اللاجئ السوري في مواجهة العنف المجتمعي والتجاهل السياسي في لبنان - It's Over 9000!

اللاجئ السوري في مواجهة العنف المجتمعي والتجاهل السياسي في لبنان

بلدي نيوز - (عمر يوسف)

تلفح نيران العنصرية اللاجئ السوري من قبل البعض في لبنان، مما يزيد في آلامهم ومعاناتهم جراء النزوح وغلاء المعيشة، ليزداد الطين بلة نتيجة التعنيف على أسس عنصرية بغيضة، وصمت وتجاهل من قبل الحكومة والأمم المتحدة إزاء هذه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها السوري هناك.

"جيهان" سيدة سورية تعرض ولديها لاعتداء وسلب بقوة السلاح، لدى ذهابهما إلى العمل، حيث أقدمت مجموعة من "الزعران" على سلب ما بحوزتهما من مال وهواتفهم محمولة قبل أن ينهالوا عليهما بالضرب.

تقول "جيهان" إنها توجهت وأولادها إلى محفر الشرطة لتقديم شكوى بالواقعة والاعتداء، لكنها فوجئت برفض الدرك اللبناني ومطالبتها بمبلغ من المال لقاء فتح الضبط، وأكدت أنهم لم يحركوا ساكنا رغم مشاهدتهم الولدين ينزفان جراء الاعتداء.

وتضيف أن ولديها باتا حبيسا المنزل خوفا من تكرار الحادثة، وطالبت بإنصاف اللاجئين السوريين في لبنان والنظر في معاناتهم اليومية نتيجة العنصرية والاعتداءات المتكررة.

وتشير اللاجئة السورية إلى أنها تمتلك ملف إعادة توطين لدى الأمم المتحدة في لبنان، وتقول: "الملفات لا تتحرك ولا يتم النظر بها دون تقديم رشاوى مالية تصل إلى ألفي دولار أمريكي لكل شخص".

حكاية "رجاء" اللاجئة أيضا في لبنان تتشابه في تفاصيلها مع معاناة "جيهان"، فهي أم مكلومة وحزينة نتيجة الاعتداءات التي طالت طفليها دون محاسبة من أي طرف رسمي في لبنان.

وتروي رجاء كيف أصيب ولدها الأول عندما صدمته سيارة وهو يقود دراجته الهوائية، ما تسبب بإصابته بجروح وكدمات شديدة، لكن المفاجأة أن المعتدي وبعد أن اكتشف أن الطفل سوري الجنسية، احتجزه ومنعه من الرحيل دون دفع مبلغ قدره 300 دولار أمريكي.

وتشير "رجاء" إلى أن ابنها "سفيان" أخبر صديقه أن يجلب المال مقابل إطلاق سراحه من الرجل الذي يحتجزه.

أما طفلها الثاني محمد، فقد أقدم شاب لبناني على كسر أسنانه بعد أن اكتشف أنه سوري، وتعرض للتعنيف داعيا إياه للرحيل إلى سوريا، لدى ذاهبه لشراء بعض حاجيات المنزل كما تقول "رجاء".

وتؤكد الأم أن طفلها محمد هددها بأنه سوف ينتحر جراء تعرضه للتنمر والاعتداءات ومنع والدته له من الخروج خشية تعرضه للاعتداء من جديد.

إزاء هذا الوضع المضطرب يلجأ السوريون في لبنان إلى الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة في بيروت، رفضا لتجاهل حقوقهم بإعادة التوطين والتنديد بالممارسات العنصرية التي يتعرضون لها كل يوم، في جو مشحون بالكراهية في لبنان.

مقالات ذات صلة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

إسرائيل تعلن اعتراض "مسيرة" انطلقت من الأراضي السورية

إسرائيل تكشف عن الأهداف والمواقع التي استهدفتها في القصير بريف حمص

"الائتلاف الوطني": سوريا غير آمنة ويجب حماية السوريين العائدين من لبنان

غارات إسرائيلية على القصير بريف حمص

"رايتس ووتش" تؤكد تعرض العائدين من لبنان للانتهاكات على يد النظام السوري