بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
هاجم سفير النظام السابق في الأردن، اللواء بالنظام "بهجت سليمان"، أبناء رفعت اﻷسد على خلفية اتهام "دريد اﻷسد" له بالخيانة والدجل، حيث دار سجالا حادا بينهما عبر صفحاتهم الشخصية في فيسبوك.
ألفاظ نابية
استخدم "بهجت سليمان" ألفاظا نابية في منشوره على موقع فيسبوك "على من تقرأ مزاميرك يا (ضُرَيْطْ )؟!"، واصفا "رفعت باللا أسد"، واتهم "دريد رفعت اﻷسد" بالمزايدة على وطنية "حافظ وبشار اﻷسد".
ويبدو أنّ "بهجت سليمان" لم ينبر للدفاع عن سيده "حافظ اﻷسد" وابنه بشار، دون مقابل فقد ذكر بدوره في كشف محاولة رفعت اﻻنقلاب على شقيقه في ثمانيات القرن الفائت، وقال؛ "ويجهل هذا الصبي بأن (بهجت سليمان) ومنذ 37 عاما، في أواخر عام 1982، كان أول من كشف تآمر أبيه، وقام بإعلام القائد الخالد بذلك.. وعلى إثرها وبسبب ذلك، قام (رفعت) بطرد (بهجت سليمان) من (سرايا الدفاع) وجرى ركنه في (رابطة خريجي الدراسات العليا.. إلى أن أعاد له القائد الخالد اعتباره، بعد إخراج (رفعت) من سوريا عام 1984".
وسبق أن هدد دريد رفعت الأسد، بهجت سليمان من التدخل في شؤون عائلة الأسد، وتوعده بجدعه وبتره من جذوره إن تجرأ على حشر أنفه بين أبناء العمومة. وكان وصفه في منشور له بـ"مسيلمة الكذاب والوصولي الغدار".
ودخل الصراع بين "آل اﻷسد" مرحلة شبه علنية، بعد بقاء الاستفزازات والفضائح محصورة على صفحات فيسبوك، وتراشق اﻻتهامات التي مدارها "الفساد" محصورا بين العائلة، بدأها أبناء رفعت اﻷسد، دريد وفراس.
واكتسبت رسائل دريد وأخيه فراس أوﻻد رفعت اﻷسد، أهمية خاصة لدى الرأي العام السوري، فقد ألهبت حربا كشفت الكثير من خفايا وفضائح دارت ضمن أروقة "آل اﻷسد"، وإن كان ﻻ يعلم مدى صحتها.
وتولى ﻷول مرةٍ موقع "صاحبة الجلالة" الموالي، متابعة الملف، لكنه هذه المرة نقل عن اللواء بهجت سليمان، سيء السمعة، على صفحته الشخصية الفيسبوك، ما وصفه ردا على حكايات وفبركات وأكاذيب دريد ابن رفعت الأسد.
وجريا على عادة أزﻻم النظام استخدمت العبارات والشتائم التي تنم عن طبيعة، وشكل العلاقة داخل المنظومة التي تحكم وفق بعض التعليقات على صفحة "صاحبة الجلالة".
واستغرب عددٌ من المتابعين للصفحة انتقال الملف إلى العلن، وبهذه الطريقة التي تحمل "فضائح" من وصفوهم بآل "الوحش"، في حين بقيت الصراعات لسنوات طويلة مجرد إشاعات أو تسريبات، ﻻ يعرف الكثير من صحتها إﻻ المقرب من اﻷسرة.
سر الصحوة!
والملفت؛ توقيت الصحوة وكشف المستور في هذه الظروف التي تمرّ بها عائلة اﻷسد، ما يفرض إحدى نظريتين؛ اﻷولى، إبعاد اﻷنظار عن تصعيد قوات النظام في الشمال السوري وما تبعه من قتل وتشريد بحق المدنيين، من جهة أخرى، يمكن اعتبارها فرصة ذهبية لتعويم شخصيات جديدة من ذات العائلة، بعد أن ركنت في عتمة الذاكرة والتهميش.
وتبقى تلك مجرد فرضيات، تثير الشكوك، وتطرح سؤالاً عن خلفيات صحوة الضمير!
صراع داخلي مؤثر
ومن البديهيات التي يدركها السوريون أنّ صراع "آل اﻷسد" لم يكن داخليا محضا، فقد جر الويلات للدولة، بداية من تدهور اﻻقتصاد، إلى القبضة اﻷمنية المشددة.
وقسّم الصراع بين أبناء العم في مرحلة ما البلاد إلى معسكرين، موال لحافظ وآخر لرفعت، وبرزت مقولة؛ "سوريا مزرعة آل الأسد وحاشيتهم".
أياد خفية تلعب
ومن الراجح أنّ أياد خفية حركت الساكن، وأثارت ملف الفساد، ولا يمكن التكهن ومعرفتها لكنها ﻻ تخرج عن إحدى الحليفتين "موسكو وطهران"، وهي بالمحصلة؛ إمّا إحدى أوراق الضغط على "بشار اﻷسد" وتهديده بإزاحته لصالح أحد أبناء عمومته، وإمّا أنّ خلف الكواليس سعيا دوليا لتعويم شخصيات تدريجياً ﻻ تخرج من دائرة العائلة التي قدمت خدمات جليلة للغرب.
لم ينتهِ الصراع
ومن المتوقع أنّ مزيدا من الفضائح في الطريق، ستخرج تباعا، يؤكدها كلام "بهجت سليمان" في نهاية منشوره، حين قال؛ "ولدينا الكثير الكثير مما لم نقله في هذا المجال... ف ( تَضَبْضَبْ ) أيها الصبي".
وبالمجمل؛ خلقت تلك الرسائل بعيدا عن صحتها ومضمونها، بلبلة، سيكون لها مفرزاتها المستقبلية، التي ستحدد شكل البلاد وقيادته من طرف المجتمع الدولي بناء على مصالحه.