وحوش في عفرين! - It's Over 9000!

وحوش في عفرين!

بلدي نيوز – ياسر الأطرش

حتى الوحوش لا يمكن أن تفرح بالقتل كما فرح مقاتلو ميليشيا قوات "سوريا الديمقراطية"، وهم يستعرضون بطريقة بربرية جثث "قتلى" ثوار تل رفعت، الذين حاولوا استرجاع بلدتهم من سطوة هؤلاء الذين يمارسون التهجير والعقاب الجماعي بحق سكان القرى والبلدات العربية في المناطق التي يسيطرون عليها.

أفعال هذه الجماعة الانفصالية الشوفينية، تؤكد بلا حاجة لتجشم جمع أدلة، أنها ليست سورية وليست ديمقراطية، وما تستّرها وراء هذا العنوان، إلا كتستّر النظام وراء شعارات المقاومة والممانعة.

هؤلاء المتاجرون بمظلومية قومهم، يدعون قومهم اليوم، في عفرين، إلى الرقص على جثث مقاتلين، هم وإن كانوا أعداء لهم، إلا أن قوانين الحرب وأخلاقها وقوانين الإنسانية ووجدانياتها لا يمكن أن تقارب هذا الفعل أو تقترب من اقترافه.

إنها دعوة لشرب الدماء، وإرساء أخلاق الحقد والضغينة والانتقام، وصاحب الدعوة هو الطرف الذي يتشكى ويتظلم جراء إقصائه من مفاوضات جنيف، وهو الذي يزعم حماية المرأة والطفل وحقوق الإنسان، وهو نفسه الذي حمّل "الإنسان" القتيل في شاحنة وعرضه كبضاعة ملوثة أمام أعين الأطفال والنساء!.

والذي يجعل قضية القتيل خاسرة، كالعادة، أمام المجتمع الدولي، أن هذه الميلشيات العرقية الشوفينية المجرمة، مدعومة من كل أطراف النزاع الدوليين، فهي صنيعة الولايات المتحدة وربيبة روسيا الفاشية، ولن يعدو الأمر عندهؤلاء وأشياعهم، قضية اقتتال بين طرفين "معارضين"، وهذا بالفعل ما بدأت تضخه وسائل إعلام عالمية ومحلية محسوبة على رعاة الديمقراطية الدوليين.

إنه ليس فعلاً حربياً بكل تأكيد، فالرسالة العسكرية انتهت بانطواء فصول المعركة وانتصار من انتصر، بل هي رسالة سياسية وحشية، أرادت الميليشيا الشوفينية رفعها إلى أكثر من جهة داخلياً وخارجياً، فرسالتهم إلى النظام أننا معكم في خندق واحد ضد الثوار الذين يشكلون خطراً حقيقياً ممتداً على وجودكم ومطامعنا، ورسالتهم إلى الأتراك مفادها أننا سنمارس الإرهاب بحقكم وحق من نعتبرهم حلفاءكم في سوريا، ورسالتهم إلى "قومهم" ممن يناهضونهم، وهم الأكثرية الكردية، أن هذا مصير كل من يقف في وجه مشروعنا، كائناً من كان، حتى لو كان من أبناء جلدتنا وذوي القربى.

وتبدو "شاحنة الموت" اليوم ليست مجرد عابر على طريق، بل عنواناً لمرحلة جديدة من فصول المأساة، اتخذ فيها هذا الفصيل الشوفيني موقع العدو المطلق للآخر القومي والسياسي، جاعلاً من الرقص على جثث الموتى ثيمة للقادم من عهده الدموي، مغلقاً كل باب للحوار أو التصالح مع الآخر.

وثمة شاحنات أخرى على الطريق، سيختلف ركابها باختلاف العدو المتغير – بالضرورة- في الحالة السورية، فهؤلاء قرروا أن يحتلوا هذه الأرض، وكل من سينازعهم إياها سيكون مشروع عدو أكيد، وبالتالي، لن يستمر شهر العسل مع الرعاة، فالركاب القادمون، ربما كانوا من حلفاء اليوم، لشريك لا يؤمن إلا بأكل شركائه، كلٌّ وفق ما تدعو إليه ضرورة الدم، وإمكانية القتل.

 

مقالات ذات صلة

"مسيرة تركية" تستهدف سيارة لقوات "قسد" شمال حلب

شهيدان من درعا في معتقل صيدنايا

وسائل إعلام تركية.. اجتماع لروسيا والنظام و"قسد" وميليشيات إيران في تل رفعت

وضع حلب تحت حماية دولية.. الكشف عن محاور نقاش بوتين وأردوغان المقبل

"الوطنية للتحرير" تكشف سبب خروج "صقور الشام من تشكيلاتها

اشتباكات بين الجيش الوطني و"قسد" شمال حلب