بلدي نيوز - (خاص)
"لم أكن أتخيل يوما أنني سأصبح تاجر عسل على الرغم من فقري وعدم قدرتي على الحركة منذ ولادتي جراء إصابتي بشلل العمود الفقري، لا أذكر من طفولتي إلا وأنا على كرسي تحول مع الوقت إلى جزء مني؛ جسديا ونفسيا، وأبي يدفعني من الخلف حيث يشاء"، بهذه العبارات يصف الشاب "عمير" بداياته.
وأضاف في حديث لبلدي نيوز: "استمر وضعي على هذا الحال إلى أن أصبحت في العشرين من عمري، أبي يحرك كرسيي ويدفع ثمن طعامي ومستلزماتي بوصفي مقعدا، بالرغم من الفقر الذي عشناه حيث يعمل أبي في مجال البناء وليس لديه أي وظيفة، بالإضافة إلى كون إخوتي الثلاثة هم أصغر مني ولديهم مدارس ومصاريف أخرى".
وعن بداية مشواره في تجارة العسل يقول عمير: "في العام 2016 وأنا جالس في مزرعة بيتنا التي تحوي على مشاتل من البقدونس والنعناع والبصل وبعض أشجار الزينة، رأيت النحل يتجمع في زاوية البيت من جهة البستان، حينها أخبرت والدي الذي طلب أن نترك النحل حتى نهاية الصيف حتى ينتهي من غذائه الكامل الذي يعتمد على الأزهار".
وأضاف: "مع نهاية الصيف ذهبنا أنا ووالدي إلى "شق النحل" واستخرجنا قرابة 3 كغ من العسل الصافي، بلغ سعرهم حينها قرابة 25 ألف ليرة سورية، حيث كان مدخول والدي حينها يعادل مايقارب 50 ألف بالشهر الواحد".
وتابع: "أعجبتني الفكرة بشدة وطلبت من والدي أن أجمع تلك النحلات وأضعها في خلية، وعمدت إلى شراء خلايا نحل إضافية بالتقسيط من أحد التجار، ليصبح لدينا قرابة 15 خلية مع حلول العام 2020، ومعها زاد حجم عملي وبات لدي دخل مادي بمئات آلاف الليرات، حتى أصبحت تجارتي هي مصدر الدخل الرئيسي لعائلتي، وشعرت رغم عجزي بقدرتي على إعالة أسرتي السليمة".
وختم حديثه بالقول: "أصبحت المحال التجارية في ريف حلب الغربي وكثير من السكان يعتمدون على العسل الذي أبيعه لهم في المواسم الثلاثة وتمكنت من بيع العسل بالجملة والمفرق".
هذه قصة "عمير حاج جمعة" من قرية الجينة بريف حلب الغربي الذي كسر حاجز الإعاقة وأصبح يكسب رزقه ويعيل أسرته في ظل الحرب التي انعكست على الجميع جراء قلة فرص العمل وانتشار البطالة لمن هم في صحة جسدية كاملة، الذي برهن على أن الإعاقة لا تقف في وجه العمل والنجاح.