وتدميرها لم يمنع العمال الصناعيين من اختراع آلات خاصة بهم ومتابعة العمل, مصالح ومهن لربما لا توجد إلا في الدول المتقدمة باتت موجودة في حلب الصناعية التي لم تبقِ الحرب منها شيئاً, فقد نشأت فيها معامل لتدوير النفايات بإمكانيات ضعيفة وبآلات صناعة محلية، بسواعد عمال أجبرتهم الحاجة على اختراع آلات لرد الجوع عنهم وعن أولادهم.
محمد ترياكي صاحب معمل تدوير نفايات قال لبلدي نيوز: "فكرة تدوير النفايات جاءت بسبب تراكم القمامة على حواف الطرق داخل مدينة حلب, والذي أدى إلى إصدار غازات وروائح كريهة في الشوارع المكتظة بالسكان، كما وتسببت بالعديد من الأمراض للأطفال ومصابي أمراض الجهاز التنفسي، كانت الفكرة تشجيعاً للعاطلين عن العمل في فرز النفايات(حديد، ألمنيوم، نحاس، نايلون)، وشرائها منهم والاستفادة منها كمواد خام لصناعة العديد من التجهيزات المنزلية وغيرها".
وأضاف: "قمنا بإنشاء عدة معامل للتدوير محمية وغير مكشوفة في مدينة حلب, بدأ الشباب العاطلون عن العمل بمباشرة جمع النفايات وفرزها وبيعها لنا، وأصبح لديهم دخل دائم من خلال العملية، وتحفيز لعدم رمي النفايات في الشوارع حتى باتت أنظف مما سبق, كما ضمت المعامل المئات من العمال واحتضنتهم بأجور تمكنهم من العيش بكرامة دون الحاجة لمصادر رزق مجحفة".
وعن أهم المشاكل التي تواجه العمل قال ترياكي: "نواجه العديد من المشاكل أهمها تأمين المحروقات التي أصبحت من النادر جداً وجودها في الأسواق وإن وجدت فأسعارها باهظة, ووكذلك صعوبة العمل على الآلات التي نعمل عليها لأنها آلات بدائية من صنع أيدينا".
عماد صوراني عامل في معمل لتدوير النفايات، قال لبلدي نيوز: "المعمل الذي أعمل فيه يستقبل أكثر من 50 عاملاً أغلبهم كان عاطلاً عن العمل, اليوم أصبح لنا راتب يغنينا عن السؤال", وعن طبيعة العمل أضاف العمل: "بعد أن يقوم العمال بجمع النفايات من شوارع مدينة حلب وإلقائها في مكبات مخصصة, تفرز المواد كل منها على حدا، وُتنقل كل منها للمعامل المخصصة لتبدأ عملية التدوير وإرجاع المواد إلى أصلها الخام وبيعها لمعامل التصنيع".
يذكر أن معامل مدينة حلب الصناعية ورغم قلة الإمكانيات تحاول وبجهود عالية مع الثوار تفعيل الحياة الصناعية في المدينة وجذب العمال والصناعيين كل منهم إلى مهنته في محاولة لإعادة روح العمل الصناعي لعاصمة البلاد الاقتصادية.