بلدي نيوز - (خاص)
عقب سيطرة قوات النظام على مدينة خان شيخون وتمكنها من حصار ريف حماة الشمالي في جيب يحوي مدن "كفرزيتا واللطامنة ومورك" وتوغلها لاحقا في المدن الأخيرة، دخلت وسائل إعلام النظام وإيران وروسيا، وبدأت بإخراج تقارير إعلامية عن المناطق سابقة الذكر.
وتركزت التقارير الإعلامية على المستشفيات التي كانت ضمن الجروف الصخرية في مدينة كفرزيتا واللطامنة، والتقت بعدة مقابلات مع شبيحة مجهولين ليسوا من أبناء المنطقة، وكانت معظم التقارير وحتى وقفات المذيعين تشدد على تكرار عبارة (مشافي ميدانية للمسلحين من صنيعة دول وخبراء أجانب)، بالإضافة إلى وسم المشافي للجهات العسكرية العاملة في المنطقة.
يقول عبدالرزاق القدور المدير الإداري لمشفى الطبيب الشهيد حسن الأعرج (مشفى المغارة سابقا)؛ لبلدي نيوز "جاءت فكرة إنشاء المشافي في الجروف الصخرية بعد تعرض المشفيين الوحيدين في ريف حماة الشمالي (التخصصي والوسام) لعشرات الغارات الجوية من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية بين الأعوام 2013 و 2015، وتدمير المشفيين بالكامل واستشهاد وإصابة العديد من كوادر ومراجعي المشفيين.
وأضاف القدور "أن مديرية صحة حماة الحرة حينها وبإشراف من الطبيب الشهيد حسن الأعرج شرعت بحفر أنفاق ضمن الجروف الصخرية لحماية الكوادر الطبية والمرضى والمراجعين والمعدات الطبية من الاستهداف المتكرر، وإنشاء بيئة آمنة للعمل الطبي بريف حماة بعد تدمير مباني مشافيه".
وأردف؛ إن "مشفى الشهيد حسن الأعرج بدأ العمل فيه خلال الشهر الأول من عام 2015، وأن مخطط المشفى رسمه مهندسون سوريون، وأشرفت على إنجازه ورش محلية من أبناء ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وبوسائط بدائية (كومبريسات هواء ورفوش وعربات)، وأُنجز الجزء الداخلي من المشفى خلال فترة قياسية بلغت عشرة أشهر انطلق بعدها المشفى وباشر عمله، واستمرت الورش بالعمل في الأقسام الخارجية والمستودعات التي انتهت في الشهر السادس من عام 2016".
وأكد القدور أن "المشفى في فترة الإنشاء تعرض لأكثر من عشر غارات جوية، وبعد افتتاحه تعرض لثمانين غارة جوية روسية وأربعين غارة جوية من قبل طائرات النظام، تسببت بإخراجه عدة مرات عن العمل، وتدمير العديد من أقسامه الخارجية، إلا أننا كنا نقوم بإصلاحها وإعادته للعمل".
وبحسب "القدور"؛ فإن معدل العمليات الجراحية والعظمية والداخلية التي قدمها المشفى تراوح بين 50 إلى 75 عملية جراحية شهريا، واستقبل ما يزيد عن 50 مراجعا مدنيا من الأطفال والنساء، قدمت لهم خدمات المعاينة والتحاليل المخبرية والصور الشعاعية والاستشفاء، وأن أكثر فترة توقف خلالها المشفى هي ثلاثة أيام عقب تعرضه لغارات روسية شديدة الانفجار.
وختم القدور حديثه مع بلدي نيوز بتوجيه رسالة إلى إعلام النظام ومتابعيه، بالقول إن "تلويح إعلام النظام في كل مقابلاته التي يجريها مع شبيحته بأنه من صنيعة أيادٍ أجنبيه ما هو إلا دليل نقص وعيب عنده باعتبار مؤسساته تعجز عن إنشاء مشفى خلال فترة إنجازه وبظروف أمنية تعاكس تماما الظروف الأمنية التي اُنشأ خلالها المشفى، والأخطار والقصف والغارات التي واكبتنا في فترة الإنشاء والتشغيل، وأن سوريا النظام لا تعرف سوى الخراب والعبودية والفساد فمن الطبيعي أن ينبهروا من عمل قامت به مؤسسة محلية بأيدي عاملين محليين والسعي لتشويه العقل السوري المتحرر من عبوديتهم رغم شح الإمكانيات والخطورة التي واكبت الإنشاء والإعاقات التي تسبب بها طيران نظامهم وحلفائه، وأننا سنعود إليه ونعيد بنائه وافتتاحه مهما طالت سيطرتهم عليه ومهما حاولوا تشويه حقيقته".
يذكر أن قوات نظام وسلاح الجو الروسي، استهدفوا العشرات من المرافق الصحية والطبية ومراكز الدفاع المدني بحماة وبعد سيطرتها على جزء من ريف حماة الغربي وريف حماة الشمالي كاملا أرسلت إليها العشرات من كاميرات الإعلام الموالي لتثبت لكل العالم من حيث لا تدري أن "باني سوريا الحديثة" سعى جاهدا في تدميرها ثم التباكي على أطلال دمارها.