بلدي نيوز – (حسن عبيد)
بدأت الميليشيات الإيرانية على امتداد الجغرافية السورية بتعزيز تواجدها في عدد من المناطق وتغيير مواقعها في أماكن أخرى، ورفع جاهزية للقوة الصاروخية في قواعد عدة.
وأفادت مصادر خاصة لبلدي نيوز -تراقب تحركات الميليشيات الإيرانية على امتداد الجغرافية السورية- بأن الميليشيات الإيرانية في الأكاديمية العسكرية ومدفعية الراموسة داخل مدينة حلب انسحبت إلى مناطق في محيط المدينة وقواعدها العسكرية في قاعدة جبل عزان العسكرية والسفيرة ومعامل الدفاع جنوب حلب، ورفعت جاهزية منظوماتها الصاروخية والمدفعية المتواجدة هناك.
وأضافت المصادر أنَّ الميلشيات استقدمت تعزيزات عسكرية من مناطق دير الزور والبوكمال إلى داخل بلدة الحاضر وسد شغيدلة بريف حلب الجنوبي، ومن ثم وزعت قسما آخر من تلك التعزيزات باتجاه مطار أبو ظهور العسكري بريف إدلب الشرقي.
وقالت المصادر، إن الميليشيات الإيرانية استقدمت تعزيزات عسكرية إضافية من العراق باتجاه قاعدة الإمام علي في منطقة القائم وإلى الميادين، ومن ثم سحبت قواتها العسكرية من بادية دير الزور وحمص الشرقية باتجاه القاعدة نفسها أيضا، وذلك في إطار تغيير المواقع تحسبا لهجوم جوي من قبل التحالف الدولي ولتقليل الخسائر البشرية والمادية في حال حصول الهجوم.
وقال النقيب أمين، قائد غرفة عمليات الراشدين سابقا غرب حلب، إن مقتل قاسم سليماني أربك الميليشيات الإيرانية في سوريا، مما أدى إلى تأجيل موعد العمليات العسكرية لقوات النظام والميليشيات الإيرانية باتجاه مناطق سيطرة فصائل المعارضة غرب مدينة حلب، لشهر شباط/فبراير القادم، وذلك بسبب سيطرة تلك الميليشيات الإيرانية على نقاط التماس مع فصائل المعارضة في محيط المدينة.
وأضاف أمين "في حال قررت قوات النظام والميليشيات الروسية التقدم في محيط مدينة حلب؛ فإنها ستحتاج لوقت إضافي ريثما تثبت مواقعها وتستقدم تعزيزات إضافية من مناطق جنوب إدلب التي تتكبد فيها خسائر بشرية كبيرة هناك جراء المعارك الدائرة مع فصائل المعارضة.
وختم حديثه، بالقول، إن روسيا تحاول جر الميلشيات الإيرانية في محيط مدينة حلب لمعاركها ضد فصائل المعارضة بغية الاستفادة من عناصر تلك الميليشيات الإيرانية المدربة والتي لم تشارك في معارك كبيرة ضد فصائل المعارضة منذ فترة طويلة.
جنوب سوريا مقابل إدلب
وقالت مصادر مطلعة لإيران إنسايدر، إن إيران اشترطت على روسيا التخلي عن درعا والقنيطرة (جنوب سوريا)، ومساعدتها بالكشف عن المواقع التي تريد إسرائيل قصفها ومحاولة عرقلتها مقابل المشاركة في معركة إدلب (شمال غرب سوريا) ضد فصائل المعارضة السورية.
وأضافت المصادر، أن موسكو تريد حسم معركة السيطرة على الطريقين الدولي "M4 وm5"، الواقعين تحت سيطرة المعارضة السورية، وتواجه صعوبات بالتقدم جراء اعتمادها على ميليشيات محلية تعرضت للاستنزاف طيلة الأشهر الماضية وليس لديها القدرة على حسم معركة بحجم معركة إدلب.
ونوهت المصادر أنه بالفعل بدأت إيران زج بعض الميليشيات التابعة لها في معارك السيطرة على معرة النعمان بريف إدلب، فيما يبدو أنه رضوخ روسي لطهران والسماح لها بتعزيز سيطرتها في كل من درعا والقنيطرة القريبتين من الحدود مع إسرائيل.
وضمنت روسيا اتفاقا للمصالحة بين النظام السوري وفصائل المعارضة في كل من درعا والقنيطرة، وبدأت بتشكيل ميليشيات محلية من فصائل المعارضة سابقا بهدف بسط السيطرة على جنوب سوريا، إلا أن هذه الخطوة أزعجت إيران التي تعمل طيلة السنوات الماضية على التموضع في المنطقة لقربها من الحدود مع إسرائيل، وجعلها قاعدة متقدمة لعملياتها في سوريا.