بلدي نيوز- (أحمد عبد الحق)
تشي التحضيرات من جانب النظام المدعوم بروسيا ومحاولة تركيا نشر قواتها على الأرض، بمعركة جديدة للسيطرة على جبل الزاوية وما حوله الذي يعد من أهم المناطق ومفتاح السيطرة على مناطق واسعة.
ومع نشر العديد من النقاط الثابتة بريفي إدلب وحلب الغربي التي شهدت مواجهات حامية وتقدم للنظام على حساب المعارضة، بدأت القوات التركية بالتوسع جنوباً إلى جبل الزاوية؛ المنطقة الاستراتيجية الأبرز التي تخطط روسيا للسيطرة عليها، ومن ثم ريف إدلب الجنوبي كاملاً.
ووصلت مؤخراً تعزيزات عسكرية تركية كبيرة لمنطقة أريحا، وثبتت عدة نقاط في معسكر المسطومة ومنطقة معترم، قبل أن تبدأ بدخول منطقة جبل الزاوية الاستراتيجية والواقعة جنوب الطريق الدولي الرابط بين "حلب واللاذقية" المعروف باسم "M4".
وأنشأت القوات التركية عدة نقاط عسكرية في منطقة تل النبي أيوب، أعلى قمة بجبل الزاوية، والمطلة على سهل الغاب والروج شمال وغرب ومنطقة جبل الزاوية كاملة، وفي منطقة عسكرية قديمة في قرية بزابور بجبل الأربعين، وفي بلدة البارة وكنصفرة وسرجة وإحسم، مع استمرارها بتثبيت تلك النقاط.
وخلال تحرك الأرتال العسكرية التركية في جبل الزاوية، صعد الطيران الحربي الروسي من غاراته الجوية على مناطق تحرك هذه الأرتال، واستهدف أكثر من مرة طريق عبورها أو المناطق القريبة منها، بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي للنظام على البارة وإحسم وكنصفرة، خلفت إصابات بين الجنود الأتراك.
وتأتي أهمية جبل الزاوية كونه منطقة جبلية مرتفعة تتمتع بموقع استرتيجي تمتد من ريف إدلب الجنوبي حتى منطقة أريحا شمالاً، وتطل قرى الجبل التي تبلغ تعدادها قرابة 35 قرية وبلدة على الطريق الدولي "حلب دمشق" ومعرة النعمان من الجهة الشرقية، وعلى الطريق الدولي بين "حلب واللاذقية" وأريحا والذي يحكم الجبل من الجهة الشمالية، في حين يطل على سهل الغاب وجبال اللاذقية من الجهة الغربية.
ويمتاز بثقل شعبي ثوري كبير كان منذ بدايات الحراك الشعبي ملاذا للثائرين الذين قاتلوا النظام وأخرجوه من جبل الزاوية، قبل أن يكون منطلقاً لعمليات التحرير في كامل مناطق ريف إدلب، علاوة عن الرمزية الثورية الكبيرة التي يتمتع بها "جبل الزاوية".
وترغب روسيا بالسيطرة على الطرق الدولية الرابطة بين حلب ودمشق واللاذقية، وقد أتمت السيطرة على الطريق الأول من خان شيخون إلى معرة النعمان وسراقب وصولاً لمدينة حلب، في حين تروج للسيطرة على الطريق الرابط مع اللاذقية من سراقب حتى جسر الشغور مروراً بأريحا وصولاً لريف اللاذقية.
وفي حال تمكنت روسيا من السيطرة على الطريق الدولي "M4" فإن ذلك يعني سيطرتها على مدن استراتيجية إضافية هي أريحا وكفرنبل وجسر الشغور، وتحكم الطوق على سهل الغاب وبالتالي تحصر المناطق المحررة من الطريق الدولي حتى الحدود التركية شمالاً.
وتتبع روسيا سيناريوهات مشابهة لما قامت به في المناطق التي سيطرت عليها، مهدت لذلك سابقاً في تهجير سكان جبل الزاوية والريف الجنوبي، بهدف الالتفاف على المنطقة الجبلية من جهتي سراقب وسهل الغاب، لتجنب المواجهة المباشرة في المناطق الجبلية الممتدة من الطريق الدولي شمالاً حتى ريف حماة الغربي جنوباً.
وتتصاعد المواجهة بين تركيا وروسيا في إدلب بشكل غير مباشر، مع فشل جميع الاتصالات الرئاسية والوفود الوزارية للتوصل لحل ينهي التصعيد في المنطقة، والذي ضاعف من الأزمة الإنسانية، وخرق الاتفاقيات ودفع الأتراك للإسراع في تعزيز قواتها بالمنطقة رغم التصريحات المشتركة عن عدم وجود نية صدام مباشر بين قوات البلدين.