بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر)
تعد السيطرة على قرية خربة الناقوس في سهل الغاب بريف حماة الغربي، نقلة نوعية في وخطوة مهمة في معارك الثوار مع قوات النظام كونها خط الدفاع الأول عن القرى الموالية، وإحدى مصادر القصف على منازل المدنيين على الرغم من سريان الهدنة.
وتبعد قرية خربة الناقوس ما يقارب 6 كم عن معسكر جورين أهم معاقل قوات النظام وميليشياته في سهل الغاب، وبتحريرها أصبح المعسكر تحت مرمى نيران الثوار، بعد أن كان له الدور الرئيس في القصف على قرى ريف حماة الشمالي وجبل الزاوية وجسر الشغور بريف إدلب، ويعتبر مركز لإدارة العمليات في المنطقة ويوجه الحواجز القريبة لقصف منازل المدنيين.
وشهدت الفترة الماضية قصفاً مكثفاً من المعسكر براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على ريف جسر الشغور الغربي والمدينة نفسها، فضلاً عن قصف قرى سهل الغاب بشكل يومي على قرى سهل الغاب على الرغم من سريان وقف إطلاق النار، الأمر الذي دفع الثوار للرد على مصدر القصف وكسر تحصينات قوات النظام للوصول إلى المعسكر الذي تسبب بنزوح آلاف المدنيين، وعطل الحياة الزراعية كون المنطقة تعتبر سلة غذائية مهمة في المنطقة خلال الفترة الماضية.
وبتحرير قرية خربة الناقوس والنقاط المحيطة بها، بات الطريق مفتوحاً باتجاه القرى الموالية، أصبحت المواجه بشكل مباشر بين قوات النظام وميليشياته في قرى جورين وعين سليمو وبلدة شطحا، حيث تعتبر هذه القرى خزاناً بشرياً لرفد قوات النظام من ميليشيا "الدفاع الوطني"، فضلاً عن وقوعها في منطقة استراتيجية وفيها معسكر جورين الذي يعوّل عليه موالو الأسد كثيراً لمواجهة الثوار.
ولعل المعارك الأخيرة شهدت تحولاً نوعياً في الخطط العسكرية للثوار، حيث حيّدوا سلاح الطيران فلم تستطع طائرات النظام أن تغير في مجريات المعركة، كون الاشتباكات دارت في مسافات قريبة جداً، منعت الطيران من قصف مواقع الثوار، فاتجه إلى المناطق المحررة في مدينة جسر الشغور وريفها وشن عشرات الغارات أثناء المعركة.
ومن الأمور التي ساعدت في كسر خط الدفاع الأول عن القرى الموالية في سهل الغاب نسف الجسر المؤدي من جورين وقرية القاهرة إلى قريتي الحاكورة وخربة الناقوس، لقطع طريق إمداد قوات النظام.
يبدو أن الثوار فضلوا إيقاف المعركة مؤقتاً كي يصبح الطريق مفتوحاً أمامهم نحو الخط الأهم في محافظة حماة من جهة ولإزالة قوات النظام من قلب القسم الشمالي من سهل الغاب من جهة أخرى لتصبح القرى والبلدات التي تقع شرق العاصي جميعها محررة، فضلاً عن الرد على مصادر النيران إذ أصبح بإمكان الثوار نصب أسلحتهم الثقيلة والرشاشة على الطرف الشرقي مباشرة لنهر العاصي دون أي حائل بين الاسلحة والهدف المتمثل في معاقل قوات النظام في القرى الموالية.