بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
انتشرت مؤخرا في أوساط الشارع ضمن مناطق النظام أحاديث جانبية تناولت "اﻷوضاع السيئة التي يعانيها مقاتلو اﻷسد وجنوده"، والتي بلغت ذروتها اﻷسابيع الماضية.
وأكد مراسل بلدي نيوز، تلك المعلومات التي دفعت الشبان للاستياء ومحاولة التهرب من "خدمة العلم" عبر طرقٍ من بينها التقدم للامتحانات الثانوية أو التأجيل الجامعي.
وبحسب مراسلنا؛ بات موضوع التهرب الدراسي مكشوفا للنظام، ومثار سخرية الشارع الموالي، الذي يقول بعضه "صار العلم شغلة يلي ما لو شغلة".
بالمقابل، تعمد حكومة اﻷسد للتضييق على الطلاب باتخاذ تدابير تقلل من سنوات وفرص التأجيل، لمنع التهرب من الخدمة اﻹلزامية.
ونقل مصدر عسكري في الجيش الحر لبلدي نيوز، أنه تم اعتقال عدد من الشباب من الطائفة العلوية في المعارك اﻷخيرة، وأجمعوا على أنّ المعاملة ضمن قطعاتهم سيئة.
وكشفوا عن فساد الضباط وهيمنة اﻹيرانيين والروس على القرار وملف اﻹجازات واﻹطعام.
ويؤكد المصدر أنّ اﻷطعمة التي ترسل للمقاتلين الموالين للأسد ومعظمهم من "شباب التسويات/المصالحات" غير صالحة للاستهلاك، وفي أحسن الحالات تكون خبزا وبطاطا.
بدوره أشار موقع "نداء سوريا" المعارض إلى سرقات للطعام ضمن القطع العسكرية والتي يتم بيعها لصالح أحد الضباط.
وبحسب مصدر مطلع في وزارة الدفاع، أكد لبلدي نيوز، أنّ ملف اﻹطعام والمستودع وحتى المحروقات إحدى أبرز مظاهر الفساد في الجيش، منوهاً إلى صحة المعلومات التي تتحدث عن "سرقة مخصصات العناصر" وتقاسم ريعها بعد بيعها.
وأشار إلى أنّ من بين تلك الحصص المنهوبة ما يذهب إلى بيوت الضباط الذين وصفهم بـ"اﻷمراء".
ولم ينفِ المصدر حاﻻت "التفييش"؛ مقابل مبالغ مادية أو خدمات يؤديها العناصر للضباط، وأرجع هذا إلى "المحسوبيات أو قدرة العنصر على إقناع الضابط المسؤول، إضافةً للثمن المطلوب حسب كل قطعة".
والتفييش؛ مصطلح شعبي دارج في الخدمة اﻹلزامية بسوريا منذ عهد حافظ اﻷسد، وتعني منح الضباط "إجازات طويلة" للعناصر لقاء مبالغ مالية ضخمة.
وعاد المصطلح السابق للبروز إلى الواجهة مع حالات التهرب من المعارك الدائرة على خلفية الحراك الثوري ضد نظام اﻷسد.
ورغم أنّ صفحة "سرحونا" الموالية، لم تتطرق إلى تلك المعاملة أو المحاور كأسباب وحجج لترك الخدمة والمطالبة بالتسريح من الجيش، إلا أن بعض التعليقات تلمح في بعض اﻷحيان إلى "المحسوبيات" أو تشير للواقع السيء في "ميليشيا اﻷسد".
وبحسب آخر منشورات صفحة "سرحونا" الموالية، لفتت ضمن ما يسمى بـ "عيد الجيش" إلى جوانب من معاناة المقاتلين الموالين وركزت على النقاط التالية: "بيع الوطنيات من طرف من وصفتهم القيادة وتعني الضباط، الذين قالت إنهم لم يتكلموا عن الجندي الذي أمضى ثمان سنوات وأكتر في الخدمة الاجبارية".
ما يعطي انطباعاً إلى الكم الهائل من الفساد في "جيش اﻷسد" الذي أمعن في قتل المدنيين من أجل "كرسيه" على حساب حتى الموالين له.
إﻻ أنّ مصادر بلدي نيوز، لم ترجح حدوث انتفاضة أو انشقاقات واسعة كما حدث سابقاً، واعتبرت أنّ هذا يرجع إلى إحكام القبضة اﻷمنية أكثر من أي وقتٍ سابق.