بلدي نيوز
وجه القيادي في تحرير الشام والإداري العام في جيش عمر بن الخطاب والمسؤول العام لكتلة حلب "أبو العبد أشداء"، أمس الثلاثاء، خطابا إلى "هيئة تحرير الشام" في كلمة مصورة تحت عنوان (كي لا تغرق السفينة).
واستهل القيادي كلمته باستعراض سبب نشره الكلمة الأخيرة، "بعد يأسه من النصح لكيان القائد للهيئة، وأن الفترة التي تم فيها تشكيل هيئة تحرير الشام هي الحاجة لتشكيل كيان عسكري جامع في المناطق المحررة بعد تهجير مدينة حلب، وبعد ثلاثة سنوات من تشكيل الهيئة حصلت العديد من التطورات التي أكدت أن النتيجة الأخيرة التي وصلت إليها المناطق المحررة مرتبطة بـ التفاهمات الدولية بين تركيا وروسيا ولم تستطع تحرير الشام رغم توفر كل مقومات النجاح على تغيير الخضوع للتفاهمات الدولية كمحصلة نهائية بسبب استمرارها بالعمل بطريقة تقليدية والتقصير من قبل قيادتها والذي عزاه إلى عدة أسباب.
وذكر القيادي، أن أهم الأسباب أن "الهيئة" لم تعد "مشروع أمة ولا مشروع منهج أو جماعة أو تيار بل استبد بها أشخاص وحولوها لحقل تجارب شخصية كمجالس الشورى الصورية والحكومات والإدارات التي بنيت على أساس أن من يخالفهم يتم تهميشه أو عزله أو تسفيهه ومحاربته.
وتابع أن من الأسباب؛ النظرة السطحية من قيادة الهيئة للمعركة وعدم إدراك تغيير طبيعة المعركة لدى العدو من أهم أسباب ضعف التطوير العسكري، حيث لم يتم تفعيل العمل الحقيقي خلف خطوط العدو، ولم يصبح الردع الصاروخي سلاحاً أساسياً في المعركة، وعدم الاكتراث بفتح المحاور المتعددة والغارات وإهمال التحصين والتقنين بالإنفاق على التحصين مقارنة بمدخولها المالي الكبير واقتصار مدخول التحصين على التبرعات من أهالي المحرر على الرغم من علم الهيئة بمحاور معركة النظام وتقصيرها في تلافي عيوب التحصين في المحاور المحددة.
وأشار إلى "تحرير الشام" حولت "الهيئة" إلى مملكة خاصة يتحكم فيها مجموعة ضيقة من أصدقاء وأقرباء وأصهار قادة الصف الأول مع تهميش وإقصاء أصحاب الكفاءات والخبرات حتى أصبحت الهيئة كياناً طارداً للكفاءات حتى خرج منها العديد من الكتل كجيش الأحرار وحراس الدين وكتائب الفتح وأنصار التوحيد وأنصار الدين وغيرهم، وأصبح أميرها الأول أبو جابر هاشم الشيخ خارجها وشرعيها الأول أبو يوسف الحموي خارجها والإداري الاول الدكتور أبو عبدالله الشامي خارجها وأول رئيس حكومة لها بعيداً عنها بالإضافة إلى العديد من الشخصيات والكوادر التي ساهمت بتأسيسها.
وكشف القيادي العديد عن الخبايا داخل بيت "تحرير الشام الداخلي، وتبادل الأدوار والمناصب في حال ورود شكاوى بحقهم، والازدواج بالمناصب وتعددها من قبل رجالاتها كالعمل في "الشورى والقضاء والاقتصاد والتشريع والعسكرة من قبل شخص واحد وفي آن واحد" الأمر الذي أدى إلى انكماش كيان "الهيئة" ونفور القاعدة الشعبية منها واقتصار "عناصر تحرير الشام على المهجرين، بالإضافة إلى تعقيد عودة معظم المقاتلين الخارجين من صفوفها الذين ابتعدوا عنها نتيجة عمليات التضييق".
ولفت "أبو العبد" على سعي "تحرير الشام لتطوير أذرعها السياسية على حساب تطوير الجانب العسكري، وحاربت كل العسكريين المطالبين بفتح الموارد المالية، وإخفاء 95% من موارد مدخولها المادي وإعطاء نسبة 5% للجناح العسكري" وتطفلها على الفصائل الأخرى في عمليات الرباط والتحصين بالرغم من كونه واجب عليها باعتباره تفردت بالساحة والقرار فيها.
وانتقد "القيادي" سعي "تحرير الشام الحثيث عبر مؤسساتها المدنية الرديفة لجمع الضرائب واحتكار تجارة المحروقات واستيراد البضائع لصالح تجار موالين لها، وتعزيز المفصل الأمني على حساب المفصل العسكري وسحب مئات العناصر من المفصل العسكري لرفد المفصل الأمني، وتنصل مؤسسات الهيئة من القيام بواجباتها تجاه موجات النزوح على الرغم من ميزانيتها المالية الضخمة، بل فاقمت من أزمتهم وأصبحت تحاصص المحرر على ما يرد إلى المهجرين من مواد إغاثية ومشاريع عن طريق المنظمات الإنسانية".
وأنهى القيادي حديثه بأن "تحرير الشام لم تقم بواجباتها تجاه حماية المحرر ويجب عليها إصلاح ما قد خربته أيادي وعقول أغلب أصحاب القرار فيها".
ولاقت كلمة الاخير انتشارا كبيرا في أوساط السوريين، حيث تحدث بجميع أوجاعهم ومعاناتهم، في حين اعترضت الكثير من قادة "تحرير الشام" على كلامه الأخير كـَ "مظهر الويس و أبو ماريا القحطاني" وغيرهم وبدأوا بتوجيه سهام التخوين إليه.